أطلقت الجمعيّة اللبنانيّة “معمل961-للفنون” النسخة الرابعة من “مهرجان كرامة – بيروت لأفلام حقوق الإنسان” تحت عنوان ” تكلم معها “، وذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد في متروبوليس أمبير صوفيل. يمتدّ المهرجان من 1 ولغاية 5 تموز/يوليو في متروبوليس أمبير صوفيل، ويُقام بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، وبدعم من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، وسفارَتَي سويسرا وتشيكيا في لبنان.
تخلّل المؤتمر كلمات لكلّ من السيد روبرت ترايبس من السفارة التشيكية في لبنان، ومدير المهرجان السيد هيثم شمص، ومديرة البرامج في المهرجان نجوى قندقجي التي قدّمت عرضاً مفصّلاً حول الأفلام التي ستُعرض على مدى خمسة أيام متتالية.
ترابيس
استهلّ ترابيس كلمته بالتذكير بأن الجمهوريّة التشيكية كانت ولا تزال تناصر حقوق الإنسان وتدعم مهرجان كرامة-بيروت لأفلام حقوق الإنسان. وسلّط في كلمته الضوء على مختلف التحديات التي تواجه المرأة، لا سيما القيود الهيكلية التي تتجلّى، ليس فقط في العنف الجنسي المُمارس ضد المرأة خلال الحروب، أو الإتجار بالأشخاص لأغراض الاستغلال الجنسي، أو قتل النساء، إنما أيضاً في الفجوة القائمة في الأجور بين الجنسين، وغيرها من أشكال اللامساواة الاجتماعية والاقتصادية التي تجعل النساء أكثر عرضةً للفقر. وفي هذا السياق أعطى ترابيس مثالاً لتوضيح إحدى أشكال اللامساواة مشيراً إلى أنّ “النساء ينفقن على الرعاية غير المدفوعة الأجر وعلى العمل المنزلي 250٪ من الوقت أكثر من الرجال”. وختم ترابيس كلمته بالتركيز على أهميّة مساهمة الرجال في النضال في سبيل صَون حقوق المرأة، لافتاً إلى أنّ “هذه المعركة لا تتعلق فقط بجنس واحد دون سواه، بل أنّ التحالف بين الرجال والنساء كفيلٌ بتحقيق المساواة المرجوّة”، ثم تمنّى للمهرجان كل النجاح والتوفيق.
شمص
في كلمته، ركّز شمص على مبدأ المساواة بين الجنسين كحقّ أساسي من حقوق الإنسان وكأساس جوهري لإرساء السلام وضمان الازدهار المستدام. ولفت في كلمته إلى أهمية النظر إلى الجندرة من وجهة نظر حداثية نظراً لكون “الأداء القائم على المساواة الجندرية” يسعى إلى تحقيق حياة معاصرة ترتبط بشكل ملحوظ بالإنتاج والإنجاز والابتكار. وبالإشارة إلى التمييز القائم بين الرجال والنساء والعنف المُمارس ضدّهنّ في مناطق كثيرة من العالم، عقّب شمص على ذلك بالقول: “نحن أمام مشكلة إجتماعية، جديرة بأن تُعالج وتُرصد وتُكتشف وتُعرض، من خلال لغة الفن السينمائي، كأداة تعبير مؤثرة”. وفي إطار هذا الحدث، نوّه شمص بالأهمية التي يضطلع بها هذا المهرجان لجهة “التشارك في هذه المسؤولية الحقوقية” من خلال إنتاج وعرض أفلام تروي واقع النساء وقضاياهنّ في مجتمعات وثقافات مختلفة، سعياً إلى “ترسيخ خطاب حضاري إرتقائي يربط المصلحة الفردية بالمصلحة العامة” ويحثّ على “توسيع التفاعل والحوار فيما بيننا كأفراد متساويين.”
قندقجي
من ناحيتها، عرضت قندقجي برنامج المهرجان (مُرفق ربطاً) الذي سيتضمّن 24 فيلمًا من لبنان والعالم العربي وأوروبا وأميركا وآسيا، بينها 7 أفلام وثائقية طويلة و4 أفلام وثائقية قصيرة و3 أفلام روائية طويلة، و4 أفلام روائية قصيرة، بالإضافة إلى 6 أفلام تحريكية. ومن المزمع أن يتبع عرض هذه الأفلام حلقات نقاش مفتوحة من الأسئلة والأجوبة حول كل فيلم معروض. كما سيتخلل برنامج المهرجان ندوة رئيسية تتناول قانون الأحوال الشخصية وآثاره السلبية على المرأة في لبنان.
ضيوف مهرجان 2019
يتميّز المهرجان كل عام بحضور ضيوف مميّزين في مجالات الفنّ والإخراج من لبنان والعالم العربي. نذكر أدناه أبرز ضيوف النسخة الرابعة:
- أنس طلبة: مخرج فيلم “بين البحرين”- مصر
- تمارا أبو لبن: مخرجة فيلم “جدران الدهيشة” – فلسطين
- سليم صعب: مخرج فيلم “قوية”- لبنان/فرنسا
- سورين كلوفبورك: مخرج فيلم “خادمة في الجحيم”- دنمارك
- فواز طرابلسي “ساعة التحرير دقت”
- الليث حجو: مخرج فيلم “الحبل السري” – سوريا
- سيف الشيخ نجيب: مخرج فيلم “خيمة 56” – سوريا
- محمود بن محمود: مخرج فيلم “فتوى”- تونس
- ديمة نشاوي: مخرجة فيلم “سرّ حبّات المطر”- سوريا
- جيري زايكموند: مخرج فيلم “لا تتوقف أبداً”- التشيك
- أندرياس وولف: مخرج فيلم “الشاعرة”- ألمانيا
- ريزا فارهماند: مخرجة فيلم “نساء بأقراط البارود”- إيران
- مايا منيّر: مخرجة فيلم “بيت النهرين”- سوريا
- إنكا آشتي: مخرجة فيلم “الأولاد الذين يحبون الفتيات”- فنلندة
- سؤدد كعدان: مخرجة فيلم “يوم فقدت ظلي”- سوريا
- لمى طيارة: صحفية- سوريا
- سوسن دروزة: مديرة مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان- الأردن
- إيهاب خطيب: المدير الفني لمهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان- الأردن
يُذكر أن “مهرجان كرامة – بيروت لأفلام حقوق الإنسان” يُساهم، على غرار مهرجانات أفلام حقوق الإنسان المعروفة عالمياً، في تسليط الضوء على أفلام السينما الرافضة للعنصريّة، ولخطاب الكراهية، والتمييز، والظلم. حملت الدورة الأولى من المهرجان في العام 2016 عنوان “الآخرون” وهدفت إلى زيادة الوعي حول حقوق اللاجئين والأقليّات في لبنان والعالم العربي، بينما اتّخذت الدورة الثانية في العام 2017 عنوان “الهُويّات الجديدة” حيث ركّزت على صراع الهويات الجديدة. أما الدورة الثالثة في العام 2018 فكانت تحت عنوان “حرّروا الكلمة” بهدف مساندة التعبير الحرّ والمتحرّر من النماذج الرسميّة السائدة.
أما الدورة الرابعة من المهرجان فتندرج في إطار الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة، وهو تحقيق المساواة بين الجنسين. فالمساواة ليست حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان فحسب، بل إنها أساس ضروري لعالم يسوده السلام والازدهار والاستدامة