الانقلاب على المناهج التعليمية “أيها التلامذة، تلامذة الصفوف الثانوية ((classes secondaires، اتركوا المدرسة حالاً لأنها مضيعة للوقت!”
يتمتع لبنان بسمعة التميز العلمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلا أنه لا يزال يتبع الأنظمة القديمة وينتج خريجين غير سعيدين يريدون فقط الحصول على درجات كافية للحصول على منحة دراسية في الخارج. فهم غير راضين ويفتقرون إلى الكثير من المهارات. حلم تلامذة الصف الثالث ثانوي عند الانتهاء من الدراسة حرق كتبهم وحرق المدرسة! يشعرون بالحاجة الى التحرر من السجن الذي أجبروهم على الدخول إليه لمدة 15 عاماً! مناهجنا التربوية متخلفة، قديمة، مهترئة، لم تعد صالحة لأجيال اليوم. كل المواد المدرسية يمكن العثور عليها عبر الانترنت، بطريقة أسهل، أوضح، متطورة أكثر وحديثة. الحالة الحزينة التي وصلنا إليها في لبنان حيث لدينا أحيانا جريمة قتل واحدة أو اثنتين كل يوم. مجتمعنا ليس فيه سلام وهذا هو السبب في أن تاريخنا مرتبط بحروب لا نهاية لها لأننا لا نملك السلام الداخلي. مع العلم انه لدينا الكثير من الأساتذة المتميزة، والكثير الكثير من التلامذة البارعة، لكننا في أسفل القائمة. كيف سيكون لبنان أو العالم في العام 2025، 2035، أو حتى 2055؟ ما هو المنهج الدراسي الأفضل؟ ما هو الهدف من المنهج الامثل؟ أي نوع من المتخرجين يجب أن نخرّج في لبنان، في المستقبل القريب؟ من الصعب جدا أن نتوقّع المستقبل، لكن يمكننا أن نكوّن لمحة إذا اعتمدنا فقط على منطقنا، وأدمغتنا والفطرة. لقد مضى أكثر من 10 أعوام، وانا ادرّس في عدة جامعات في لبنان: NDU, USJ, USEK, LCU, LIU, AUT, LU. لقد درّست في كلية إدارة الأعمال، والهندسة، والآداب، والعلوم، علم الموسيقى والمعلومات والتوثيق والصحافة وحتى علوم الكمبيوتر. لقد درّست في الاجازة BA والماستر MBA. شهدت طلابا يتخصصون في مجال الأعمال التجارية والإدارة والموارد البشرية، والتسويق، والمحاسبة، والتدقيق، والهندسة المدنية، والهندسة الميكانيكية، والعلاقات العامة والإعلان والصحافة والموسيقى، والفيزياء، وعلوم الحياة، وعلوم الكمبيوتر. استطعت ان اكتشف أنماطاً معينة. وتمكنت من كشف بعض العيوب في النظام التربوي اللبناني الحالي. من التربية الأخلاقية المنخفضة، إلى المهارات الشخصية المنخفضة، إلى انخفاض مستوى مهارات التواصل، الخ. اعتقد انه ليس هناك حاجة للحديث عن المشاكل التي تنتج عن المناهج التربوية في المدارس في لبنان، فهي واضحة لأي مراقب. بالطبع أنا لا أقول إن كل المشاكل تأتي فقط من المدارس، ولكن ما أنا افيد به هنا، هو أن بعض المشاكل الهامة يمكن حلها إذا قمنا بتغيير مناهجنا الدراسية. بعد تفحّص أسباب نجاح المناهج العالمية اللامعة مثل: International Baccalaureate (IB)، Bac Français، النظام التعليمي في فنلندا، سنغافورا، المانيا، كندا، واليابان. وبعد بحث لمدة 3 سنوات، هذه هي الاسرار ال 7 للمناهج المثلى:
السر 1: المحبة، الله، وثقافة السلام. الهدف من وراء هذا السر هو خلق جيل سعيد، يعترف بالسلام والمحبة.
السر 2: لبنان. وهنا الهدف تعزيز الانتماء والحس الوطني. حيث يمكننا استخدام علم الحب، وهو فرع معروف في العلم، لجعل الطلاب يشعرون ارتباط حقيقي بوطنهم.
