Menu

باتريسيا سماحة لعفكرة: كتابي الوحيد هو لبنان ورسالتي صوت كل إنسان.

المقدمة :

تطل عليك الإعلامية باتريسيا سماحة إبنة بشري البلدة التي تنام على كتف وادي القديسين بلدة الحرف والقلم والتاريخ من خلف صفحاتها على الشبكة العنكبوتية لتكون رسولة حبر ينزف رسالة والثقافة و صوت المواطن في كل حالاته الحياتية ، وتترجم ذلك على الأرض في عملها الإعلامي الراقي الهادف القيم في مختلف البرامج الذي أعدتها وكان لها بصمة فيها، وهذا ما تسعى الى نشره حالياً عبر برنامج احلى صباح البرنامج الصباحي اليومي الذي يعرض على شاشة تلفزيون لبنان، تقول، ان السيدة العاملة تعرف كيف توفق بين البيت والعمل ونفسها لأنها تدرك أهمية الوقت، وهنا ننشر رسالة أهمية الوقت لأنه يمر ونحن نمر وعلينا ان نسرقه قبل أن يسرقنا، و حول الكلمة أخبرتنا أن الكلمة هي بداية الحياة وهي فن المخاطبة في كل الكون وهي لغة قد تكون أقوى من السلاح لأنها تجرح ولها سلطة ومن خلالها تتغير الأوطان والأكوان، ولو كان لها كتاب تصدره اليوم لحمل إسم لبنان لأنه في قلبها عنوان، لو كان كورونا انساً تحاوره لحاورته بدمعة المشتاق ووداع الأحباب . ولأهل السياسة تقول كراسيكم أرجعتنا الى الخلف وحان الوقت ليسقط شر الألقاب ويسطع الضمير ورياح التغيير.

هي الإنسانة باتريسيا سماحة الناشطة الإجتماعية الإنسانية، السيدة العاملة، والإعلامية الرسولة لصوت الإنسان والإعلام الذي ينقل صوت المجتمع لخير المجتمع. الإعلامية باتريسيا سماحة كان لنا شرف الحديث معها عبر سطور موقع عفكرة الإلكتوروني واليكم مجريات الحوار واطيب الأماني ومطالعة ممتعة.

باتريسيا سماحة في سطور من بصمتها كيف تعرف عن نفسها للقارىء والناس والمجتمع؟

بداية اود ان اشكركم على اللقاء، انا لبنانية من بلدة بشري التي تربض عند كتف وادي قاديشا/قنوبين، حيث تعبق رائحة الارز والبخور وترانيم النساك …وما ذكر بلدتي الا لانه لها الاثر الاكبر في تكوين شخصيتي وتحديد مساراتي ,اخترت مهنة الاعلام وذلك لان الانسان هو برايي محور كل اهتمام وهو الهدف الاسمى لكل فعل، فلا يمكن فهم الاعلام خارج هذه الفكرة لذلك وجهت خياراتي الاعلامية لخدمة مبدأ الانسانية فكانت البرامج التي عملت عليها خلال مسيرة اعلامية طويلة تتخذ هذا الاتجاه، وتجدني عند كل مفترق وعند كل حدث اهرع لمناصرة من هم بحاجة لصوت سواء من خلال استضافتهم او من خلال تقاريرتتناولهم او ندوات ولقاءات علنا نكون صوت الذين لا صوت لهم .ناهيك عن نشاطي في العمل المجتمعي والمدني فانا المسؤولية الاعلامية في المنتدى العالمي للاديان والانسانية الذي يجمع شخصيات من مختلف الاطياف والالوان والمشارب تتحد جميعها للعمل من اجل انسان افضل.

الإعلام مهنة البحث عن المتاعب او الشهرة ؟ وكيف تجدين العمل الإعلامي اليوم بكل مسارحه المرئي والمسموع والمكتوب؟

الاعلام رسالة مع انه وللاسف كثر يعتبرونه مجرد مهنة ووسيلة للظهور حتى ولو على حساب المعلومة والمبادئ والقيم فنرى في الاعلام الكثيرمن السطحية احيانا والحركات المبالغة والمضامين الفارغة، الفضاء الإعلامي واسع ومتعدد ومتنوع، وعندما تتوجه الى جمهورك من المشاهدين او المستمعين او القراء، فعليك ان تكون مسؤولا عن المضمون في كل خطوة تخطوها، أو كلمة تكتبها، أو تنطق بها .., بالنسبة لوصف الاعلام بمهنة المتاعب ,الاعلام الحقيقي يضع الاصبع على الجرح لذلك ستجد دائما من تزعجه كلماتك وطريقتك بمقاربة المواضيع .

