بقلم المحامي انطونيو فرحات : من القلب الى المجتمع رسالة لأجل غد أفضل.
يتناحرون يتقاسمون يتحاصصون ولا يبالون بأوجاع ومآسي الناس.
يتجاهلون يتفلسفون وهم في فنّ الكذب مبدعون.
يتراشقون التّهم يراهن كلّ منهم على نفاذ صبر الآخر علّه يخفّف من مطالبه أو يتنازل عمّا سبق وناله معتبره حقًّا مكتسبًا له وتالياً لطائفته.
مصالحهم الآنية والشخصيّة تجمعهم غير أنّهم لا يقبلون أن يسقط أي ركن من أركان المنظومة الحاكمة التي يجسّدونها لأن من شأن سقوط أي أحد منهم يعني حتماً سقوط الهيكل على رؤوسهم جميعاً.
وها هم من جديد عادوا إلى المحاصصة والفكر المريض، كأنّهم خارج الزمان والمكان، فلم يعودوا يأبهون إلى ثورة 17 تشرين الأول ولا إلى إنفجار المرفأ ولا إلى جائحة كورونا ولا إلى الوضع الإقتصادي المهترئ الذي ينذر بإنفجار لن تحمد عقباه. كأنّهم يراهنون دوماً أنّ مصيبة تمحو مصيبة.
كأنّ دم شهداء الغدر واللامسؤوليّة التي لم تجفّ والتي لا زالت تروي أرض القداسة والمجد لم تسقط ولم تكن، وأنتم لا زلتم في عروشكم أحياء ولكن ….
قصوركم كالمدافن، جميلة ومزخرفة من الخارج أمّا من الداخل فهي عفنة ومُهْتَرِئة ولا تنبض بالحياة.
كفاكم تملّقاً وعبوديّة وإخلعوا عنكم ولو لمرّة عباءة الطائفيّة والإختباء خلف جدران طوائفكم وإطلقوا العنان لمسيرة بناء الوطن دون أن يتخوّف أحد من الآخر، ولتكن المؤسّسات هي الحكم، أكان من خلال سلطة الرقابة لمجلس النواب أم من خلال القضاء.
فإذا كانت العدالة غير موجودة في السياسة فالأجدى بكم أن تمنعوا تدخّل السياسة في العدالة.