ما بين ارمينيا واذربيجان الغاز سيّد الموقف!
الصراع بين ارمينيا واذربيجان صراع قديم مزمن وقد تجدد مؤخرا في حزيران الماضي وله أسباب دينية وعرقية وسياسية ، لكن أهم أسباب الصراع هو النزاع على منطقة “نارغورنو قرة باخ” .
حين بدأ تفكك الإتحاد السوفياتي في تسعينيات القرن الماضي حصل البلدان اذربيجان وارمينيا على استقلاليهما ،ثم تحولت المناوشات حول الإقليم المذكور ” نارغورنوقرة باخ” إلى حرب مفتوحة حتى ىسنة 1994 ، هذه الحرب التي لم تنته بصلح أو تسوية بل بوقف إطلاق النار ولم يكن لصالح أذربيجان آنذاك.
أما الوضع الحالي فهذا الإقليم أعلن أنه دولة ولكن هناك دول تدعمه وتتعاون معه كأرمينيا، وهي مستمرة منذ 26 عاما.طرحت أرمينيا وأذربيجان صيغتهما وقدم المجتمع الدولي صيغته التي تضع الأرض مقابل الوضع القائم حيث تتعهد أذربيجان بعد استلام أراضيها بإقامة استفتاء حول مصير :نارغورنو قرة باخ”.ولكن حسب الرؤية المبنية على عدة معطيات ،فاندلاع الصراع الأخير مختلف عن باقي الصراعات في كل السنوات الماضية حيث أن الاشتباكات الأخيرة حصلت على بعد 300 كلم من الحدود الدولية بين اذربيجان وارمينيا عند منطقة ” تافوش”وهي قريبة من أنابيب الغاز من اذربيجان إلى تركيا والاتحاد الأوروبي. هذه المنطقة أي القوقاز
الجنوبي منطقة شديدة الحيوية للصين وروسيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ، فالاتحاد الاوروبي يعتمد على الغاز الروسي وتركيا تشاركه في الاعتماد، فالطرفان فقيران بالطاقة ، وبما أن الاتحاد الاوروبي لا يثق بروسيا فقد قاموا بالاستثمار في عدة أنابيب في بحر قزوين والقوقاز الجنوبي بحوالي 45 مليار دولار وتبرز هنا منطقة ” تافوش” التي أشرنا اليها سابقا وهي قريبة من أنابيب الغاز وتقوم بنقله من القوقاز الى تركيا والاتحاد الاوروبي مع الاشارة أن هناك اتفاقية لنقل الغاز الروسي الى تركيا تنتهي العام المقبل 2021 ، والروس والاتراك في مفاوضات وآخر جولة لم تكن موفقة في نيسان الماضي .
هناك احتمال ثان،إذ يعتقد الاتراك أن الروس اشعلوا هذه الجبهة لدفعهم لتقديم تنازلات في الملفين الليبي والسوري وخاصة في ليبيا لعدم تجاوز سرت والجفرة.
وهناك قراءة ثانية أن الاضطرابات التي تمت ليس لها علاقة بتصفية حسابات روسيا مع تركيا والغرب ولكن بحاولة الغرب وتركيا انتزاع ارمينيا من النفوذ الروسي.
من المؤكد أيا كانت الاسباب اذا اشتعلت جبهة ارمينيا- اذربيجان سيكون لها تداعيات على الشرق الاوسط وسوق الطاقة، فتشوا عن الغاز يا سادة!