وعن موضوع الشهرة فلقد غيرت منصات التواصل الاجتماعي العديد من القواعد في الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ايضا، وأثرت هذه المنصات في سلوك حياة البعض واختلفت معايير الشهرة , فالبعض يعتمد مثلا على الفضائح ليصبح مشهورا.

بالنهاية يتوجب علينا أن نخوض هذا المعترك الحياتي بحنكة ورقي للوصول الى المبتغى والاهم هو ان لا نساوم على المبادئ فالمطبات كثيرة .

اجدك رسولة قلم وثقافة عبر كتاباتك اين الثقافة في لبنان ؟وفي البرامج التلفزيونية المبنية في معظمها على الفضائح والحصول على الرايتينغ دون اي مضمون او معنى عناوين كبيرة ووعاء فارغ؟

شكرا على هذا التعبير الجميل ,ما نقوم به ما زال فتيا ولكنه ما يمليه علينا ضميرنا والتزامنا بوطن له علينا الكثير, “المثقف”، هو من لديه وعي ثقافي حقيقي ناتج عن دراسة وخبرة وقراءة متواصلة، وفي لبنان اجمل المثقفين ولكن مع الأسف عبر وسائل الإعلام، نجد من يتقمص دور المثقف ويصدر الآراء والأفكار بينما المثقفون يقبعون في صوامعهم وبين كتبهم وكانهم من زمن مضى . وبعض الإعلام بدلا من أن يكون وسيطا بين المثقفين والجمهور، أصبح منشغلا كما قلت بالرايتينغ , ففي البرنامج الصباحي احلى صباح على تلفزيون لبنان نعتمد مبدأ المقابلات التي لها معنى وتحمل افادة للمشاهدين.

المراة العاملة كيف توفق بين الحياة العائلية ونفسها؟

انا اجد ان المرأة العاملة توفق اكثر من غيرها بين الحياة العائلية ونفسها وعملها لانها تدرك جيدا اهمية الاستفادة من الوقت وتضع الاولويات وتعمل على اساسها.

ما الفرق بين السلاح والكلمة؟ لو فكرتي بتوقيع كتاب باسمك ما مضمونه وعنوانه؟

فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ (يو 1: 1-13) الكلمة هي الله

عندما تبدأ صلاة , حديثا ,حوارا,غزلا,مفاوضات… تبدأ بكلمة ,قد تبدأ حربا بكلمة

كلمة تحيي وكلمة يمكن ان تقتل تماما كالسلاح ويبقى التحدي الاكبر ان نستعمل كلماتنا من اجل الحقيقة

بالنسبة للشق الثاني من السؤال فقد يحمل الكتاب عنوان واحدا – لبنان- وهذا العنوان يختصر نضالا واملا وحبا بالحياة وعشقا للارض وشعورا بالانتماء وثورة,ومناهضة للفساد والتبعية … والعنوان يختصر مضمون مسيرة وحياة , علنا نسترجع وطننا من ايدي المقاولين والتجار ,فلبنان ارض مقدسة وباذن الله وبقوة الارادة سننجح بطرد كل هجين عن ثقافتنا وانتماءنا لارضنا ووطننا.

في عام مئوية لبنان الكبير بدل من الاحتفال كانت الاهوال و الشدائد اين لبنان الحلم في سطور المئة عام؟

مرت 100 عام على إعلان دولة لبنان الكبير من قبل السلطة الفرنسية المنتدبة على لبنان وسوريا في أول أيلول 1920 ولكن الكيان اللبناني قديم جداً كمصر وبلاد ما بين النهرين، توالت الأحداث والتأثيرات على لبنان منذ الاستقلال في محطات كانت تهز الجمهورية الميثاقية من دون أن تسقطها من الانتساب إلى الجامعة العربية، إلى حرب فلسطين واستقبال اللاجئين، إلى حرب أهلية عام1975 ,الى الاحتلال السوري ودخولهم كقوة ردع في العام 1978,وصولا الى ثورة الارز 2005,و اتفاق الطائف … اختبارات تاريخية هائلة.

