” لن نفرّط بعد اليوم بشجرة واحدة من أشجار لبنان، ومشروعكن للتشجير ومكافحة الحرائق في نيحا-البقاع، هو دليل على مواطنتكنّ الحقيقية”
برعاية وحضور السيدة كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، أطلقت بلدية نيحا – البقاع “مشروع بيئي للتشجير والوقاية من الحرائق” الذي قامت بموجبه السيدات في البلدية بشراء وتجهيز آلية إطفاء لمكافحة الحرائق وللري، بحضور رئيس البلدية السيد مروان معلوف، رئيس البلدية السابق السيد حنّا فخري، السيدة لمى زينون تابت، مديرة برنامج GIZ LEAD د. مايا نعمة، مديرة جمعية التحريج في لبنان، أعضاء الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، مختار البلدة وفعاليات وأهالي المنطقة.
ويأتي هذا المشروع ليختتم برنامج: “تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلي والوطني في لبنان”، المنفذ من الهيئة الوطنية لشؤون المرأة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، والمموّل من الحكومة الألمانية، ضمن البرنامج الإقليمي: تمكين النساء في صنع القرار في الشرق الأوسط LEAD.
ويختتم هذا الحفل، التدريبات حول مواضيع إدارة المشاريع والقوانين التي ترعى العمل البلدي وأساليب القيادة والتغيير ومفهوم النوع الاجتماعي، التي قامت بها السيدات والرجال في نيحا – البقاع، واختاروا تخصيص الدعم المقدم من هذا المشروع لتلبية الاحتياجات المحلية، وليحافظوا على البيئة في بلدتهم.
استهل برنامج الحفل بكلمة ترحيبية للسيدة رانيا الأسعد نجّار، عضو مجلس بلدي في نيحا-البقاع، ثمّ ألقى السيد معلوف رئيس البلدية كلمة قال فيها: “اسمحوا لي أن أتجاوز مفهوم الذكورية التي طبعت هذا الشرق، وما كان للمرأة من دورٍ كبيرٍ في نهضة مجتمعنا ومآثرها التي لا تعدّ، ومن دخولها المعترك العلمي والثقافي والإنساني والاجتماعي في كلّ زمان ومكان وما أثبتته عن جدارة في كلّ معترك خاضته.”
وتابع:”لا عجب أن تدخل نساؤنا في معترك الحياة السياسية وخوض الانتخابات النيابية والبلدية وتتأهل أن تكون في مواقع حساسة في الوزارات ومجلس النواب.”
وختم:” لا بد من قول كلمة شكر إلى نسائنا في البلدية، لما لهنّ من دورٍ مهم في حسن الآداء والرؤية وما كانت تلك الزيارة الا تتويجاً لما قمن به من نشاط وتنسيق مع هيئتكم. السيدة كلودين عون روكز، شكراً لحضورك الطيب معنا وشكراً لكل الجهود التي بذلتها وما زلت لإنماء قرى وبلدات لبناننا الحبيب.”
وبعد كلمة السيدة زينون تابت من GIZ، ألقت السيدة عون روكز كلمة، قالت فيها: “بعد زوق مكايل، حمّانا، كفرنبرخ، صيدا وجزّين، نختتم اليوم برنامج “تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلّي والوطني” في نيحا – البقاع، في هذه المنطقة التراثية والسياحية الغنية بالمعابد الفينيقية – الرومانية التي تُعتبر من الأجمل في لبنان.”
وتابعت:”لا شك أن هذا البرنامج شكّل خطوة إيجابية، ومبادرة مهمّة لتمكين النساء، من خلال تدريبات قمن بها حول مواضيع إدارة المشاريع والقوانين التي ترعى العمل البلدي، وأساليب القيادة والتغيير، ومفهوم النوع الاجتماعي. وإطلاقنا للمشاريع التي اختارت السيدات تنفيذها حسب حاجات بلداتهن، هو دليل على نجاح هذه المبادرة، وهو تأكيد على أنّنا استطعنا أن نحقق فرقاً في مسيرة النضال نحو مشاركة عادلة وحقيقية للنساء في الحياة السياسية وفي مراكز صنع القرار.
لكنّ تقدّم هذه المسيرة بشكل كبير وسريع، تواجهه تحديات عديدة منها الثقافة التقليدية التي تحصر العمل في الشأن العام بالرجل، ومنها القوانين المجحفة بحق النساء، التي لا زالت تميّز بين المرأة والرجل في الحقوق، ومنها عدم تكافؤ الفرص بينهما، ومنها أيضاً استسلام النساء أحياناً أمام التحديات التي يواجهنها، واختيارهن الرضوخ للأمر الواقع والتخلّي عن أحلامهن وطموحاتهن.”
