لبنان حكاية وطن سطع الى العالم بصمة لا تموت ولا تنهار لا بفعل الركام أو الدمار…
عبر التاريخ والعصور شربنا الحروب والدمار والمشاحنات التي تدور حول الكراسي والمناصب والغنائم مات الكثير من الشباب هاجر الكثير من الناس ليكون اسم لبنان طيراً في فلك العالم علماً ونجاحاً اصلها من رحم طائر الفينيق الذي يولد صلباً من رحم الأحزان..
عرفنا الدمار وشاهدنا الإعمار بكينا على المهاجرون ولكنهم باتوا من المع الأسماء الناجحة في كل مكان حطوا الرحال فيه..
لبنان بلد فيروز والرحابنة وملحم بركات وجبران وفليمون وهبة والعملاق وديع الصافي وصباح، والكثير من الأدباء والمفكرين والكتاب والصحافيين الذين يعتبرون من أوائل الكتاب في عالم الصحافة والقلم عبر التاريخ والعصور… أسماء لو اردنا تعدادها سنحتاج الأعوام الـ 100 التي كان يجب ان يحتفل بها لبنان بمئوية تأسيسه..
سافر اسم لبنان عبر الفن والأبطال ليبرم الكون ويعرف عن ذلك الطير الصغير بمساحته ولكنه كبير كبير بحجم ارض وكون داخل قلب لبنان.
ولكننا مجموعة أحداث تحفر في كتابنا السطور، منها ما نريد ومنها ما لا نريد!!! ونحن بني البشر علينا تقبل كل حرقات وغصات طريقنا الى الطريق الأخير حيث سننام على كومة أحداث تصنع وجودنا في ارض تعرفنا عليها بأنها الحياة ومنها الى الموت الحقيقة الوحيدة التي عرفناها حقيقة.. مجموعة احداث منها الفرح والنجاح والزواج والسفر وتحقيق الأحلام ومنها الموت والدمار والحروب والمرض والشيخوخة الخ وكأننا فصول من الطقس في ارجاء مجرات كونية لأننا كونيين وأحكام الكون أحياناً الضمير فيها مفقود ليكون السؤال الدائم من هو السبب؟ ولماذا؟ ولا إجابات لأنها أحداث ونحن أبطالها في قصص من الحزن والفرح تكون أرض الإنسان…
في عام 2020 إحتفل العالم برأس السنة ليكتب الكون أحداثه الجديدة في مرض لف المعمورة وحط رحاله في لبناننا ايضاً ليغيير معالم حياتنا وتقاليدنا، زاد الفقر والجوع كبر حجم البطالة والعمل، تغيير وجه العالم في رحيل أعداد كثيرة من الناس الى خلف الموت، ويبقى الأمل في الإنتصار على المرض والعودة الى الحياة..
وفي يوم مشؤوم طار الوقت بين دقيقة ودقيقة لتطير بيروت الى العالي وتسقط في ملامح تفجير جعلنا بلا ملامح اشلاء حطام اسود يغطيه الزجاج والدمار والموت ، قصص كثيرة كتبتها دقيقة من الزمن لتبكي بيروت على بيروت و تستقبل عرسانها بوابيت بيض شبابها الأبطال دموعاً لن تمحوها ملايين الأيام بل ستدخل التاريخ حكاية أبطال الى أخر الزمان والمكان..
يا أبطال من بلادي غاب صوتي من بكائي وصراخي خلف توابيتكم ولكنني اقبل نعالكم لأنكم فخراً سيدرس في مدارس التاريخ المشرف، والف تحية الى كل ام واب واخ وإبن وعائلة راح حبيبها خلف الغياب بطل لن يطاله المغيب…
لبنان تركوك صوراً في حروب وعاد نفس المصور ليتركك صور في لباس الإعمار الجديد. واليوم يا بيروت ستعودين لأجل ناسك ومن فداك بالروح لأنك بلد الحرف والعز الذي لا يقتله الصغار… حبيبتي بيروت ستعودين يا ست الدنيا الى عالم يشبهك ويشبه شبابك واحلامهم.. وأبواب الأسئلة من السبب؟ ولماذا؟ وليش هيك؟ وشوصار؟ مفتاحه وجوابه واحد الشر والخير والضمير ولو حكم يوم واحد لسقط شر الألقاب والكراسي وعاش الإنسان حراً وكانت الحياة عنوان كل الأيام..