طلعت زكريا فى أخر ايامه حوار حصرى لموقع عفكرة
المرض دمرنى ولا أملك الا الستر بعد ضياع المال والصحة
مبارك ساعدنى من ماله الخاص
وزملائى تركونى للمرض عادل امام يغار منى
وعمرو دياب عشرة عمرى فنان من طراز خاص
عندما تراه تأكد انه يمتع ويقنع دون ابتذال .. كوميديان من الدرجة الاولى .. عاشت كلماته وايفهاته معنا حتى يومنا هذا .. بعد سلسلة نجاحات متتالية اجبره المرض على الابتعاد هو الفنان الكبير طلعت زكريا ومن يتأمل مشوار الفنان طلعت زكريا يكتشف أن صانع البهجة تحاصره التعاسة.. وأن الشهرة بكل أضوائها القريبة والبعيدة لم تحمه من غول المرض الذى هدد مستقبله الفنى.. عندما تحدثت اليه اكتشفت أن الأحلام لها عمر ومدة صلاحية، وعندما يفوت أوانها تتحول إلى كابوس ومنغصات.. بدأ طلعت زكريا مشواره بصعوبة شديدة، فقد نشأ وسط أسرة مكونة من 12 شقيقا وعرف الرجل طعم الحرمان، وبقدر الظروف الصعبة التى نشأ فيها كان إيمانه بموهبته وإصراره على العبور إلى وجدان الناس.. بعد إلحاح وصبر شق الرجل طريقه فى عالم الفن. كانت البداية بـثلاثة مشاهد فى مسلسل تليفزيونى.. وتوالت الخطوات والنقلات حتى صار نجماً ينحنى أمامه شباك التذاكر ويتهافت الجمهور للتصوير معه.. فى قمة التوهج والسطوع قررت الحياة أن تغلق نافذتها الواسعة فى وجه الرجل، وأن تفسد فرحته التى اشتاق لها كثيراً.. فقد هاجمه مرض نادر يصيب العظم وأجبره على البقاء على جهاز التنفس الصناعى مدة 60 يوماً وفقد الأطباء الأمل فى علاجه وفقدوا أيضاً الأمل فى شفائه لكنه بايمانه وارادة الله تحسنت حالته قليلا واستطاع ان يحضر بعض المناسبات الهامة ويرد على محبيه عن طريق الصحافة وقد رحب باجراء الحوار معنا موجها حديثه لجمهوره فى مصر ولبنان والوطن العربى بدأ حديثه عن المرض وقال أنا شخص مؤمن جدا لم ولن يهزمنى المرض ابدا ومايبكينى او يحزننى هو قسوة الناس وعدم وفائهم واخلاصهم اما المرض فمقدور عليه واسترجع بذاكرته ليلة العرض الخاص لفيلم طباخ الرئيس والذى حضره مشلولاً فوق كرسى متحرك وفى هذه اللحظة يقول: أجبرنى المنتج كامل أبوعلى على الذهاب لحضور العرض الخاص للفيلم ودخلت فى مكان مظلم ولم يشعر الجمهور بوجودى، وكنت أبكى عندما أسمع صيحات الإعجاب الصادرة من الجمهور وبعد العرض اكتشف الجمهور حضورى وضجت السينما بالتصفيق.. بقدر فرحتى كان الألم.. ففى لحظة السطوع كنت أشعر بأن المرض يهدد نجمى بالأفول كان الدافع الحقيقى لإجراء حوار مع الفنان طلعت زكريا هو الوقوف أمام تجربة إنسانية مختلفة ومعرفة كيف استطاع التعامل مع الظروف الصعبة التى حاصرته وهل تغيرت نظرته للشهرة والمال والأصدقاء واستكمل حديثه معى قائلا “لقد تربيت على القناعة وهذا الأمر جعلنى صلباً جداً فى التعامل مع الحياة” وعن أصحاب الفضل عليه قال “بعد ربنا سبحانه وتعالى، أدين بالفضل فى التليفزيون للمخرج محمد فاضل والمخرج جمال عبدالحميد، وفى المسرح أدين بالفضل للمخرج حسن عبدالسلام الذى آمن بموهبتى.. وفى السينما أشكر محمد السبكى الذى راهن علىّ ورشحنى لبطولة فيلم «حاحا وتفاحة» أمام ياسمين عبدالعزيز وبعد هذا الفيلم أصبحت نجما له قاعدة جماهيرية كبيرة” وعن بداية تاريخه مع المرض قال “كان نجمى قد بدأ فى السطوع بعد تقديم عدد من الأفلام مثل «حاحا وتفاحة» و«قصة الحى الشعبى».. وانتقلت إلى فيلم جديد اسمه «طباخ الرئيس» وأعتبر هذا الفيلم علامة مضيئة فى مشوارى الفنى.. وشاء القدر أن يعرف المرض الطريق إلى جسدى فى آخر يوم تصوير للفيلم، حيث أصبت بمرض اسمه «جوليان براى» وهو يدمر العظم وقد أصاب عضلات القفص الصدرى بشلل وتوقف الجهاز التنفسى عن العمل وعلى إثر ذلك تم وضعى على جهاز التنفس الصناعى لمدة 60 يوماً وظن الأطباء أنه لا أمل فى الشفاء، ولكن عظمة ربنا أنقذتنى من الموت.. المرض كسرنى فى هذه المرحلة وقد تعاطف معى الشعب المصرى لأن نجمى كان متوهجا وفجأة هاجمنى