ومؤخرا كانت ثورة 17 تشرين التي تفجرت غضبا وقرفا من المنظومة الحاكمة وسياساتها التي دمرت الوطن و لكل من اعتقد انهم نجحوا باطفاء الثورة فنيرانها لم تخمد بعد وجاء انفجار المرفأ الذي هز مشاعر العالم وبات الشرخ هائلا بين الشعب اللبناني والمسؤولين وفقد اللبنانيون الثقة بالكيان والنظام القائم منهم من يريد إسقاط كل المؤسسات وإقامة دولة جديدة من دون ميليشيات، ويختلفون على شكلها، وهويتها، وحياديتها وعلاقاتها، واقتصادها، وطائفيتها. والبعض يريدها اشتراكية، والبعض الآخر ليبرالية علمانية، وآخرون يتمسكون بهوية تقليدية طائفية ,هذا هو الواقع اليوم للاسف .وربما حان الوقت لتقبل فكرة الفدرالية كنظام سياسي كامل متكامل يحد من سيطرة ونفوذ امراء السياسة المتحكمين بمقدرات الوطن.

لو كان كورونا انسانا كيف تحاوريه؟ وماذا علمك من دروس وهل كانت الناس قريبة وهو ابعدها؟

لوكان كورونا انسانا لما حاورته لكنت جلت معه على المستشفيات ,واريته لوعة ام على ابنها,وبكاء طفل على فقدان والده ,وحشرجة شيخ تعب وربى ورحل مشتاقا الى نفس, لكنت اريته كمية الالم والوجع وصعوبة الفراق وكم من احلام كتم نفسها .

الالم يعلم ويربي ويصقل ,الكورونا علمتنا ان الاشياء البسيطة التي كنا نعيشها والتي اصبحت اليوم اماني كلقاء الاصدقاء وتقبيل الاهل والابناء ,والغمرة … ان هذه المظاهر البسيطة المجانية كانت تعني الحياة ولكننا لم نكن ندرك اهميتها

الكورونا حجمت تكبرنا وعنجهيتنا فنحن لسنا اسياد الارض فمجرد فيروس صغير قتل اطباءنا وفلاسفتنا وعلماءنا ,واكد لنا باننا مجرد زوار على هذه البسيطة وانه علينا احترام الطبيعة وقوانينها .

واعتقدانه بعد هذه التجربة ستصبح العائلات متماسكة اكثر

لبنان إلى أين والناس إلى أين في وسط الغلاء والفقر ولعبة الدولار ؟ وما الحل براييك؟

لبنان لن يموت ,نحن الان في نهاية النفق المظلم والضوء آت لا محالة ,لن تتنصر قوى الظلام ,واذا كان للباطل جولة فللحق الف جولة وجولة وقد طرح غبطة البطريرك مؤخرا مبادرة بعنوانين الحياد الايجابي والمؤتمر الدولي برعاية الامم المتحدة وكلنا ندرك موقع بكركي عبر التاريخ لا سيما من ناحية صيانة كيانه المميز في محيطه العربي وحراسته وحمايته عندما يصبح وجوده مهددا بالزوال ونامل خيرا من هذه المبادرة.

السياسة والكراسي في لبنان وشر الألقاب وسقوط الإنسان؟ إلى أهل السياسة رسالة مفتوحة بحرية القلم؟

تستنفركم الوطنية في اوقات المحاصصة واعادة تركيب الموزاييك التنفيعي بينكم , لقد انجزتم بما فيه الكفاية شكرا على هذه الانجازات التي ارجعتنا سنوات ضوئية الى الوراء ,وهنيئا لكم ولعائلاتكم الثروات التي نهبتموها خلال سنوات حكمكم , فنحن لم نعد نراهن على يقظة ضمائركم

فلقد اثبتم موتها , ارحلوا ما زلتم تستطيعون الى ذلك سبيلا فقد يصبح هذا الامر مستحيلا بعد قليل…فلكل طاغية نهاية .

فيديو اليوم