المقدمة:
هي باتريسيا سماحة صاحبة القلم والذوق الرفيع. ابنة بشري التاريخ العريق حيث الإنسان في رحلة من بصمات إلى ما نهاية الزمان والمكان . خاضت غمار الإعلام لتنشر من سطوره رسالة وعبارة حق وانسان لأنها تعتبر أن الكلمة هي أهم سلاح في العالم. لا تستسلم تعشق النجاح في احلا صباح ذكرتنا بعراقة تاريخ تلفزيون لبنان حيث أرشيف من العطاء لا ينتهي . قدمت من خلال هذا البرنامج أهم الضيوف والتمييز والنجاح الكبير بشهادة الناس وأهل الإعلام والقلم . هي انسانة وفية طموحة تقدر الإنسان. نفتخر اننا أجرينا معها هذا الحوار عبر موقع الفكر عفكرة . حيث حاولنا دوما من خلال هذا الموقع نشر رسالة الفكر والقلم و الإنسان لأننا في رحلة على هذه الأرض وبصمتنا فقط هي أرشيف ووجدنا في الحياة.
من هي باتريسيا سماحة في سطور?
بداية اود ان اشكركم على اللقاء ,انا لبنانية من بلدة بشري التي تربض عند كتف وادي قاديشا/قنوبين ,حيث تعبق رائحة الارز والبخور وترانيم النساك …وما ذكر بلدتي الا لانه لها الاثر الاكبر في تكوين شخصيتي وتحديد مساراتي , تررعرت وتعلمت في بلدتي وكنت من بين شبابها المناضلين …انخرطت في جمعيات بشري وانشطتها من الحركة الرسولية المريمية الى الكشاف الماروني الى الجمعيات الثقافية الى مهرجانات بشري التي قدمت احداها يوم كان الاستاذ انطوان الخوري طوق رئيسا لبلديتها الى الانشطة التي تعنى بأديبنا وسفيرنا الى العالم الاديب والفيلسوف اللبناني – البشراني المتمرد جبران خليل جبران …
لفتتني مهنة الاعلام لاني منحازة حكما الى الانسان الذي برايي هو محور كل اهتمام وهو الهدف الاسمى لكل فعل ,فلا يمكن فهم الاعلام خارج هذه الفكرة لذلك وجهت خياراتي الاعلامية لخدمة مبدأ الانسانية فكانت البرامج التي عملت عليها خلال مسيرة اعلامية طويلة تتخذ هذا الاتجاه ,وتجدني عند كل مفترق وعند كل حدث اهرع لمناصرة من هم بحاجة لصوت سواء من خلال استضافتهم او من خلال تقاريرتتناولهم او ندوات ولقاءات او من خلال البرنامج الصباحي احلى صباح الذي يزين صباحات الشاشة الوطنية , اعمل الى جانب فريق جميل ومتجانس نعمل بكل شغف والتزام ,علنا نكون صوت الذين لا صوت لهم .ناهيك عن نشاطي في العمل المجتمعي والمدني فانا رئيسة المنتدى العالمي للاديان والانسانية الذي يجمع شخصيات من مختلف الاطياف والالوان والمشارب تتحد جميعها للعمل من اجل انسان افضل
احلى صباح ماذا يقدم للمشاهدين?
الاعلام رسالة مع انه وللاسف كثر يعتبرونه مجرد مهنة ووسيلة للظهور حتى ولو على حساب المعلومة والمبادئ والقيم فنرى في الاعلام الكثيرمن السطحية احيانا والحركات المبالغة والمضامين الفارغة , الفضاء الإعلامي واسع ومتعدد ومتنوع، وعندما تتوجه الى جمهورك من المشاهدين او المستمعين او القراء , فعليك ان تكون مسؤولا عن المضمون في كل خطوة تخطوها، أو كلمة تكتبها، أو تنطق بها ..,
أحلى صباح على شاشة تلفزيون لبنان هو برنامج استثنائي في ظروف استثانئية
الكل بات يعرف معنى التحديات التي نعاني منها في التلفزيون وهي كثيرة والبرنامج الصباحي استطاع الحفاظ على درجة من الرقي بالرغم من كل ما مر ويمرمن صعوبات …
البرنامج فرض نفسه رقما صعبا ضمن البرامج الصباحية المباشرة، واحتل مركزا طليعيا بين نظرائه في الشاشات اللبنانية، بسببب مضمونه المميز،..