وأضافت: “لأن الحاجة لبناء مجتمع متوازن وعادل ومتطور، على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، أصبحت ملّحة جداً، وبما أن دور النساء بشكل متساوٍ مع الرجل، أصبح ضرورياً ولا غنى عنه، علينا أن نتعاون جميعاً، نساء ورجال، جهات رسمية ومؤسسات خاصة، لنعدل القوانين المجحفة بحقّ النساء ومنها تضمين القانون الإنتخابي، البلدي والنيابي، كوتا نسائية تضمن مشاركة أكبر للنساء في صنع القرار في مختلف المجالات وخصوصاً في المجال السياسي.
كما علينا أن ننشر ثقافة المساواة والاحترام بين جميع المواطنات والمواطنين، لنغيّر الصورة النمطية التي لا زالت تحدّ المرأة في إطار جامد وموروث من عصور، وفي الوقت عينه، على النساء أنفسهن أن يتحدين خوفهن ويتخطين العقبات، يحلمن ويثابرن وينجحن في حياتهن الخاصة كما في حياتهن العملية، وفي العمل بالشأن العام على الصعيد المحلي كما على الصعيد الوطني.”
وتوجهت إلى نساء ورجال نيحا – البقاع الذين شاركوا في التدريبات وقالت:”رولا معلوف، ناهدة رميلي، ريتا غانم، أنطوانيت طراد، رانيا الأسعد نجار) ورئيس البلدية السابق حنّا الفخري، أنتم التزمتم بالمشاركة بالتدريبات التي جرت في بلدية ذوق مكايل، بالرغم من بُعد المسافة، واخترتم المشروع إنطلاقا من الحاجات الأساسية لمجتمعكم، وكان مشروعكم بيئياً للتشجير والوقاية من الحرائق التي تتعرض إليها البلدة، ولري المساحات الخضراء في الأماكن العامة.
13% فقط من مساحة لبنان، هي نسبة المساحات الخضراء المتبقية بعد كل الإنتهاكات البيئية التي ارتكبها الإنسان بحقّ وطنه وطبيعته، لهذا السبب من غير المسموح التفريط بعد اليوم بشجرة واحدة من أشجارنا، ومشروعكم لمكافحة الحرائق هو خطوة للحفاظ على ما تبقّى من بيئتنا.
أنتم نموذج ناجح لأصول العمل بالشأن العام، ومشروعكم يؤكّد على فعالية دور النساء في صنع القرار إنطلاقاً من حاجات مجتمعاتهن، وتحقيقهن لأهداف التنمية المستدامة.”
وختمت:”أحَيّي رئيس البلدية السيد مروان معلوف، ، كما أحيي السيدات والرجال في البلدية لمثابرتكم لتحقيق التنمية المحلية ، وأشكر الوكالة الألمانية للتعاون الدولي والحكومة الألمانية، اللذين تشاركنا معهما اليوم، للحفاظ على البيئة في نيحا.
على أمل أن يكون اختتام مشروعنا اليوم في البقاع، بداية لمشاريع عديدة تضم أكبر عدد ممكن من نساء لبنان، ومنها مشروع سيبدا قريباً ستطلقه الهيئة الوطنية لشؤون المرأة تحضيراً للإنتخابات البلدية والنيابية المقبلة، يمكّن النساء ويدعمهن للترشّح للمناصب القيادية، ليساهمن إلى جانب الرجال، ببناء وطن يضمن حرية وكرامة وحقوق بناتنا وأبنائنا في المستقبل.”
ثم عرضت د. مايا نعمة، مديرة جمعية التحريج في لبنان Lebanon Reforestation Initiative حلقة توعوية حول دور المجتمع المحلّي في الوقاية من الحرائق، والتوقيت الصحيح للإجراءات التي يجب أن تتخذ في كلّ عام لتفادي الحرائق، إضافة إلى استعراض شامل لمسببات الحرائق كافة وارتباطها بنشاط الإنسان، إلى جانب الإضاءة على دور المرأة الإيجابي للوقاية من الحرائق في العائلة والمجتمع وصولاً إلى مشاركتها في الدفاع المدني. واختتم الحفل بجولة في قلعة نيحا الأثرية