العيد أو الأعياد والمناسبات في حياتنا كبشر على ممر هذا الزمان والمكان والأيام، هل نحن نعيدها، هل نشعر نشعر بها؟ أو أنها تمر علينا وتعاد بلا أي فرح وسلام داخلي مع شعور دائم بالفراغ والنقص وعدم القناعة ….
الإنسان عندما كان يخضع لأي إمتحان في حياته من بداية مشواره مع سير خطه على الورق كان يخاف أن ينال كعلامة على إمتحانه من الأستاذ ويكتب له على ورقته “تعاد” … لم نفكر يوماً بأن تعاد هي للتصحيح وللوصول الى ممتاز أو جيد أو جيدجداً أو حتى لابأس….
وهكذا هي الأعياد يا أحبائي تعاد في حياتنا، إن قوة الحياة أعطتنا تعاد في الأعياد و من جملتها عيد مولدنا على هذه الأرض، الحياة أعطتنا تعاد على عدد أرقام حياتنا ففي كل عام نمر على الأعياد والمناسبات نفسها كي نصافحها وتصافحنا ولكن هل نحن قد عرفنا الدرب للوصول الى الممتاز والجيد أو الجيد جداً أو حتى لابأس.
نصافح الأعياد كل عام برقم جديد من العمر نحمله ويحملنا لأن الحوار العمري هو رد وطلب و في النهاية العمر رقم وليس حكم، العمر رقم وليس حكم، انت هو القرار والمصير، أنت هو من يقرر التغيير، أنت هو الناهي والباني، أنت المبتدأ والخبر، الى نهاية صفحة العمر ومرور تعاد في حياتك حيث ينام الجسد لتنطلف اسفار الروح في فلك مزيج الحياة والموت، انت هو الحاكم والحكم وحدك أيها الإنسان أو تعيش الأعياد والحياة بفرح أو تكون مجرد تعاد في الحياة.
الأعياد هي علامات التجدد في كل عام كي نفلتر أنفسنا لنصل الى نشوة حب الحياة ،والعطاء في كل الأيام، لنصل الى القناعة في ما قسمه الله لنا من خير وجمال ومال، عندما نعطي من كسرة خبزنا نشعر أن طاولتنا طعامها كثير، ولكن عندما ننظر الى خبزنا على أنه قليل نشعر أننا نمر في جوع قاتل، في العيد وتغيير أرقام السنين نحن نتجدد ولا نشيخ ولكن ما يجددنا هو زرعنا وحصادنا وحتى تجاعيد وجهنا وليس الكثير من المال والألقاب والتيجان والحروب والغيرة، ما يجددنا هو أن ننظر الى وجهنا في عيون الضمير، أنظر يا إنسان على أيامك وكأنها كلها أعياد لأنك تحمل نعمة الحياة في كل يوم فلا تحول من نعم الله عليك الى نقمة ودتدخل في سراديب الأنانية والضياع حيث ستكون بعيد جداً عن السلام الداخلي والأمان ومعرفة كلمة إنسان….
عيشوا الحياة وكأنها أعياد لتكونوا في العيد مصدر فرح لكل من فقد الفرح، الحياة لو أكرمتكم في المال والنجاح هو كي تكونوا الى جانب من يفقد ذلك الفرح في العيد ومن بحاجة الى لمسة حنان وليس كي نخزن الأموال في تنك وقصدير وفقير ينام على رصيف الطريق، إفرحوا وليبارك الرب رزق كل إنسان ولكن ميزان الحياة والسلام الداخلي يكون أقوى في العطاء وزرع الفرح على الوجوه الحزينة، من مقاييس الحوار هو العرض والطلب ليكون ناجح وعندما نعطي من مالنا ووقتنا يرجع علينا بفرح اكبر وتكون علامات الميزان ممتازة فنشعر ان الحياة أعياد وأننا في جمال لا يوصف.
في كل حالاتك يا إنسان كن العيد وليس التعاد، إقتنع وإقنع الناس بك وكأنك علامة فارقة تؤثر في الحياة ولا تتأثر وتكون في حزن من الحياة، لماذا نحزن ونحن نحمل نعمة الصحة والحياة والسلام الداخلي فعندها نكون عيد الحياة وعيد الموت ونكون نموت ولا نرحل وكأننا لم نولد بل نترك بصمة تعيد وجودنا طالما الحياة تعيد دورانها….
ما نشاهده اليوم في حياتنا واعيادنا هو من صنع الإنسان وليس الخالق، لأننا أصبحنا عبيداً وليس عباداً، فالعبد للشيء فاقد للعيد والروح وفاقد للشيء، ولكنها غيمة وسوف تمر بقوة الإيمان في الحياة التي نخرجها من جوفنا الى الحياة كي نكون طاقة قوة، عيشوا الأعياد البسوا زينوا بيوتكم كونوا جمالاً فالله يحب الجمال، ولكنتم أغنياء وفقراء كونوا أنفسكم فالثروة الحقيقية هي النفس والروح والصحة، بمحبة وحب كتبتها لكم راني البيطار هذا هو قلمي نبضي من الروح لك يا إنسان لأنك انت العيد ، شجرة العيد التي نضعها فيها أضواء من كل الألوان وهكذا الحياة ولكن الضوء يسلم الأخر الشعلة فتنار الدروب ولا نمر في الظلام ولتكن حياتكم كها نور واعياد وكل عام وأنتم بخير امين..