Menu

الإنسان والهجرة

الهجرة في حياة البشر حلم مستمر، ولكن هل هي حقيقة ام ان كل الأماكن هي أماكن؟!

الهجرة كلمة يرددها بني الأرض كما يرددون كلمة صباح الخير…

يحلم بني البشر بالهجرة.. في بداية الأمر كانت الهجرة هي من الريف الى المدينة أو بما يعرف بالنزوح الى المدينة… لماذا لأن الإنسان دوماً يكره محيطه لأننا نعيش في عدم القناعة بما يقسمه الله لنا، لأننا نعيش في وهم المكاتب والبرجوازية الفارغة، لماذا كرهنا الريف والأرض، الأرض هي رمز العطاء هي مزراب الخير هي معول الفلاح هي رغيف القمح… كرهنا أن نعمل في الأرض والزراعة وتربية الدواجن قتلنا العادات والتقاليد هرعنا الى حضن المدينة هجرنا أرضنا وركضنا للعمل في المدينة وبالتالي ماتت الزراعة وماتت الأراضي ولم نعرف قيمة تلك المقومات الحياتية التي أعطاها لنا الخالق القوي كي نعيش ونصل الى القناعة والإكتفاء الذاتي دون ان نحتاج لأي إنسان… وهنا كانت اول خيانة للنفس في هجرة الأرض وعند ضياع الأرض والإيمان في الأرض تضيع البلدان وتباع الحقول ويطير البنيان وترقد العقول في حلم مكتب مكيف خلف شهادات وإختصاصات هي نفسها يدرسها الملايين ليتخرج الطلاب وإنعدام فرص العمل لأن حجم الطلاب يفوق حاجات السوق فيختل التوازن بين العرض والطلب ويبداء الحلم بالمدينة والوطن بتراويح الفشل يهلل وتطير العيون الى خارج الأرض الى الهجرة الثانية في حياتنا وهي هجرة الوطن على جناح المجهول لتحقيق المستقبل المنشود…

الغلط هنا ليس في الوطن أو الأرض التي نسكن الخطأ هو في عدم بناء الوطن و أننا لم ننشر الثقافة بالعلم كما يجب، ولم نفتح افاق للتخصص في البلاد بطريقة مدروسة تلبي كل فرص العمل للحد  من البطالة، أين هم المتخصصون في البيئة والزراعة، وعلم الحيوان وتربيته، تركنا خلفنا ملايين الأشغال والحرف والصناعات، و هجرنا الأرض والخير وعندما ضاق بنا الزمان عدنا الى الأرض وهربنا من كل البلاد عدنا للزراعة عدنا الى الجزور وكان قد فات كل الأوان وضاع كل مكان.. الهجرة الحقيقية هي الهجرة نحو القناعة نحو العقل نحو الرب نحو نشر الوعي نحو نحو حب الأرض و إعلاء شأن الوطن و معرفة معاني  الوطنية، والحرية في الدين والمعتقد، نحو السير في درب الوطن وليس بدرب الوطن والأنانية.

انا مهاجر الى الهجرة واقوى أنواع الهجرة التي سيمر بها بني البشر هي هجرة الروح من الجسد، هجرة الحياة الى القبر، هجرة الجسد الى التراب، ناهيك عن عوامل الهجرة التي نمر بها في زواريب الحياة، هجرة المراة لبيتها، هجرة الأولاد لبيتهم، هجرة الحبيب لحبيبته، هجرة الهجرة…الى متى الهجرة واين القناعة في بناء البناء بدل من الهروب.

خلاصتنا كل الأوطان هي مجموعة من البشر تعيش تحت سقفها ومجموعة من الحكام عندما يكون الضمير حاكماً والقناعة لاعباً والتواضع والحب شريكاً واليد الواحدة بين اولاد هذا الوطن وهو البيت الأكبر يكون البناء قوياً ويعيش الناس بقناعة وحب ومعرفة معاني الوطنية الحقيقية عندها سيكون الخير مطروحاً في الأرض، وليس معيباً الحلم بتحقيق النجاح بالسفر للعمل خارج الوطن ولكن لأجل الوطن دون الهروب تحت قناع الهجرة. فلو هاجر الجميع؟ لمن تكون الأوطان؟ ولمن يكون البنيان؟ انا مهاجر نحو الخلق في وطني وطن صلب نحو الإرتقاء بالروح لأعيش الى كل الأعوام بصمة لا تهاجر دنيا الأرض فمرور الإنسان لو كان دون طرح للزرع فكان مروره عابر يهاجر الحياة دون تذكار فنحن مجوعة صور تسير في اجساد على الأرض.. انا لن أهاجر سأنجح لوطني وارضي ، أحبو الوطن والبيت والعائلة والأرض لأننا من الأرض الى الأرض نعود…. والى كل المسافرين للسياحة.. السياحة هي نوع من الرحلات والمسافرين لأجل كسب الرزق والعمل لا تكتبوا على صفحاتكم باباي وطني، لأنكم ترسلون كل طاقة سلبية الى تفكير كل قارىء وتشد  عليكم عين الحسد، أحسنوا إختيار المفردات فالوطن هو اساس وجودنا رغم كل الصعوبات مع التمنيات للجميع بتحقيق كل الأحلام في مشوار الأيام.. أنا مهاجر بتوقيع راني البيطار…  

فيديو اليوم