الى أبي
الى من رحل منذ سنين ماذا أخبرك عن الحياة وعن الناس وعن دوراني في أرقام فلك السنين، أحببت الكتب والكتابة والرسالة وأعتقد أن الحياة كلها خير وأن لسان البشر هو للصلاة ونشر المحبة وفعل الناس هو لزرع الخير ونشر الحب بين الناس.
ولكن العكس هو صحيح برائتي وعدم خبرتي في فن الكذب وتدبير المكائد جعلتني أسير الجدران ومن بكائي تخمر النبيذ في خوابي بيت جدتي العتيق وقد حفر سقفه الخشبي إسمي بيده وتأنسن ونطق من عمق حزني ومن أخباري ليصرخ وينطق كفا.
كفا ظلماً يا رواد الآرض كفا كذب وتزلف الحياة مجرد رحلة ومشوار ونحن في هذه الأرض لمجرد زوار وما الذي سوف يبقى منا سوى صورة توضع على حائط دار.
نحارب الصديق ونكسر عنقه نحيك المكائد والمقالب ونكسر جناح أخينا في البيت والعمل وفي كل مكان يا رواد الأرض لن تملكوا أكثر من التابوت الذي سيزور المقبرة فلما لانزرعوا الخير في دنيا الحياة لأننا كلنا فيها زوار..
أبي أريد أن أعرف أن معنى الحياة حياة بحق، لم أجد فيها الحب والصديق والقريب كلما تركته لي يا أبي أرث يفوق معنى الحياة هو أخي وامي وشخص أخر، وملاك خفي أحس به يناديني ويجعلني أقوى من الزمن ويرسخ بداخلي السلام الى نهاية الدرب وعلى الدوام..
شربل كرم