بقلم الصحافية ريما خلاص
جهاد شريجي كاتب وسيناريست سوري ، مبدع وخلاّق ومتميز، يحمل في جعبته الكثير من التنوع ورسالة عنوانها الإبداع والموهبة .
· جهاد كاتب وسيناريست موهوب ، حدثنا في البداية عن موهبتك وكيف بدأت ؟
درست معهداً خاصاً بالسيناريو والإخراج والتمثيل لأنه كان لدي هواية بكتابة الشعر وكتابة القصص القصيرة ونيمتها من خلال المعهد .
· جهاد كان لك أكتر من لوحة بالمسلسل التلفزيوني أهل الغرام كيف أثرت هذه التجربة على عملك وكتاباتك المستقبلية من بعد نجاح هذا المسلسل ؟
شاركت بمسلسل أهل الغرام ومسلسل بقعة ضوء إلى جانب عدة من الكتاب بعدما التحقت بالمعهد ، وقدمت لوحتين بأهل الغرام و ٣ لوحات بــ بقعة ضوء ولكن في وقتها واجهت مشكلة أنه في حال شاركت فعلاً بهذه الأعمال سوف يتم فصلي من المعهد ، فاضطررت أن أقدم هذه الأعمال مع استبعاد اسمي منهم حتى لا أخسر دراستي في المعهد ويتم فصلي ، ولكن بالنسبة لي كانت بداية جميلة وكانت أيضاً بداية لطموحي .
· كيف تصف علاقتك مع شركات الإنتاج ، وهل ياترى برأيك شركة الانتاج تكون منصفة بحق الكاتب أم ماذا ؟ وهل سنرى عملك الدرامي ” تورط ” والذي يعتبر من أعمالك المهمة على الشاشة قريباً ؟
لست قريباً أو بعيداً عن شركات الإنتاج ، وللأسف وصلنا لوقت أصبحت فيه شركة الإنتاج تعتمد كاتب وتحتكره لها ، وبعض شركات الانتاج معروفة بميولها السياسي والطائفي لذلك ليس لدي تواصل مباشر بيني وبينهم ، أما بالنسبة لعملي” تورط” والذي أصبح عمره أكثر من ٤ سنوات حالياً يوجد تواصل بيني وبين شركات انتاج خارجية كون هذا العمل تكلفته الإنتاجية كبيرة جداً ولاتستطيع شركة انتاج سورية تحمّل العمل لوحدها إلا إذا كان هناك شراكة بين أكثر من شركة انتاج .
· ككاتب وسيناريست ماهو رأيك بصراحة عن سبب ضعف نص العمل الدرامي المشترك الواضح جداً ؟
العمل الدرامي السوري مطلوب خارجياً ومن قبل شركات الإنتاج الخليجية أكثر من هنا حتى لو كان النص بسيطاً ، شركة الإنتاج الخارجية تبزخ الكثير من المال على هذه النوعية من الأعمال لتلفت نظر المشاهد بالصورة أكثر من القصة وهناك الكثير من الأعمال سقطت للأسف بسبب هذا الموضوع ، ولكن المشاهد لم يعد يهمه لا البيوت ولا المنازل الكبيرة الفخمة ولا القصور ولا حتى نوعيات السيارات الفخمة ، لأن المشاهد أصبح أوعى بكثير من أن تجذبه المظاهر أكثر من القصة ذاتها.
· توجه جهاد فقط لكتابة سيناريو أعمال درامية تلفزيونية ومسرحية أم من الممكن أن نراك تكتب كلمات الأغاني ؟
في رصيدي أكثر من ٢٠ أغنية لم يتم تسويقها بعد ، ولم يحالفني الحظ بتسوق الأغاني والحقيقة أنني لم أضع ثقلي بالموضوع بعد ، الوقت الأكبر حالياً أخصصه في التسويق لأعمالي الدرامية .
· المخرج والإخراج ، الممثلين وشركة الإنتاج معاً لهم دور كبير في نجاح أي عمل ليصبح متكامل ، لو تكلمنا من ناحية الإخراج أنت ككاتب من هو أكثر مخرج تحب أو لديك رغبة أن يخرج لك عمل من أعمالك ولماذا ؟
هناك أسماء كبيرة أحب أن أعمل معها متل رشا شربتجي و رامي حنا و الليث حجو وحتى فيلب أسمر ، بنظري هم أهم المخرجين على الساحة الفنية لأنهم يعتمدون على الصورة المتكاملة للعمل ، على عكس الكثير من المخرجين الذين يكون لديهم خطأ اخراجي وتفسير للنص بصورة غير منطقية وغير واضحة ، وهناك الكثير من المخرجين فشلوا بأعمالهم رغم قوة النص .
· أحياناً الكاتب من خلال عبارة أو جملة قيلت في المسلسل توصل كم هائل من المشاعر والأحاسيس ماهو برأيك كمية أو مدى صعوبة هذه المهمة والمسؤولية الكبيرة على هذا الكاتب حتى يستطيع أن يوصل كل ما يريد إلى الناس بطريقة صحيحة ؟
هذه العبارات هي التي تكون زبدة أو ملخص كل تفصيل يكون في العمل ، هذه العبارات المليئة بالمشاعر تلامس مجتمعنا وكل واحد منا ، وبنفس الوقت هناك طبقة من الناس تختلف معها أو تأييدها كونها وجهة نظر أو رسالة لفئة كبيرة أو صغيرة من المجتمع ، فأحياناً ينتقدوها بسلبية ويهاجمونها و أحياناً يؤيدوها ويتداولونها كونها أثرت في داخلهم ، وفي النهاية لا تستطيعين أن ترضي كل الأطراف بأي شيئ تقومين به فهناك من يكون معك ومن يكون ضدك .
· سمعنا أنك انتهيت مؤخراً من كتابة مسرحية جديدة بعنوان ” إندورفين ” حدثنا عن هذه المسرحية وهل هي مسرحية كوميدية أم اجتماعية ؟
مسرحية ” إندورفين” هي تجربة ليست سهلة أبداً وأنا شخصياً أشعر بالخوف الكبير من هذه التجربة كون العمل كوميدي ، وأول عمل مسرحي لي ، من السهل جداً أن تبكي الناس ولكن صعب جداً أن تضحكيهم خاصةً بمثل هذه النوعية من المسرح التي تحمل الكثير من الرسائل المبطنة والتي لن يستطيع أن يفهمها إلا الفئة القليلة من المجتمع ، أنا أفتخر بهذه التجربة كثيراً ، وإن فشلت أو نجحت في النهاية أنا شخصياً أحسب حساب تقبل المجتمع للفكرة ونقدها بعقل .
· و من بعد هذه المسرحية الجديدة ماهو العمل القادم أو هل هناك فكرة عمل جديد ؟
عمل مسرحي حالياً لايوجد إلى أن أرى الأصداء من خلال مسرحيتي الأولى” إندورفين” ، إذا فشلت سوف أتوقف وإذا نجحت سأكمل كونها تجربة جديدة علينا ، واتمنى أن ألاقي أصداء كبيرة من خلالها والإنسان في النهاية يحاول أن يطور نفسه و أن لا يقف في نفس المكان وإذا لم يقم بالمجازفة لن يستطيع طيلة حياته أن يصل إلى أي مكان أو يتطور .
من أسرة مجلة ع فكرة نتمنى كل التوفيق للكاتب السوري جهاد شربجي