المرض وأبعدنى عن الساحة لمدة 3 سنوات وقد أجبرنى المرض على بيع سيارتى والفيلا.. بالمناسبة دخول الفيروس جسمى أصابنى بشلل رباعى.. وأدركت من هذه المحنة أن المال لا يساوى أى شىء بجانب الصحة التى اكتشفت أنها الثروة والكنز الحقيقى” وعن من وقفوا بجانبه فى ازمته قال “أنفقت كل أموالى وبعت كل ما أملك، وقف بجانبى عمرو دياب ودفع مبلغا كبيرا، كما وقفت يسرا وبذل الدكتور أشرف زكى مجهودا كبيرا معى وكعادته لم يتركنى طوال محنة مرضى.. ولكن يجب الاعتراف بالشكر والامتنان للرئيس الأسبق حسنى مبارك الذى تحمل التكلفة الأكبر فى علاجى حيث دفع لى من جيبه الشخصى 800 ألف يورو أى ما يعادل 8 ملايين جنيه.. كان إنساناً معى جداً وساندنى فى محنة مرضى لذا أنا مدين له بالكثير” واستطرد “ايضا المنتج كامل أبوعلى تحدث مع الأطباء وقام بإخراجى من المستشفى على كرسى متحرك على مسئوليته الشخصية وحضرت العرض الخاص وأنا أعانى من شلل رباعى.. دخلت فى الظلام وعندما انتهى الفيلم فوجئ الجمهور بحضورى وتعالت صيحات الإعجاب والتصفيق كانت لحظة مفرحة ومؤلمة جداً” وعن رأيه فى الرئيس الاسبق مبارك وموقفه العدائى من ثورة يناير قال ” بعد مرور 9 سنوات على هذه الثورة أنا فخور بموقفى لأننى رجل بوجه واحد ولا أجيد التلون.. مبارك وقف بجانبى فى محنتى السابقة واثق فيه ولن اغير نظرتى فيه ماحييت ” وعن مايملكه الان من اموال قال ” لا املك الا الستر حتى الصحة تعبانة فبصراحة شديدة كان الأمر بالغ الصعوبة.. كنت أقف أمام المرآة وأشعر أننى شخص آخر غير طلعت زكريا، هيكل إنسان غير قادر على الحركة.. لكن الأمل فى الله سبحانه وتعالى جعلنى أعود للتمثيل وأقف أمام الكاميرا والحمد لله عدت لعملى من جديد.. لذا كنت أشعر بجملة الراحل محمد شرف الذى قال قبل وفاته «بقيت على الحديدة» أنا أيضاً المرض خلانى على الحديدة، وأجبرنى على بيع كل ما أملك، لذا كانت عودتى للعمل أمرا ضروريا وحتميا” وعن مااذا كان قد وجد التعاون من جهات بعينها او زملاء بعينهم فى محنته قال “لم يحدث كان عشمى فى محله فقد ساندنى أصدقائى ومنهم أحمد السقا وأشرف عبدالباقى وعمرو دياب وأشرف زكى وعادل إمام أيضاً سأل عنى” وعن خلافاته مع الزعيم عادل امام قال “شعرت أثناء عملى معه فى مسلسل «العراف» بأن هناك رغبة فى تحجيم دورى فى العمل.. شعرت بالإحباط لأننى فى هذا الوقت بطل لأعمال درامية وأخرى سينمائية.. وسألت نفسى: هل لو طلبت عادل إمام للظهور معى كضيف شرف سوف يوافق أم لا ووجدت أنه من المستحيل أن يوافق.. قررت أن أحترم مشوارى وأن أبتعد عن مسألة ضيف الشرف.. بالمناسبة البعض يظن أننى على خلاف مع الزعيم وهذا غير حقيقى” وعن علاقته بالفنان عمرو دياب قال “أنا وعمرو أصدقاء من أيام الدراسة.. كنت طالبا فى معهد الفنون المسرحية وهو كان يدرس فى معهد الموسيقى وكان يأتى إلى كافتيريا المعهد الذى أدرس به ليتناول ساندوتش بطاطس ورؤية فتاة جميلة تدعى أمنية كنت أحبها أنا.. وتشاجرنا بسبب هذه البنت وطلبت منه عدم المجىء إلى معهد الفنون المسرحية.. كانت خناقة دائمة بين إنسان بورسعيدى يعتز بمظهره وإسكندرانى.. مع الوقت غاب عمرو ولم يجمع بينى وبينه لقاء إلا بعدما اشتهر وأصبح نجماً كبيراً” وعن فيلمه الجديد سواق الرئيس قال “المشكلة فى الرقابة، الفيلم حبيس أدراج الرقابة منذ عامين ولا أعرف ما سبب عدم الإفراج عنه علماً بأنه يتناول قصة حارس الرئيس المعزول محمد مرسى وينتهى بظهور شخصية وطنية تنقذ مصر من مخطط الإخوان وهنا أقصد الرئيس الوطنى عبدالفتاح السيسى.. بجد مندهش جداً من تعنت الرقابة على المصنفات الفنية” وعن مشاريعه الفنية القادمة قال “سوف أعود للسينما بفيلمين، الأول فيلم «44» وهو من إنتاج شريف عبدالعظيم وأجسد فيه دور طيار لا يعرف أى شىء عن قيادة الطائرة.. والثانى بعنوان «الزمبى» وتشاركنى بطولته نيللى كريم والتى أرى أنها أبرز ممثلة فى هذا الجيل”.