Menu

مع عبد المجيد مجذوب، وأنا الشاخص بصرا وسمعا…

اللقاء مع المبدع عبد المجيد مجذوب ، أحد رّواد الزمن الجميل ، لم يأخذ وقتا،بتواضعه لبّى الدعوة … ولم يتردد . وجدتني أمام هامة عمالقة، وسأنهل من معين حضورها الكثير الكثير..

فهو في الفن استاذٌ وفي الحضور والآداء والرفعة نجٌم ، نوره لا يخفُت ، إن تكلم ملك العقول والقلوب ، حتى غدا متّوجا على عرش … إبداعٌ يلاحق إبداعا حتى الإبداع شكى وطلب ان نجد كلمة تحاكي واقعه وتؤدي الغرض المأمول.

عبد المجيد مجذوب الذي انطلق من طرابلس الفيحاء بطموح وتطلع واجتهاد سافر إلى ّألمانيا ّحيث درس في برلين ثلاثة عشر شهرا، ثم عمل كغواص ينقب عن النفط في اعماق البحار ، وبعدها انتقل الى لبنان ليحقق موهبته و يحدث زلزالا في عالم التمثيل في لبنان والعالم العربي.

من اليد الجريحة اجترح تلك الفرادة وظهر هذا التفرد في تلفزيون لبنان والمشرق”الذي عرف معه نجاحا منقطع النّظير .أشار فناننا القدير أن الفنان لا يُقيّم إلا على أساس إجتهاده وإندفاعه وصدقه وحلمه وطموحه ، فمتى ما كان الإنسان صادقا وصدقه النّاس وفرض نفسه كقيمة محبوبة ومقبولة كان النجاح والتوفيق حليفه.

عبد المجيد مجذوب لا تستطيع إلا وأن تبقى كامل التركيز معه ، لا تفوته كلمة أو مصطلح إلا ويلحظ الكلام ضبطا وآداء وثقافة ومعلومات.

وعند سؤالي له وهو الذي أدى شخصيتي امرؤ القيس والمتنبي بإتقان ، من هو الأقرب إلى قلبك؟!

أجاب: رغم ما تطلبه المتنبي من جهد كبيرلإبراز المفاجآت والتحديات ولما في شعره من حكم وعبقرية فذة، بالإضافة الى تقمصي شخصيته لأبعد الحدود حتى أصبت بالإرهاق نتيجة آداء هذا الدور، لكن يبقى امرؤ القيس الأقرب الى قلبي وهو الذي سبق العرب الى أشياء إبتدعها و استحسنتها العرب، واتبعته فيها الشعراء.

وعند سؤالي له : لو لم يدخل مجال التمثيل كان ليكون، أجاب: كنت لأكون متطورا ومتقدما في مهنتي الأساسية) كغّواص تحت الماء(.وعن الأهم في حياته؟ أ ّكد الفنان القدير عبد المجيد مجذوب تبقى العائلة هي الأساس: وعن المكان الذي يحب التودد إليه بشكل دائم؟ أشار الى بيته الذي يستمتع بكل شيء فيه.

ولفت الممثل والفنان اللبناني العربي عبد المجيد مجذوب أنّه لا يندم على شيء وهو راض عن ما عمله وزرعه في الحياة ، وأما عن حكمته في مشوار الحياة فقال: “الحمدلله” ثم “الحمدلله” ،

و أنا أقول فيك:

للفن الجميل أربابه وأنت

من ذلك الزمن الجميل الصاخب

صخب الأمسيات وزحمة الإبداعات

تتلاحق مع الجيل الواثب

يا عازف الليل سطرت الرقي

فكنت في المكان الصحيح المناسب

حول غرفتي لحن صوتك يملأ الأرجاء

وقد تجاوز الحدود والمناصب

لأبي الطيب صدحت بأشعار غدا

المتنبي للعداء لك متوثبا ناصب

و ماأدراك مع الو حياتي فشلنا في

التواصل وأعطينا صفة الخمول الراسب

في زمن الأوغاد يحضر أمثالك

فتتصوب البوصلة ويعزز التخاطب

والغالبون ينصرهم المولى فيهرب الأعداء

بأشرعة ممزقة وعار المراكب

عطاؤك زبدة السنون فرزت إشاعات

الفرادة فغطت الأرض والكواكب

وجودك معنا يرفعنا شأنا ويزيد وهجك

ويراكم تألقك النقاط والمكاسب

وفي جملة “لافض فوك” أنهى المبدع عبد المجيد مجذوب حديثه معي … وما تلك النّفحات سوى البداية ، شكرا عبد المجيد مجذوب ……

بقلم الكاتب والشاعر سامر كركي

فيديو اليوم