“حياة الحياة ”
“حياة الحياة ” يأتي الإنسان الى عالم الحياة ليعيش الحياة، ولكن هل نعيش الحياة ونقدسها بكل لحظاتها أو أننا نأتي لنعيش حياة الإنتظار حيث ندخل سرداب عيش حياة الحياة في إنتظار الحياة في حين ان الحياة كلها معنا ولكننا لم ندركها فلم تدركنا…
أن نتفس لا يعني ذلك أننا احياء وان نموت لا يعني ذلك أننا أموات وكيف نكون أحياء عندما نكون على قاعدة الإنتظار ركاب .
ننتظر ان نكبر في العمر وعندما نكبر نخاف من العمر ومن حرب الأرقام فتمر الأيام ونحن في صراع دون لقاء الحياة، ننتظر الشهادات والتحصيل العلمي دون التمتع بالنجاح الأول لأننا نريد النجاح الكبير وتقليد الغير، والوصول الى الكراسي والمناصب الخ… فلا نعيش العمر بدقائقه الشابة والصغيرة والمراهقة والكاشفة بل نطير ليطير بنا الزمان، ونقول عندها العبارة الشهيرة ” كم مر عمر المراهقة بسرعة ولم نشعر به ” وكم نكرر هذه العبارة ” مر العمر بسرعة كبرنا سريعاً ونبحث عن شبابنا وأيامنا في عقلنا لنجدها مجرد لحظة صغيرة في الذاكرة بحرقة وندم. طبعا ستكون حارقة وغارقة لأننا نحن من نمتلك ملكية عمرنا وإن لم نعرف إدارته لنشعر به لن يشعر بنا، لأننا تحولنا الى روبوتات إنسية تمشي على الطريق بلا حياة تنتظر المال والرسمال ، الكراسي والمكاتب ، السيارات والبيوت، السفن والمراكب، الشهادا والألقاب، روبوتات إنسية تصفق لسياسي مجهول، لفنان ، لراقص أو راقصة، روبوتات تتنفس حياة الحياة وعندما يأتي وقت وتمر لحظة تفكير في أين حياتي ؟ وأين انا يرعد الرعد في سماء العقل المخدر في حقنة إنتظار لنجد أن الحياة كانت أمامنا ولم نعشها فكنا من ركاب نعش حياة الحياة.
ربوتات تنتظر الراتب والرغيف والمحروقات وتفرح إن جاء دورها قبل جارها الروبو، فرحها هزلي مستفز للعقل الذي أعطانا هو الخالق لنكون إله أخر نشع ونضج حياة، ولكننا كنا مجرد أدوات إنتظار أحلامها أمجاد فارغة أموال بلا رسالة، تنك في لباس مجوهرات ، قصدير من اوراق حياة.
يا بني البشر انتم من لحم ودم أنتم زينة الحياة الرئيسية والباقي هو تفاصيل أو تكونوا لهذه النعم مدركين أو سيأتي الموت وأنتم تنتظرون الحياة يا روبوتات حياة الحياة….. عيشوا اللحظة وصفقوا لنفسكم واحبوا تواريخكم ومراحلكم دقيقة بدقيقة وعودوا أبناء الحياة.
أحبوا الحياة لتكون ابناء الحياة بقلم راني البيطار ويبقى اساس الحكاية هو الإنسان