بقلم: الاعلامي الحسن علاء الدين
مين فينا ما توجع….. صوتو الدني سمع كذاب اللي بيقلك إنو….. مابكي ما دمع سأبدأ من تيتر المسلسل حيث وصفَ الألم والقهر والوجع بصور حقيقة حتى خسارة الأحبة، خسارة الأحلام، خسارة الشرف بشكل إرادي لإنقاذ روح الأبوة من معاناة المرض. تلك الكلمات التي كتبها الشاعر مازن ضاهر جسدت بشكل مناسب لسيناريو العمل. عند سماعي للتيتر لأول مرة لفتني قوة الكلام والوصف الدقيق وتحديدا “الدني ما بتصاحب حدا قلبو قلب عصفور”. 30 حلقة من حبس الأنفاس أكدت إن الكاتب “بلال شحادات” يكتب نصوصه بمشاعره الحقيقة بدون مبالغة او إطالة. يستمتع بلال بتصوير مشاهد الألم والمعاناة بأدق التفاصيل و أكد على عدم المبالغة. و إبداع بلال ليس بالغريب (أبهرني) في مسلسل شتي يا بيروت. أما تلك الصورة التي شدت كل مشاهد لمتابعة المسلسل فهي رؤية المخرج ” إيلي سمعان” الذي جمع بين الدراما العربية والأجنبية بعدة جوانب ويرضي المشاهد الذي بدءا يميل إلى الأعمال الأجنبية. فالإبداع ليس إبهار المشاهد بالمشاهد الجريئة والتقنيات الحديثة بل بقوة جذب المشاهد وحبس أنفاسه لمدة 30 دقيقة (هون الشطارة). وعن ذلك الانسجام الذي جمع ايلي و بلال أبكى وامتع كل مشاهد لمدة 30 حلقة مليئة بألم ومعاناة واقعنا. “عابد فهد” (عبدالله) نجم بدرجة محترف اوصل اوجاعه لنا وكإننا نعيش معه، لاشك في إبداعه بكل شخصية يقدمها لكن شخصية “عبدالله” كانت ساحرة الحضور والاتقان فتلك الدموع والمشاعر والصوت المرتجف والعينان المتحسرتان أدوات تجعل منه رقم صعب، فذلك الاحتراف الذي قدمه يليق باسمه” عابد فهد”. “إلسا زغيب” (أماني) الزوجة المذلولة، المظلومة، المعنفة و الراضخة لعبودية زوجها تلك الشخصية تمثل جزءٌ كبير من نساء واقعنا. نجحت إلسا بتقديم نفسها بدورٍ مركب وأثبتت قوة أدائها لتقف مع نجمات الصف الأولى. “جيري غزال و زينة مكي” تلك العلاقة الرومنسية التي نجحت وتحولت لقصة حب من بعد عدة علاقات جنسية مشبوهة، “نور ” باعت الشرف بشكل ارادي لإنقاذ روح الأبوة من معاناة المرض، حيث مازلنا بمجتمع ذكوري ينظر للشرف لما هو متعلق بالبكارة. نرى نسبة قليلة من عاصي في مجتمعنا يتقبل الأنثى ويقف إلى جانبها كما هي، ينظر إليها الآن ولا ينظر إلى ماضيها. “لين غرة” (يم) في أولى المشاهد استفزني أدائها ومع تطور شخصيتها تحول الاستفزاز إلى إبهار اقنعت المشاهد بالحقد بكل مشهد وكل كلمة حيث تمتلك لين أدوات ستجعلها من النجمات السوريات وتحديدا الصف الأول. “إيهاب شعبان” (عبد القادر) كم هو جريء إيهاب ليؤدي دور الأخ الثأر ضد أخيه حيث اغضب المشاهدين منذ المشاهد الأولى وازداد الغضب بكل مشاهد الثأر. اهنئ إيهاب على جرأته في أداء ذلك الدور وأهنئه على ابداعه في كل مشهد. “رامز الأسود” (مناع) تلك الشخصية اللئيمة والحقيرة همها المال والميراث هو لا يبحث عن الثأر، يبحث عن اخته ليحرمها الميراث كما فعل والده مع أخيه. مشاهد مؤلمة جدا ” ولادة مريم، خطف أيوب، وفاة أيوب الجد، وفاة والد اماني ونور، صرخة نور، انتحار يم، نبش قبر مريم” تلك المشاهد ابكتنا . شكرا لكاست ” شتي يا بيروت” عمل مميز جدا بعيد عن الأعمال التجارية. شكرا لكل ممثل جسد شخصيته لدرجة تفوقها على على نص الورق .