Menu

أربعة سيناريوهات وترامب النجم الأوحد!!!

لا شك ان الرابع من ت٢ يوم مفصلي حيث يحبس العالم أنفاسه ، فالانتخابات الاميركية تأخذ حيزا والكثير من الأمور السياسية العالقة لن تحسم إلا على وقع نتائج هذه الانتخابات، حيث يترتب عليها مآل الصراع في سوريا والمفاوضات مع ايران والوضع اللبناني الشائك والذي يربط بند ” التأليف” بنتائج هذه الانتخابات، بالاضافة الى كيان صهيوني يغلي على صفيح ساخن هذه الايام حيث تزيد حدة الصراع الداخلي في حكومة “نتنياهو- غانتس”، الى الصراع الصين والتي تتوغل سياسيا وعسكريا اضافة الى التعملق الاقتصادي البارز والذي يرسم بتجلياته المتنوعة السياسية والعسكرية والاقتصادية معالم عالم جديد ينازع القطب الواحد. في هذه الانتخابات نحن امام اربعة احتمالات وليس امام احتمالين، الاحتمال الاول: ان يفوز بايدن واذا حدث ذلك سيكون كل ذلك متسقا مع نتائج استطلاعات الرأي التي ترجح فوزه ، اذ ان نتائج هذه الانتخابات ليست من العدم ولكنها من الواقع فترامب أخفق في العديد من الملفات المهمة واكثرها تأثيرا على الناخب الاميركي إدارته السيئة لملف” كورونا”. الاحتمال الثاني: ان يفوز ترامب مكررا مفاجأة ٢٠١٦ عندما كانت كل استطلاعات الرأي ترجح فوز هيلاري كلينتون وفعلها ترامب ، بعدها اعتقد الكثيرون أن هناك تغييرا كبيرا داخل المجتمع الاميركي لم يتنبه له احد. التغيير هو ان هناك قطاعات واسعة من المجتمع الاميركي وخصوصا “البيض غير المتعلمين ” ساخطة على مجمل السياسيات التي اتبعتها الادارات الاميركية ا المتعاقبة منذ الحرب العالمية الثانية حتى الان. هذه الشرائح لم تستفد شيئا من الوضع الاسطوري للولايات المتحدة وتعتبر انها تضررت من الهجرة والعولمة التي شجعت أصحاب رؤوس الاموال الى هجرة البلاد الى بلدان فيها فرص الربح أكبر كالمكسيك وايران وغيرها ، وهذه الفئة تكره الديمقراطيين الذين يدافعون عن الليبرالية ويكرهون ما يسمى ب” المؤسسة الشرقية” وهي المؤسسات المالية وكبريات الجامعات والصحف والقنوات التلفزيونية والتي كانت متركزة في الساحل الشرقي واصبحت بعدها منتشرة في كل الولايات ، هؤلاء الاميركيون صوتوا لترامب في ال ٢٠١٦ وسيصوتون له على الارجح في ال٢٠٢٠.الاحتمال الثالث ان تكون نتائج الانتخابات متقاربة بين بايدن وترامب وأي منهما يمكن ان يطعن بنتائج هذه الانتخابات وتكون الولايات المتحدة امام أزمة دستورية كما حصل عام ٢٠٠٠ بين ال غور وبوش الابن ، وتدخل الكونغرس وتدخلت المحكمة الدستورية حتى حسم الامر لبوش الابن ، ولكن هناك فارق كبير بين ٢٠٠٠ و ٢٠٢٠ فنحن هنا لسنا امام ال غور او بوش الابن ، نحن امام رئيس يصدق مقولة ” إما انا او الفوضى”وكأنه زعيم لدولة من العالم الثالث، وهو يمهد منذ شهور انه لن يقبل انتقالا سلسا للسلطة اذا خسر الانتخابات كما انه طعن وشكك ب ( الية التصويت عبر البريد”وهي الالية التي يفضلها قطاع واسع بسبب ازمة ” كورونا”. في الاجواء التي تعيشها الولايت المتحدة وفي ظل انتشار السلاح والافكار المتطرفة ليس بعيدا ان تؤدي نتائج الانتخابات ليس فقط الى مظاهرات بل الى شغب وعنف . مؤسسة ” يو غوفرمنت” أجرت استطلاع رأي تبين من خلاله ان ٥٦٪؜ من الاميركيين يعتقدون ان العنف سوف يندلع بعد اعلان النتائج،، وما لفتني تصريح للصحافي الاميركي توماس فريدمان الذي قال:لقد بدأت حياتي في تغطية الحرب الاهلية الثانية في لبنان عام ١٩٧٥ ولا اريد ان انهي حياتي بتغطية الحرب الاهلية الثانية في الولايات المتحدة. واذا عدنا الى الماضي ففي سنة ١٨٦٠ اعترضت ولايات اميركية على نجاح ابراهام لنكولن ( الرئيس ال١٦) حيث كان معروفا بمواقفه الرافضة للعبودية وكان يسعى الى تحرير العبيد وهذا كان يستفز الولايات الجنوبية حيث كان عصبها العبيد اذ انها كانت تقوم على الزراعة ، بينما كانت الولايات الشمالية تؤيد فكرة لنكولن حيث سيستفاد منهم في القطاع الصناعي النشط هناك.وبعد فوز لنكولن اعلنت سبع ولايات انفصالها ولحقتها سنة ١٨٦١ أربع أخرى.، حيث نشبت الحرب الاهلية التي استمرت حتى ١٨٦٥. الاحتمال الرابع ان يخسر ترامب ويرفض الخروج من البيت الابيض الا من خلال صفقة تمنحه عفوا رئاسيا خوفا من الملاحقة القضائية( ملفات تهرب من الضرائب وتعاملات مالية مريبة وتحرش جنسي والعلاقة مع روسيا وبوتين) وللتذكير فقد كان هناك سابقة عندما استقال نيكسون عام ١٩٧٤ وهو في ولايته الثانية واخذ عفوا من الرئيس فورد لمنع ملاحقته بعد فضيحة ” واتر غايت” المعروفة والتي اتهم فيها نيكسون بالتجسس على أحد مقرات الحزب الديمقراطي، وكان لصحيفة ” واشنطن بوست ” دور كبير في كشف المستور. أي من السيناريوهات تنتظر المجتمع الاميركي ؟ اسبوعان حاسمان فإما بايدن الذي ينام على حرير الاستطلاعات واما ترامب الذي يهدد ب” اما انا او الفوضى” والذي ذكرنا بمقولة ريتشارد مورفي في ثمانينات القرن الماضي ابان انتخابات ١٩٨٨ الرئاسية في لبنان. كيف سيتعامل بايدن اذا ما فاد مع الملفات الشائكة من اميركل الجنوبية الى المتوسط الى ايران فالصين، واذا بقي ترامب عليه ان يدلنا على تعويذة ربع الساعة الاخيرة ، واذا حلت الفوضى او نشبت الاهلية فمن المستفيد؟

سامركركي اعلامي ومتابع للشؤون الدولية والاستراتيجية

فيديو اليوم