علاقة الأولاد مع الأهل: من المهم في حياتنا المحافظة على ملامح الطفولة لكي نكون دوماً انقياء وننتج خيراً ونترك بصمة في مشوار مسكونتنا على ارض الحياة. يعيش المجتمع اللبناني اليوم في تخبط وشرخ كبير في اواصل الحوار بين الاجيال ، واختلاف القناعات و الفكرة والبصيرة و طريقة النظر للامور وتحليلها وروتين الحياة المختلف بين جيل و آخر بين افراد العائلة الواحدة، ففي هذا المقال سنركز على اهمية تبادل الحوار وإنشاء علاقة سليمة وصحية بين الأهل والاولاد لتأسيس عائلات تساهم في بناء مجتمع سليم . وسنتابع في مقالات لاحقة معالجة تأثيرات اجتماعية أخرى على العائلة مثال القناعة والمال والسلطة المورثة ولباس الأم والأب ومسلكهم والوضع المادي ، لأن الحوار بين الاهل و الاولاد يختلف وفقا لوضع الاجتماعي و البيئي ان كان مادي اوغيره من أساليب الحياة ، كلها نقاط سنتمعن فيها وفي أليات الحوار في رسائلنا المستقبلية بالعودة الى مقالنا هذا والى أهمية العائلة بالنسية للمجتمع ، نؤكد على ان الأهل والأولاد هم النوات ، تبدأ الرحلة بقصة حب بين رجل وإمرأة ، يتعهدون أمام ربهم بالوفاء ، ونتاج هذا الحب تأتي حبة الحياة لتكون طفلا أو طفلة، و لتتكون الاسرة تحت سقف واحد يجتمعون على السراء و الضراء ، و على الكثير من الافراح و الاحزان ، كيفية المشاركة و المواجهة هي سر النجاح و من أهم اسرارها الجزور المتينة المبنية على أهم الدعائم الحوار وتبادل الأفكار وزرع القناعة في فكر الأولاد والرضى في ما يقدمه الله لنا وعدم النظر الى الغير بما لديه او ما ينقصه .. بمعنى آخر مفهوم “القناعة كنز لا يفنى ” والإنسان المجتهد يصل الى النجاح من خلال محبته لبيته ولعمله وللحياة و بالاجتهاد ومن العادات التى يتميز بها مجتمعنا و بدأنا رويدا رويدا نفقدها و هياحترام مائدة الطعام و ادابيتها والحوار البناء والانصات الى كبير العائلة ، حيث يتم ترك الهواتف هذه الوسائل التى هي من اهم عناصر تففك العائلة و سوف نتناولها لاحقا بمقالات مستقبلية لتبيان مدى تأثيرها على العائلة و من اساسيات العائلة تربية المخاطبة ، و كيفية التعامل بين الافراد ، و من كثرة الالفة تستطيع قرآت ما يدور في بال والدتك او والدك بالعيون واللسان و بقناعة و دون فرض اراء الأهل تكون على استعداد بكل قناعة و محبة لتنفيذ رغاباتهم و هذا نتيجة التفاهم المتبادل ، حيث ان اللأهل قبل فرض افكارهم واحلامهم وطموحاتهم على الاولاد الإصغاء الواسع لكل كلام اولادهم ، و عليه الأولاد ان يثقون بإهلهم و الإصغاء لهم و لتجاربهم والاستفادة من خبرتهم ومن هنا تبدأ العملية تأسيس العائلة بشكل صحي وسليم وتناول الحديث والقضية دون وضع اي عوائق لوصول اي نتيجة مرضية لحد ما لجميع الاطراف، مع التركيز على انه ليس الأهل على حق على الدوام وليسوا الأولاد أيضاً…. ومن الامور التى يجب على الأهل الانتباه لها ، فهم واحترام و تقدير مواهب الأبناء ولرؤيتهم لمستقبلهم والعمل على تنميتها قدر المستطاع و تحقيق أحلامهم وليس كبحها لأن جاري مهندس او ابن اختي طبيب لنبتعد عن امور الآخرين في حياتنا لنكن نحن وما يناسبنا كما نحب في بيوتنا… كما أنه من الامور السلبية التى يجب على الاهل الانتباه لها عدم الشجار أمام الاولاد لأنه يقضي على نفس الأبناء وخاصة ان كانت لامور تافهة لأجل سيارة وخاتم وحفنة مال وامور جنسية وجسدية وغيرها التى تؤثر سلبا على سلوكيات الاولاد ان لم تكن بصغرهم ستبرز عند تأسيسهم لحياتهم و عائلتهم ، و تفقدنا هيبة الكبير و الالفة بين افراد العائلة يؤدي مع الوقت الى تفكك شجرة العائلة ودمار حاضر و مستقبل الاولاد فعلى الاهل ان يكونوا قدوة لأبنائهم في الإيمان والمحبة والحوار والعمل بجدية، و تربية ابنائهم على ان الماديات هي فقط وسيلة ، فالغناء والفقر ليس بحكمة للسعادة ، فإن المستنير والثقافة والكتاب هم مفاتيح جنة النجاح و السعادة و من الامور المهمة أيضا على الأب والأم جعل ابنائهم يتعرفون على جسدهم مواهبهم من خلال زرع ملامح القوة بالحوار السليم و الحنكة والمحبة والطاقة الإجابية في البيت، فعليهم فتح باب الحوار بأي موضوع كان في الجنس، في الإختصاص، والحب والزواج، والسيارة والقيادة وزرع الطاقة الإجابية في كل هذه المرافق كي يكون الغلام ماشياً في الحياة بلا حقل الغام ويعلم اين يقف و كيفية الابتعاد عن اي لغم و من المواضيع التي يجب التحاور فيها ، و خاصة للاجيال الناشئة ، مثال يومياتهم في المدرسة وثقافة معاملة الرفيق وعدم التنمر على الصديق وتمييز من هو طويل وقصير وبدين الخ،و غيرها من الامور الحياتية ، ففرض الاهل عدم التكلم بالسياسة لا يعني ان يفرضوا على اولادهم اي خيار سياسي والأهم مواضيع التربية هي كيفية التعرف على الجسد والجنس عبى ان تكون بطريقة علمية ثقافية راقية ان الهدف من المقال المختصر هذا هو ان الحوار الشفاف الصريح بين الأهل والأبناء ينشىء أساس عائلة سليمة في كل ميادين الحياة من لحظة الولادة الى اختيار المدرسة الأولى الى المدرسة الثانية الى الهوايات الرياضية والجامعة والحب والزواج والسيارة والسفر وممارسة الجنس وإختيار الإختصاص الصحيح والصديق والحبيب والقناعة في ما كتبه الله مع العمل والكد لحصد النجاح الشريف كلها اسسس العائلة والحوار فيها اهمم اساسعلى ان يمون بشكل دوري دون عنف لغوي او جسدي باسلوب راق بعيد عن الانانية لأن الحوار والكلمة هم اقوى سلاح لمجتمع سليم.