على الرغم من وجود إحدى أكبر وأهم محطات معالجة المياه تقدماً في منطقة الشرق الأوسط وأغلاها كلفة، إلا أن المشروع لم ينجح حتى الآن ولم يبصر النور كما يجب، وفي التفاصيل، كان يجب ان يستفيد قرابة المليون من مشروع “شبكات مياه الصرف الصحي لحوض طرابلس”، وهدف المشروع الأساسي هو تحسين حياة المواطنين في طرابلس من خلال استكمال توصيلات المحطة المعالجة لمياه الصرف الصحي، والحدّ من تلوث المياه المُبتذلة بشكل كبير في الشمال، وتحسين خدمات الصرف الصحي في ثاني أكبر مدن لبنان وأفقرها. مع ذلك، وبعد مرور وقت طويل، لا زالت الامور على حالها لا بل من سيئ إلى أسوأ.. أمّا الشركة المتعهدة التي وقّع مجلس الإنماء والإعمار العقد معها ليس مع Veolia، بل مع شركة Butec التابعة لمجموعة Suez الفرنسية .. من هنا وفي تصريح للناشط البيئي بول الحامض لبرايفت ماغازين والذي إعتبره أنه مثابة أخبار للنيابة العامة، فقد أكّد أن هذا ظلم كبير تتعرض له المدينة وبخصوص محطة التكرير على المجهر الصحي لمدينة طرابلس والتي تقع آخر نهر “أبو علي من جهة البحر، أي نهر قاديشا، المعروف بـ “نهر أبو علي”، حيث كان قبل نكسة الفيضان في الخمسينات، مصدرًا حيويًا وغنيًا لمياه الشفة ومساحة طبيعية للسباحة والاستجمام. والجدير ذكره أن المحطة تُعتبر الأكبر والأضخم في لبنان، وواحدة من أكبر محطات التكرير والأكثر تطورًا في منطقة حوض البحر المتوسط. لذا طالب الحامض مجلس الإنماء والإعمار ان يتحرّك سريعا وكما قام بإعمار المحطة دون تشغيلها، أن يُلزم الشّركة المُتعهدة أن تكون بقدر المسؤولية وفي حال كان ينقصها قُطع أو ما شابه فعليه تأمينها بأسرع وقت، وأيضاً حمّل الحامض كامل المسؤولية لمجلس الانماء والإعمار والشركة الملتزمة بهذا المشروع، ومتابعته الحثيثة لبدء تشغيلها، لأن الأمر أصبح بغاية الخطورة من حيث الضرر اللاحق بالطبيعة والشعب الطرابلسي خاصّة والشمالي عامّة، الأمر الذي خلق تلوث في البحر نتيجة تدفق مياه الصرف الصحي اليه، وشكّل خطرا بيئيا وصحيّا لمدينة طرابلس والقرى المجاورة وإفساد الثروة السمكية ونتج عن ذلك امراضا سرطانية مميتة..