Menu

كلنا مدراء والبطالة في كل مكان وإختصاصات غير متناسقة مع سوق العمل.

كتب المستشار اللبناني العالمي راني البيطار

برسم الحياة والحرية في الحياة !!!

برسم الأهل والدولة!!

برسم المستقبل والغد ليكون مشرق ومدروس ليثمر النجاح…

يتخرج الطالب من طالب علم الى طالب عمل ولو تطلعنا الى الحروف التي تكون كلم العلم هي نفسها التي تتألف منها كلمة العمل..

إختصاصات تتطاير في فضاء الأحلام بمستقبل رائع المزاق مثمر الحصاد ولكن للأسف تربينا وربينا على نوع معين من تناول موضوع الإختصاصات من دون أن ندرك أن هذه الإختصاصات هي محكومة بسوق العمل ومدى حجم الإستيعاب فيه والإمكانيات المتوفرة والمتاحة وبناء عليه يجب على الأهل والمدارس والجامعات أن يتابعوا دوماً حاجة البلد المهنية وما هي الشهادات التي ستزهر عملاً بعد العلم والدراسة ومشوار التعب المدرسي والجامعي لأن الهدف الأساسي هو بناء الهرم المتين لجيل يعمل ويصنع الغد المشرق لدحر البطالة المستشرية التي سببت وتسبب هجرة الأدمغة الى بلدان الخارج وفقدان الطاقة البشرية الشبابية أي الفئة العمرية من عمر الشباب بين ال 23 و25 الى 30 مما يسبب بخلل ديموغرافي كبير الفئة العمرية المكوتة للبلد، وعليه يتحول البلد من بلد فتي الى بلد مسن غير منتج، ومن جهة أخرى يخف عدد الذكور ويغلب عدد الإناث مما يؤدي الى تفاقم ظاهرة العنوسة، لأن معظم المسافرون تزوجوا من خارح البلد.

دور الأهل كبير ومهم ودور المدارس أيضاً لأنها البيت الثاني للشباب وعليه يجب من سن صغيرة وخلال الأعوام الأولى للدراسة معرفة ميول الطالب نحو اي مهنة أو إختصاص والعمل على تعزيز هذا الشغف نحو حلم بمهنة ستصنع انسان للحياة للمستقبل لبناء عائلة وبدوره ليكون منتج جيل جديد وايضاً مسلح بكامل قوائم المعرفة لصناعة غده بحرية كاملة دون عوائق وضغوط.

يجب على كل المدارس الرسمية والخاصة معرفة طموح طلابها وتعريفهم على عدد كبير من المهن التي هي مهمة ايضاً لتكوين العجلة الإقتصادية ك الميكانيك الصيانة للسيارات، شيف وتتنوع من شيف للمائدة الأجنبية والعربية فالطبخ والطعام ايضاً يحاكي تاريخ وثقافة البلدان، صيانة الهواتف وعام الإتصالات، اللغات الدبلجة الترجمة والخ، هناك الكثير من المهن التي تصتع مستقبل لأي شاب من لبنان، والعيب الأكبر فينا ومنا أننا لا نحترم المهن ولا نقدرها وجميع الأهل يريدون أبنائهم محامون ومهندسون وأطباء!!!!

لماذا لا نحترم المهن فالزبال هو رجل بيئة وفي بلدان المتحضرة هو إختصاص ومهنة كغيرها من المهن، أين الحرف واين الصناعة اللبنانية واين الزراعة والفنون كاالنحت والرسم والفخار لم نعد نريد أن نكون سوى مدراء وأغنياء بسرعة البرق فقدنا قيمنا وتاريخنا أين نحن يا جيل الضياع فشباب اليوم لا يفكرون سوى بالمال والمال والثراء الفاحش دون الرجوع الى الثقافة والتاريخ والى لبنان كراسي القش وصانع الأثاث والأبواب.

عيب وعيب على هكذا تفكير دعوا الأولاد يتعرفون على الفلاح والمحامي والميكانيكي والمهندس والطبيب من باب المهن المتساوية لكسب الرزق الحلال، أيها الأهل لماذا تخجلون أن يكونوا ابنائكم أصحاب مهنة بل تريدونهم اطباء ومهندسون رغم غياب المال وفقر الحال وفي حالت الثراء الأب يريد إبنه على مثاله أين الحرية يا مربيين الأجيال أين الحق في إختيار التلميذ والشاب مهنة يحبها ولكي يختار علينا تقديم المهن كلها وجعلها كتاب مفتوح أمامه كي يتعرف الى نفسه وماذا يحب.

أجيال تربت من الأرض والفلاح اولاده اصبحوا رجالات من التاريخ وجامعات الملايين تخرج جيلاً دون عمل دون ثقافة القلم والمعرفة والمعتقد والحرية جيل لم يكتشف الـ” انا” ولا نعني هنا الأنانية بل أعني نفسه ومساره وقراره جيل يصفق دون معرفة السبب ونحن السبب في هجرة الأدمغة لأننا ضيقنا حقل الإختصاصات لتكون الشهادة بملايين والعمل بالملاليم والفقر مستشري والضياع يأكل الناس وراء الهرع كي يكسبون لقمة العيش وكل المهن في يد العمالة الأجنبية واللبناني عامل في الغربة ومدير في الغربة والكل يعيش بتساوي إلا هنا حتى الأم تخجل من إبنها لو كان عامل في مطعم اي كومي أو نادل وتدرج ليكون مديره بعد إكتساب الخبرات ولكن الكل يريد الكراس التي تسبب المآسي والتنك والقصدير في جيل لا يدرك معاني الحياة والتساوي في العمل لأجل الرزق بل يريد المناصب شأنه شأن السياسي كل الشعب يركض وراء الكراسي…

إستفيقوا يا مدارس اليوم ويا أيتها المؤسسات التربيوية عودوا الى المهن ايضاً الى الإختصاصات المعروفة لأنه لوتخرج كل عام الاف المهندسين اين سوق العمل وهل تم التنسيق بين حاجة السوق وكم يستوعب هذا ما يسمى بالتخرج العشوائي والنتيجة عدم العمل وزيادة في منسوب البطالة وبالتالي السفر أو جمل شهادات بالملايين والعمل بأجر متدني وفي كل المهن ويعود بنا الأمر للجوء الى العمل بأي مهنة للعيش أكان في لبنان وخارج لبنان لأن العمل هو هدف الإنسان وبكرامة لكسب الرزق والتجارة وترك بصمة في سرداب الزمان لأن كل عمل له حاجته في الحياة….استفيقوا من اوهام الكراسي دعوا احلامكم في اي مهنة وتخصص تكون ضوء ايامكم لتنجحوا والعمل ليس عيب والعمل ليس عيب يا بني بشر بل العيب هو شعب بلا عمل…!!!

يتبع صرخة الإختصاصات والبطالة والأحلام الضائعة.

فيديو اليوم