البرنامج الذي يرافق المشاهدين طيلة ايام الاسبوع من الساعة التاسعة صباحا حتى الحادية عشرة والنصف صباحا تتنوع فقراته لتواكب اهتمامات وهموم المشاهد، من دون المغالاة بالسوداوية ولا حتى بالتفاؤل الفارغ، فيضيء على انشطة البلد من مهرجانات وسباقات ولقاءات من شانها ان تدعم السياحة في المناطق والسياحة الريفية تحديدا، بالشراكة والتعاون احيانا مع وزارة السياحة والهيئات ذات الصلة، بهدف الاضاءة على كافة المبادرات التي تقوم بها تلك الجهات.
ويتميز البرنامج ايضا ببث حلقات توعية متخصصة، كان منها مع بداية فصل الصيف بالتعاون مع الدفاع المدني وفوج اطفاء بيروت قدمت ارشادات للوقاية من الحرائق لا سيما المنزلية منها، كذلك، نال الصليب الاحمر اللبناني حصة وازنة من خلال عروض وإطلالات دورية لعناصره، قدموا فيها ارشادات مهمة مفيدة في انقاذ الارواح عند التعرض لاي عارض صحي او حادث طارئ.
ولم يغفل احلى صباح عن التوعية في مواضيع الصحة والصحة النفسية، وكذلك بالنسبة للرياضة وما يعرف بال ،holistic sports ، واللياقة البدنية
وللجمال ايضا حصة كبيرة ضمن البرنامج فتقدم خبيرة الموضة مارينا كيروز اخر صيحات الموضة بخبرة وتألق، ناهيك عن الفقرات التي تتناول الماكياج وكيف يمكن للسيدة ان تهتم بجمالها بنفسها ،ومن الفقرات المميزة ايضا فقرة life coaching وفقرة الديكور.
كما تميز البرنامج الصباحي بحلقات خاصة في اكثر من مناسبة وطنية
ومن المميز ايضا الحلقات الخارجية من المناطق حيث يضيء البرنامج على اجمل ما في هذه المناطق من النواحي السياحية والثقافية وسواها
اين الرسالة من الاعلام الهادف واين الاعلام?
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ (يو 1: 1-13) الكلمة هي الله
عندما تبدأ صلاة , حديثا ,حوارا,غزلا,مفاوضات… تبدأ بكلمة ,قد تبدأ حربا بكلمة
كلمة تحيي وكلمة يمكن ان تقتل تماما كالسلاح ويبقى التحدي الاكبر ان نستعمل كلماتنا من اجل الحقيقة لذلك يتوجب علينا أن نخوض هذا المعترك الحياتي بحنكة ورقي للوصول الى المبتغى والاهم هو ان لا نساوم على المبادئ فالمطبات كثيرة
للاسف في هذه الايام الثقافة والمواضيع الانسانية لا تبيع ، وفي لبنان اجمل المثقفين ولكن مع الأسف عبر وسائل الإعلام، نجد من يتقمص دور المثقف ويصدر الآراء والأفكار بينما المثقفون يقبعون في صوامعهم وبين كتبهم وكانهم من زمن مضى . وبعض الإعلام بدلا من أن يكون وسيطا بين الانسان والجمهور، أصبح منشغلا بالرايتينغ , ففي البرنامج الصباحي احلى صباح نعتمد مبدأ المقابلات التي لها معنى وتحمل افادة للمشاهدين
لو كان لديك تلفزيون خاص ما هي البرامج?