السر 3: التطوّر الذاتي أي: معرفة أسس القيام ببحث، حب التعلّم، التفكير النقدي، تحسين مهاراتهم التواصلية، ان يكونوا أصحاب مبدأ، ان يكونوا مبدعين، ان يكونوا مسؤولين عن تصرفاتهم الخاصة والنتائج المترتبة عليها، ان يكونوا منفتحي العقل، ان يعتنوا أحدهم بالآخر، لتحمل المخاطر المدروسة للدفاع عن معتقداتهم وحقوقهم وتعلم أسس الانتخابات الذكيّة، ليعيشوا حياة متوازنة فكريا وجسديا وعاطفيا وروحيا، الذكاء العاطفي وكيفية حل النزاع، ان يعلّموا ذاتهم وان يظلوا في صحة جيدة ورشيقين، ان يكونوا متفائلين وان يتخذوا القرارات الذكية، ان يتعلموا فن الاصغاء وفن التكلّم، للاعتذار والمسامحة عند الضرورة، ان يعرفوا حاجاتهم ونقاط القوة والضعف عندهم، لإدارة وقتهم بفاعلية ولأن يكونوا ايجابيين، لمحاربة كسلهم وخجلهم، أن يحموا بيئتهم، ان يعرفوا واجباتهم وحقوقهم في العالم الحالي، في مختلف الأعمار، ان يكونوا أكثر اقتصادا، العمل ضمن المجموعة، التركيز أكثر فأكثر على أجهزة الكمبيوتر، ان يكونوا مدركين المواضيع الخطيرة الراهنة والمقبلة، المخدرات، التربية الجنسية، الكحول والتبغ والأراجيل، المنجمون، انظمة الغذاء غير الصحية، وقيادة السيارة بطريقة آمنة.
السر 4: العلوم التطبيقية أكثر من النظرية. باختصار، ما لم يكن هناك تطبيق مباشر على كل ما يتم تدريسه، فإنه ببساطة عديمة الفائدة لتعليمه. التعلم هو عن طريق التطبيق.
السر 5: العلوم العصرية. يتعلم التلامذة العلوم مثل البيولوجيا والفيزياء والكيمياء في حين هناك علوم أكثر أهمية مثل: علوم الكمبيوتر، علوم التغذية، علوم إدارة العمال، الخ.
السر 6: اللغات. الأفضلية للّغة العربية والإنكليزية ثم تليهما الفرنسية.
السر 7: معاملة كل طالب كأنه حالة خاصة (نظرية الذكاءات المتعددة). التعليم، الذي يعامل الجميع بنفس الطريقة، هو في الواقع غير عادل. يجب انشاء
9 اقسام بكالوريا: o لغوي: للذين لديهم الذكاء اللغوي، o حسابي، منطقي. للذين لديهم الذكاء الحسابي، المنطقي. o موسيقي. o جسدي حركي. o مكاني، رسمي. o شخصي، عاطفي. o اجتماعي. o طبيعي، بيئي. o وجودي، فلسفي، روحي. ليس بعيدا من حيث أعيش، هناك مكان يسمى وادي الموت. لا شيء ينبت هناك. لا شيء ينبت هناك لأنها لا تمطر. ولذلك، سمّي وادي الموت. بعد سنوات عديدة، هطلت الأمطار في وادي الموت. تساقط 18 سم من المطر خلال فترة قصيرة جدا. وفي ربيع العام نفسه، كانت هناك ظاهرة. تحوّلت ارض وادي الموت الى سجّادة من الزهور لفترة من الوقت. انتشرت جميع أنواع النباتات والأشجار من التربة. وكثرت الفراشات. ما ثبت هو: أن وادي الموت لم يكن ميتا بل كان نائما في سبات عميق. تحت سطح الأرض تكمن بذور الامل بانتظار الظروف المناسبة لتنبت، إذا كانت الظروف مؤاتية، الحياة لا مفر منها. وهذا يحدث دائما. خذ اية مساحة، مدرسة، او حي، وقم بتغيير الظروف، واعط الناس عدة احتمالات، مجموعة واسعة من الفرص، عزز القيم والروابط بين المعلمين والطلاب، هيئ الأجواء للناس لكي يكونوا خلاقين ولكي يبتكروا فيما يفعلون، فحينها تنبض المدارس التي كانت محرومة سابقا بالحياة!
