مار نصر الله بطرس صفير على رأس الكنيسة المارونية لربع قرن (بين 1986 و 2011) بطريركاً استثنائياً، كذلك كان وداعه الأخير ، أمس، غير عادي ويختزل الأدوار التي أدّاها كـ«أيقونة الكرسي البطريركي» و«حارس» العيش المشترك الذي آمن بأنها وحدَها «الصرخةُ» المسيحية – الإسلامية «تودي» إلى استعادة السيادة وإلى «الاستقلال الثاني»، بعدما كان حمى لبنان «الفكرة» من الموت ووفّر الغطاء للخروج من حرب الـ 15 عاماً على «حمّالة» اتفاق الطائف.
ولد في عام 1920 وودع درب الحياة في عام 2019 بعد ما ان عاش صراع الوطن والمواطنين وحمل على كتفه هموم الحروب والإنقسام، أنشأ المدافن الخاصة بالبطاركة تحت كنيسة بكركي وهو مكان دفن الكهنة في القرب من مذبح الكنيسة في العام 1995 ليدفن قيها أمس البارحة ولن يطول تردد صوت المودعين ليحل صمت الرحيل الأبدي على تردد أصوات القداديس والأجراس التي ستخترق صمت المدافن مكان رقاد جسد كل إنسان لينتقل من عالم الى عالم ينتظره فيه والده السماوي لعيش الفرح الى الأبد وليس لسنين.
حضر الناس من كل حدب وصوب ودين لتغص ساحة بكركي بمودعي من عاش فيها لـ 36 عاماً وحزنهم شارك حزن حديقته الخضراء التي ستفتقد مشاها وبذلك بنعش بسيط رافق الجميع بعد القداس الليتورجي الخاص بدفن الكرادلة والكهنة المتمثل ب 12 عشر شمعة ويعني حضور 12 تلميذ للمسيح ودرب وجع المسيح على الصلايب وغيرها من الأمور الوداعية، وفي نهاية المراسم نام ابن الحياة في مقيرة الجسد لتنطلق الروح الى ربها لحياة اخرى.