لو كان لدي تلفزيون خاص وهذا طبعا من المستحيلات لاننا نعمل بمبدأ الضمير المرتاح ولسنا من المرائين والمقاولين والتجار….ولكن اذا مشيت معك بهذه الفرضية فاغلبية البرامج ستكون لتحقيق هدف مرتجى … البرامج السياسية لمساءلة المسؤول ولو بعد حين عن تصريحاته لاننا للاسف شعب بلا ذاكرة واغلبهم متملقون ويحورون الحقائق … البرامج الاجتماعية لدعم الانسان في كل حالاته وليس فقط لتوصيف الوجع والضعف .., والبرامج الفنية ستحاكي النغم واللحن والارقى … والسياحية لتشبه لبنان الاجمل بارزه وسهله وبحره ..,, ولن تغيب البرامج الشبابية لان هؤلاء الشباب هم المستقبل والحياة ومستقبل التغيير .,.
ورقة بيضاء اكتبي فيها عن الوفاء في هذه المهنة عبارة واحدة?
لا علاقة للوفاء بمهنة او بغيرها فالوفاء هو ما تتربى عليه وطبع شخصيتك وحياتك وعلاقاتك ….في المهنة تجد من جميع الاجناس والانواع فهناك الخائن والمزيف وهناك الوصولي والكاذب وهناك السطحي والرخيص وهناك الصادق والمناضل والنظيف والحقيقي والمؤمن بان الاعلام رسالة وبان احترام الاخر وفكره وذوقه وانسانيته من المقدسات
اعمل بتربيتك واخلاقك ودينك ضع اهدافك امامك وسر صوبها بكل ثقة ولن يؤثر ضجيجهم عليك
مساحة حرة تناولي فيها موضوع يصنع وطن?
مرت 100 عام على إعلان دولة لبنان الكبير من قبل السلطة الفرنسية المنتدبة على لبنان وسوريا في أول أيلول 1920 ولكن الكيان اللبناني قديم جداً كمصر وبلاد ما بين النهرين، توالت الأحداث والتأثيرات على لبنان منذ الاستقلال في محطات كانت تهز الجمهورية الميثاقية من دون أن تسقطها من الانتساب إلى الجامعة العربية، إلى حرب فلسطين واستقبال اللاجئين، إلى حرب أهلية عام 1958 ,الى الاحتلال السوري عام,وصولا الى ثورة الارز 2005,و اتفاق الطائف … اختبارات تاريخية هائلة
وكانت ثورة 17 تشرين التي وللاسف خمدت نيرانها ولم تحقق مبتغاها فاحدثت صدمة في المزاج العام وحالا من الياس والتعب … وجاء انفجار المرفأ الذي هز مشاعر العالم وبات الشرخ هائلا بين الشعب اللبناني والمسؤولين وفقد اللبنانيون الثقة بالكيان والنظام القائم منهم من يريد إسقاط كل المؤسسات وإقامة دولة جديدة من دون ميليشيات، ويختلفون على شكلها، وهويتها، وحياديتها وعلاقاتها، واقتصادها، وطائفيتها. والبعض يريدها اشتراكية، والبعض الآخر ليبرالية علمانية، وآخرون يتمسكون بهوية تقليدية طائفية ,هذا هو الواقع اليوم … وللاسف باتت فكرة الفدرالية كنظام سياسي كامل متكامل يحد من سيطرة ونفوذ امراء السياسة المتحكمين بمقدرات الوطن من ضمن الحلول المطروحة مع انها لا تشبه فكرة لبنان الرسالة
واليوم وللاسف طائفة بامها وابيها مسلوبة الحقوق .. فراغ في سدة الرئاسة وكل المواقع الاخرى مليئة وتفيض … لا افق للحلول وما زالت المحاور تتناتش الموقع الاهم في الجمهورية اللبنانية … ننتظر كلمة السر من الخارج متى تنضج الظروف وصفر مبالاة من المجتمع الدولي بمعاناة الشعب اللبناني …..
تريد موضوعا يصنع وطنا لن يصنع الوطن الا رجاله وقادته ولبنان لا يعاني شحا بالرجالات ولكنه زمن صعب , الغلبة فيه لاصحاب ربطات العنق المتزلفين لمصالحهم ولمحاورهم …. وبالرغم من كل هذا اؤمن بان لبنان لن يموت ولن تتنصر قوى الظلام ,واذا كان للباطل جولة فللحق الف جولة وجولة وسننجح بطرد كل هجين عن ثقافتنا وانتماءنا لارضنا ووطننا.