بيروت في 2 تمّوز – يوليو 2018:
لم تنته أصداء “الهيبة- العودة” مع إنتهاء شهر رمضان المُبارك، فقد خصّت صحيفة
“Le Monde” الفرنسيّة، في نسختها العالميّة الصادرة يوم 28 يونيو 2018 ، هذا المُسلسل بتحقيق شمل مضمون العمل وهدفه والجوانب الفنيّة والتقنيّة له في سابقة تُحسب للإنتاج اللبنانيّ.
وإليكم بعض ما جاء في هذا التحقيق الصحفيّ الذي وقّعته الصحافيّة لور ستيفان:
… تجتاح المُسلسلات الشاشات التلفزيونيّة في لبنان وفي البلدان العربيّة خلال شهر رمضان المُبارك.
روايات خياليّة تُكتب خصيصاً لشهر الصوم المُبارك وتزيّن أمسياته.
أثار الضجّة مُجدداً إنتاج لبنانيّ يُبثّ على شاشة الـMtv و Mbc وشاشات عربيّة أخرى منذ منتصف شهر أيّار.
“الهيبة” الذي ينقلنا إلى أجواء العالم العشائريّ المُنتشر في المنطقة الحدوديّة بين لبنان وسوريا، منطقة سهلة الإختراق، معروفة كأرض خصبة للتهريب.
حبّ، إتجار غير مشروع ، مبدأ الشرف
صُنّف الموسم الأوّل من مُسلسل “الهيبة” عام 2017 بين المُسلسلات الأكثر مُشاهدة. كنّا نتابع خطوات “جبل” الشاب الأسمر الغامض تاجر الأسلحة ومُمثل وقائد عشيرة شيخ الجبل.
الثأر، الحبّ، الإتجار غير المشروع ومبدأ الشرف كانوا على الموعد.
الموسم الثاني ليس تتمّة للموسم الأوّل إنّما عودة إلى الماضي مع المزيد من رجال العصابات المُسلّحة ، وقصص العشائر والإتجار بالممنوعات وتصفية الحسابات مع نخبة من المُمثلين السوريّين واللبنانيّين المعروفين.
مُسلسل”الهيبة” يُثير الجدل اليوم في المُجتمع اللبنانيّ.
شهد كلّ يوم من شهر رمضان المُبارك من دون إستثناء تفاعلاً من قبل مُنتقدي ومؤيّدي “الهيبة” على شبكات التواصل الإجتماعي. منهم من أشاد بضخامة النص وقوّة المُمثلين ومنهم من إنتقد التشجيع على العنف ونقل الصورة النمطيّة للبقاع اللبنانيّ…
تشويه السُمعة
تضاعف تفاعل جمهور المُسلسل وعلا صوت أهل الصحافة عندما قدّم مجموعة من المحاميّين اللبنانيّين شكوى تطالب بإيقاف بثّه…
…ودافع نقّاد في جريدتي “الجمهوريّة”و”الحياة” عن المُسلسل مُستنكرين هذه الشكوى واصفين هذه الحركة بالقامعة للكلمة الحرّة وبالمُحاولة للإختباء وراء الأقنعة.
من جهتها، إكتفت شركة الإنتاج “Cedars Art Production-Sabbah Brothers” ،التي لم تدخل في لعبة الأخذ والردّ، “بالإشارة إلى أنّ “حوادث المُسلسل وشخصياته وجغرافيته من وحي الخيال ولا صلة لها بالواقع”.
أمّا عبدو شاهين، أحد المُمثلين في المُسلسل، فدافع عن”الهيبة” وأشار في حديثه إلى المشاكل الإنمائيّة التي تعاني منها هذه المنطقة التي ينتمي إليها.
من جهته، نوّه أيمن مهنّا مُدير مؤسّسة سمير قصير التي تُعنى بحريّة التعبير، أنّ اللجوء إلى القضاء لمُحاولة قمع الحريّات كما كان الحال في قضيّة “الهيبة” قد بلغ ذروته في لبنان.
ومن سخرية القدر أنّه وفي اليوم التالي على جلسة الإستماع الأولى في قضيّة “الهيبة” بتاريخ 30 أيّار 2018 إستفاق لبنان على وقع الأحداث المُسلّحة التي وقعت في بعلبك فاجتمع الخيال بالواقع.
يُذكر أنّ المُنتج صادق الصبّاح رئيس مجلس إدارة “صبّاح أخوان” الشركة المنُتجة للعمل قد علّق على المقال المنشور عبر حسابه الخاصّ على “تويتر” قائلاً:” أمّا وقد وصل بحمد الله
ورعايته صدى “الهيبة” و”الهيبة- العودة” إلى الصحافة الفرنسيّة الجديّة التي نشرت تحليلاً عميقاً عن نجاح هذه الظاهرة الدراميّة، الأمر الذي يضعنا جميعاً أمام مسؤوليّات مُضاعفة لتكملة مشوارنا. فادعو لنا أنتم جمهور “الهيبة” والأصدقاء بالتوفيق.”