الى أين تقودنا يا زمن
منذ الولادة والطير ينتظر أن يحلق بريادة منذ الحضن الأول مع الأم والطير يبكي وكأنه علم أنه إنطلق في رحلته نحو غابة ينبض قلبها حياة
غابة وهي الحياة والدنيا ورحلتها المفعمة بحوار الخير والشر بين البشر في حين أن الجميع هم رواد السفينة وهم في زيارة الى عالم مرحلي الهوا والملك للخالق فقط.
أحلم أن أكون عصفور أرفرف فوق حقول ووديان وبحار تلف الكون والديار دون أن تكبل حريتي لا حفنة مال ولا قصور التنك ومستندات المصارف ما أجمل أن اغط وأطير بحرية وأطلق العنان لغنائي وجمهوري الفراغ.
امي تهز سريري ومع كل يمين ويسار أجد نفسي اكبر وأتمرجح في كابوس الحياة لأنتظر شهادتي ومناولتي وأعيادي وأتعلم المناسبات كافة وأتعرف على الأصدقاء من كل حدب وصوب. وأتكلم مع العشاق وأعاني من الحساد وأساعد من يكرهني.
وعندما تتوقف أمي أسمع صوت العصافير تناديني من علياء السماء وهي ترتجف ولم أفهم يوم سبب رجفتها وتقول لي: ستكبر وكل ما تحلم به مع إهتزاز السرير سيكون حقيقة ملموسة وحسوسة ستنتظر وتنتظر على أبواب كل الأحلام في مغاور الحياة.
وعليه ستعيش حياة الحياة وإختفى سرب العصافير.
كبرت فيي السنين وبدأت امشي الى حضن امي وذهبت الى المدرسة وبدأت مرحلة الصراع مع الوقت والإنتظار ومعاشرة الأحباب والأعداء وعشت كلام العصافير في عيش حياة الحياة.
وفي نزهتي في الصباح رأيت سرب العصافير على الأرض ميت ودمه يسيل وكان رفيق احلامي ومصدر قوتي والهامي ونظرت الى السماء فوجدت سرب أخر يطير وكتب على سقف الغيوم الحياة مشوار ونحن فيها زوار وعندها تعلمت أنني سأموت يوماً وسأعيش حياة الحياة لأنني لا أمتلك سوى الروح لأنها من الخالق وكل ما تبقى هو من صتع الزمان والمكان وهو زائل وفاني.
وتابعت سيري الى الأمام…. يتبع.