Menu

العنف الى أين يا بشر؟

العنف و ماذا بعد؟!!!
من شرّع للإنسان حقّ تحديد مصير أخيه الانسان؟ من قال أنّ الانسان لا يحقّ له التمتّع بحياة نزيهة، لا بل مصيره يكون ضحيّة الحروب التي تحصل في أيّامنا؟ ما معنى هذه الحروب وما مصيرها؛ عندما تنتهك حياة الانسان وتمنعه العيش ضمن اطار حياة كريمة؟ هل بعض الحكّام باعوا ضميرهم وأرادوا أن يدفع الشعب الثمن؟
ورد في كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة: “الله وحده سيّد الحياة منذ بدايتها الى نهايتها: وليس لأحدٍ في أيّ ظرفٍ من الظروف أن يدّعيَ لنفسه الحقّ في أن يُدمّر مباشرةً كائناً بشريًّا بريئاً”.
برحنا نسمع في أيّامنا هذه الحروب التي تنشأ في بعض الدول حيث هويتها مجهولة ومصيرها خفيّ. الثمن المدفوع واحد؛ ضحايا تقع يوميّاً جرّاء العنف واللإنسانية الموجّهة صوب الشعب البريء.
هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم أو البارحة، فالحروب لا تنفكّ تحصل في بلدان شتّى على مدار التاريخ، وسيول الدماء كمجرى ماءٍ لا يتوقّف عبر وقوع العديد من الضحايا.
خلق الله الانسان للعيش ضمن حياة كريمة، فهذا حقّه، كون الحياة هبة من الله معطاة له مجّاناً. مع هذا كلّه نسمع عبر الوسائل الاعلاميّة عن الحروب التي تقع في العديد من البلدان، وهذا
الانسان يقع ” كبش المحرقة “، فلا وألف لا، لن يحقّ لإنسان أن يحدّد مصير أخيه الانسان الآخر، الله وحده يعرف ويحدّد المصير، لذلك “يمرّ احترام الأشخاص من خلال احترام المبدأ: ليلتزم الانسان باعتبار القريب، أيًّا كان في غير استثناء، “كذاتٍ أخرى له”. وليحسب حساباً، قبل كلّ شيء، لوجوده وللوسائل الضروريّة التي يتمكّن معها من العيش الكريم. وأيضاً المساواة بين البشر تقوم، في جوهرها، على كرامتهم الشخصيّة والحقوق الناجمة عنها”. إذا رجعنا الى الكتاب المقدّس في العهد القديم المزمور139 فمعناه واضح: “يا رب قد فحصتني فعلمتني”، الله هو العالم بكل شيء، هو الذي يخلق الانسان وهو الذي يحدّد مصيره.
ما أَمَرّ هذا المشهد المحزن المؤلم عندما نرى مجازر جماعيّة، لا بل نرى أطفالاً وشبّاناً في ربيع عمرهم يخسرون حياتهم، ما ذنبهم؟ ما الخطأ الذي ارتكبوه؟
“كلّ عملٍ حربيٍّ عشوائيّ يُقصَدُ به تدمير مدنٍ بكاملها، أو مناطق واسعةٍ بسكّانها، هو عملٌ إجراميٌّ الى الله والى الانسان نفسه، ويجب شجبه وإنكاره بشدّةٍ وفي غير تردّد. ومن أخطار الحرب العصريّة توفير الظرف لمالكي الأسلحة العلميّة، ولا سيّما الذَّريّة، والحيويّة والكيميائيّة، ان يرتكبوا مثل هذه الجرائم”، هذا ما يقوله التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة عدد 2314.
فليراجع الحكّام والزعماء ورؤساء الدول ضميرهم، ويعكسوا هذا الشيء على أنفسهم، فهل يقبلون أن يفعل الآخرون بهم هكذا؟ أو بالأحرى بأولادهم؟ هذه دعوة للرجوع الى الذات. هذه الأحداث
ما بَرِحتُ أشاهدها وأسمع عنها من بداية حياتي حتى تاريخنا هذا، وقرأت عنها في كتب التاريخ، فالمواطن هو الذي يدفع الثمن، أمّا زعماء ورؤساء دول، فمحميّون يأكلون ويشربون ويشاهدون ما يحصل ولا يكترثون له.
نعم للعيش في حياة كريمة، ما ذنب هذا الشعب ليدفع ثمن أخطاء الآخرين، ولا يحقّ لمرتكبي الأخطاء أنّ يحمّلوا أخطاءهم لهذا الشعب.
أمنياتنا أن يتوقّف ذرف الدماء، وأن يعي الإنسان ويفحص ضميره، أدعو الى مساندة ومساعدة المنظمات الإنسانية التي تهتمّ بحقوق الأنسان لكيّ تستطيع أنّ تتحرّك وتفعل عملها. يبدأ التعاون من الأشخاص المعنيّة إن كان رؤساء دول أو على الدولة بكاملها وتعميم هذا الشيء لمكافحة هذه الظاهرة البشعة ونتمكّن جميعاً من وضع حدٍّ لهذه الأعمال التي تؤدّي الى فقدان أخوة لنا في بلادنا وفي العالم كلّه.
الشدياق توفيق الدكّاش

فيديو اليوم