شادية لم تمت أو تدخل سرداب الموت لأنها بنت الفن من الغناء والطرب والتمثيل بين السينما والمسرح فشاديا كانت تجسد مختلف الشخضيات بحسب أدوارها في المسلسلات وبذلك هي عاشة وماتت اكثر من مرة من خلال أدائها لمختلف الأدوار التي لعبتها من حب وهيام بالعشق وألم الفراق وحلاوة اللقاء وأدوار الأمومة فهي شاديا دلوعة السينما وحبيبة مصر.
أما فاطمة إسمها الحقيقي والدها كان مهندساً زراعياً يدعى أحمد كمال شاكر، ومن إختار لها إسم شادية كان بحسب بعض الأراء أنه المنتج والمخرج حلمي رفلة عندما قدمت معه فيلم العقل في إجازة . وهناك من يقول أن المخرج يوسف وهبي هو من أطلق عليها إسم شادية،عندما رآها وكان يصور في ذلك الوقت فيلمه شادية الوادي، وهنالك من يرجح أن يكون الفنان عبد الوارث عسر هو من أسماها شادية لأنه عندما سمع صوتها لأول مرة قال إنها شادية الكلمات، والمهم أنها شادية التي أثرت المكتبة الفنية فيما يقارب 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وعلى مر السنين لطالما صنف النقاد شادية على أنها أهم فنانة شاملة ظهرت في الدراما العربية.
بدايتها في عالم السينما كانت على يد المبدع أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت هي التي و أدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان في إستوديو مصر، إلا هذا المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن في هذا الوقت قامت بدور صغير في فيلم أزهار وأشواك، وعاد أحمد بدرخان وقدمها للمنتج والمخرج حلمي رفلة وقامت بوقتها بدور البطولة أمام الرائع محمد فوزي،والنجاح الباهر للفيلم وقتها دفع محمد فوزي على الإستعانة بها في أكثر من عمل الروح والجسد، الزوجة السابعة، صاحبة الملاليم، بنات حواء،
شادية أغنت السينما المصرية بأهم الأعمال وحققت إيرادات عالية في العام 1949 لـ المنتج أنور وجدي في فيلم ليلة العيد وليلة الحنة في العام1951 وشكلت ثنائي ناجح مع الممثل الرائع كمال الشناوي وقتها وححقت أفلامهم إيرادات عالية وقتها ونذكر من هذه الأفلام حمامة السلام، وعدل السماء، والروح والجسد، وساعة لقلبك، وظلموني الناس، وكما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق في كتابه تاريخ السينما العربية أن شادية ظلت نجمة الشباك الأولى لما يزيد عن نصف قرن. وتوالت الأفلام والأفلام أشكي لمين، أقوى من الحب وإرحم حبي. وفي حياة شادية مسرحية واحدة هي ريا وسكينة التي حققت نجاح باهر وكبير جداً لأكثر من عام ولفوا بها معظم الدول العربية، شاركتها وقتها البطولة الرائعة القديرة سهير البابلي.
شادية غنت لمصر وكم سمعنا ست الحبايب ياحبيبة بصوتها وهي التي لم ترزق بأطفال ولكنه كان حلمها الأكبر، هو تاريخ مفعم بعبق الذهب كيف لي أن أختصره في سطور وأكتبه في جدران موقع ومن أنا كي أكتبك يا شادية الفن والكلمات والنغمات والتمثيل الحقيقي والإبداع في أيام رعيل ذلك الزمن الجميل الذي أرشف بلادنا العربية ونقل ثقافتنا وحضارتنا نحو العالمية وشد كبار العيون نحو أرضنا العربية ونحو مصر أم الدنيا الحبية أرض الحضارة والكرم والنيل هاهي اليوم تحتضن حثمان فاطمة لتبقى شادية دلوعة السينما المصرية إلى الأبد.
أغانيها تخاطب كل الأحوال فهي قالت خلاص مسافر، وغنت يادبلة الخطوبة، شبك حبيبي، وغير الكثير الكثير من الأغاني التي تنقلك الى حالة من الهيام بصوتها الحنون الدافىء. تاريخ شادية معلوم من كل العالم وهو فخر لكل عربي، لا يحتاج لمن يكتبه ولكننا نحتاج كي ندرسه لجيلنا الحالي لندرسه الفن الحقيقي فن الزمن الذي لا يموت. وكم من إنسان يتمنى لو ولد بين كبارنا الذين يرحلون عن دنيانا ونحن نعرفهم رغم صغر سننا لأنهم إرث معطاء سيبقى الى الأبد. مصر الحبيبة إحضني إبنتك الغالية فاطمة، ولتكن شادية دلوعة السينما المصرية في ذاكرة الناس على الدوام.