ما هي الحياة غير مجموعة من اللحظات، نستذكرها من الماضي ونصنعها في الحاضر ونخطط لها نحو المستقبل ولكنها في نهاية السطر مجموعة من اللحظات، قد تصبح ماضي وغد ومستقبل، ولكنها ثانية من الحياة تولد فيها الكثير من القرارات قد تكون خير لنا، وقد تشكل ندم لنا، وقد تكون لحظة بداية قصة حب، أو لحظة ربح ورقة حظ، كلمة نرددها كثيراً لحظة هذا ولحظة ذلك ومن هنا لتكن هذه الأوقات مقدسة ومكللة بطاقة الحياة الإيجابية للخروج بلحظات مليئة بالحياة والفرح والقناعة…. أحبائي أنا وانتم والحياة لحظات فهي منا ونحن منها لأننا كالدم في الشريان وكطريق يمشي البداية معروفة والماضي هو ماضي والحاضر والغد سيكونون بدورهم ماضي ، من نحن ايها البشر نحن لحظات وكمشة سنين ارشيفها البوم من الصور…
يولد الإنسان لحظة الولادة، تحمل المرأة وتتلقى الخبر السعيد في لحظة، تدور الحياة في سطور الايام والمحرك هو مجموعة لحظات لتؤلف مجموعة من الذكريات في حياة الإنسان على هذا الكوكب الكبير. تتكرر في مشوار حياتنا تلك الكلمة لحظة” التي قد تفصل بين مصير وتقرير عن المصير ، حيث نقول لحظة الدخول إلى المدرسة، لحظة الزواج، لحظة الطلاق، لحظة التخرج، لحظة الرسوب، لحظة الغرق، لحظة الموت، لحظة إقلاع الطائرة، لحظة الوصول إلى المطار، لحظة اتخاذ القرارات او القرار، لحظة رنين الهاتف، لحظة سأفتح الباب الباب يقرع، لحظة الانتهاء من البناء يسلمك المتعهد الشقة، لحظة سقوط الحكم، لحظة شراء السيارة، الخ…. هي جمل وعبارات تفصل عن وتقرر مصير انسان وأصلها لحظة في تاريخ الحياة، علينا تقديس اللحظة والدقيقة والثانية نستمتع بحياتنا لأنها غالية ولا نملك شيء سواها ومن خلالها سنكون بصمة وبدونها سنكون ماضي انسان. فما نفع السنين ان تمر ونحن لم نعرف لحظة اختيار القرار المناسب في حياتنا، لم نعرف لحظة الحب والعطاء والخير والبسمة الحقيقية، لا يهم ان نشيخ ونكبر ونحصد الملايين من الليرات والجوائز، وأيضا لا يهم لو كنا فقراء، المهم هو أن نعرف لحظة القناعة بالنفس والرضى وعندها نشعر اننا سنحيا من جديد في كل لحظة في حياتنا لأننا نحب حياتنا، عيشوا اللحظة لتكون حياتكم مجموعة لحظات من القناعة والمحبة والخير، واعلموا أن الإنسان الذي يحصن نفسه بطاقة الخير وحب الحياة بكل فصولها سينتصر على كل لحظات الضعف والمرض والألم ويدرك كل معاني الفرح وعطاء الرب في حياته، لأنه تعلم حب نفسه وكل لحظاتها وخاطب عقله وقلبه وروحه بعيدا عن أهواء الزيف والتنك، بل بقوة عشق لحظة الحياة، فكل ما يبقى منا على أرض الفناء صور لمجموعة لحظات وبصمة ابهام، ومن هذه اللحظة كونوا مغرمين بحالحكم. كونوا متصالحين مع روحكم وإفتحوا يديكم وتنفسوا وإستقبلوا اللحظة في حياتكم وإدخروها في خبز الحياة سبيلاً لتكونوا سنابل لا تشيخ بل تنمو بالعشرين والخمسين والسبعين في كل الفصول لحظة حياة من حياة.
بقلم المستشار راني البيطار