فى اطار حديثنا عن الصبوحة فى شهر نوفمبر الذى يحمل ذكرى ميلادها ووفاتها حاولنا الغوص فى اسرار حياة صباح التى كونت شخصيتها فاكتشاف اسباب خمسة مهمة جدا كما روتها لنا ابنة شقيقتها
بماذا تفسر جانو سر سعادة صباح وتواضعها وشبابها الدائم وكيف لها أن تضحك وأن تزين بسمتها الحلوة وجهها المشرق رغم كل الأزمات التى واجهتها والتى لو واجهت أنا جزءا منها لاصفر وجهى وانتحرت؟
تجيب:- دائما ماكنت أسئلها فى جلساتنا سويا نفس هذا السؤال وتوصلت لخمسة أسباب:-
أولا عاشت حياتها كلها بمبادئ مهمة وقامت بتدريب نفسها على ادخال السعادة الى قلبها فدائما تنسى الأمس وتتوقع أن الغد مازال بعيدا ولهذا تقرر أن تعيش فقط اللحظة الحالية فلا تعبأ بمشاكل الماضى الذى انقضى ولا تهتم بهموم المجهول القادم، فقط تعيش حياتى كل لحظة بلحظتها، فالانسان فى نظرها مثل العصفور، لابد أن يفتح القفص ليطير ويغنى ويغرد وينشر الفرح فى كل مكان.
ثانيا الايمان، فالايمان أهم شيئ للانسان، وقد كانت مؤمنة جدا وتعلم أن اله الكون يخلق كل انسان وقصته مكتوبة معه، ونحن فقط نقوم بتمثيل قصتنا الحياتية المكتوبة سلفا
ثالثا تحب الدنيا وتحب الناس وتحب الحياة، فقد كنت تعيش للحب وتغنى للحب، وقد خلقها الله منزوعة من عرق الحقد أو الكره أو الحسد وكانت تقول دائما ( حب الدنى . الدنى تحبك )
رابعا الذكاء لابد للفنان والانسان العادى أن يكون ذكى فالحياة مرة واحدة فلماذا نضيع مجهودنا وأوقاتنا فى العتاب والخصام.
خامسا التواضع من أهم شروط السعادة دائما كانت قريبة من ومع الناس فالأنبياء خلقوا ليظهروا بين الناس، لا ليختفوا، ومن ذلك اتخذت عبرة فلا تحب الاختفاء أو الابتعاد عن الناس، كل هذه الأمور جعلتها تتخطى كل الأزمات التى مرت فى حياتها بسلام، لذلك شعرت وكأن عمرها كله سعادة فى الفن والحياة، لهذا لم يكن عندها وقت كى تكبر ولم تلحظ شيخوختها الا فجأة