أقيم في قاعة المحاضرات في وزارة الصحة حفل دعم أطفال مرضى السرطان في اليوم العالمي لهم برعاية وحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني.
وقد حضر الحفل رئيسة مجلس امناء مركز سرطان الأطفال السيدة نورا جنبلاط عن الجمعيات التي تساهم في دعم المشروع كما اعتذرت الوزيرة ليلى الصلح حمادة عن عدم الحضور لظرف طارئ. بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني وافتتح بكلمة ترحيبية للدكتور بيتر نون عرض فيها لسبل التوعية وعلاج الاطفال المصابين بالسرطان وأهمية التفاعل بين المستشفيات والأطباء والمعنيين للوصول الى نسبة شفاء تامة.
وألقت رئيسة مركز سرطان الأطفال في لبنان نورا جنبلاط كلمة قالت فيها:”يسعدني ويشرفني وجودي معكم اليوم في هذا الحفل المميز احتفالا لمناسبة اليوم العالمي للأطفال المرضى بالسرطان”. وأضافت :” بإسمي وباسم مجلس امناء مركز سرطان الأطفال أتوجه بالشكر والتقدير لوزارة الصحة العامة لتنظيمها هذا النشاط الذي ساهم في نشر الوعي عن المرض وشجع الطلاب للتعبير عن ابداعاتهم الفنية بلفتة انسانية وعنوانها الأمل والشكر موصول أيضا على الشراكة الوفية للمركز من خلال دعمها للسقف المالي السنوي والمساهمة الاجتماعية التي تخولنا علاج عدد أكبر من الأطفال وكما تساهم بنشر الوعي عن المرض والعلاجات”. ولفتت جنبلاط أنه منذ أكثر من ١٥ سنة على نشاط المركز في لبنان تبدلت الاحوال والظروف كثيرا ولكن الثابت الوحيد يبقى اصرارنا على تقديم أفضل العلاجات لأكبر عدد ممكن من الأطفال في لبنان والمنطقة. وتابعت: “لقد استطعنا معالجة أكثر من ١٥٠٠ طفل حتى اليوم مع وصول معدل الشفاء الى ٨٠ % واحيانا تصل ٩٠% وبفضل شراكتنا مع مستشفى “سان جود” في الولايات المتحدة الأميركية والمركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت. تغيرت معايير عدة في علاج أطفال مرضى السرطان كما في التوعية عن المرض والعمل الانساني في لبنان والمنطقة وهذه الشراكة أعطتنا خبرة ومعرفة استثنائية في تطور العلاجات الطبية حيث يستقبل المركز ما يزيد عن ٥٠ طفلا يوميا لتلقي العلاج ويقدم العلاج من دون اي كلفة على الأهل وطبعاً من دون اي تمييز او تفرقة”. وختمت جنبلاط بالقول :”كل الشكر والتقدير لمعالي الوزير غسان خاصباني على دعوته الكريمة وتجنيد هذه الطاقات لخدمة لبنان”.
وألقى الوزير غسان حاصباني كلمة قال فيها: “تعهدت الدولة اللبنانية مجتمعة بتوفير التدابير الوقائية من الأوبئة والأمراض حفاظا على صحة المواطنين وسنبذل جهدا خاصا لتأمين الأدوية والأمصال واللقاحات وسائر العلاجات اللازمة”، كان هذا جزء من البيان الوزاري الأول للدولة اللبنانية بعد الاستقلال بتاريخ ٢٥ ايلول ١٩٤٣ برئاسة الرئيس رياض الصلح. وها نحن في العام ٢٠١٨ نواصل استكمال ما تعهد به دولة الرئيس رياض الصلح رحمه الله “. وعرض الوزير حاصباني لتقديمات الوزارة والتي تشمل : – الأدوية: اذ تقوم الوزارة بتأمين العلاج الدوائي ( الكيميائي والأدوية المرافقة للعلاج) بصورة مجانية لجميع الاطفال الذين ليس لهم اي تغطية صحية رسمية أخرى. وبلغت كلفة الأدوية المقدمة لجميع أنواع السرطانات لعمر ما تحت 19 سنة في العام 2017: حوالى مليار وثمانمئة مليون ليرة لبنانية (أي حوالي مليون ومئتين الف دولار اميركي) لـــ 124 مريضاً. – الاستشفاء: تغطية الوزارة الاستشفاء بنسبة 85% سواء كان من أجل تلقي العلاج الكيميائي، العلاج الشعاعي، فحوصات شعاعية، عمليات ومعالجة المضاعفات. ولقد تمت تغطية 471 مريضا لـــ 4906 عدد مرات دخول للمستشفى بكلفة 4 مليارات وخمسة وعشرين مليون ليرة لبنانية (أي حوالى مليونين وسبعمئة وخمسين الف دولار اميركي). وتجدر الاشارة الى دور المستشفيات التي تقوم بمعالجة الأطفال، بمساعدة الاطباء المختصين ، والممرضات والفرق الطبية المتخصصة، وأخصائيي العلاج النفسي والدعم الاجتماعي. – المساهمات: تقوم الوزارة بتقديم مساهمة مالية سنوية لدعم مركز سرطان الاطفال (سان جود) التابع للجامعة الاميركية في بيروت والذي هو المركز الأكبر للعلاج في لبنان من حيث عدد المرضى وقيمتها مليار ليرة لبنانية (أي حوالي ستمئة وستين الف دولار أميركي). وشدد الوزير حاصباني على الدور التكاملي الذي تقوم به جمعيات المجتمع المدني بحيث يعكس حوية مجتمعنا اللبناني والتي تساهم في تقديم الدعم المادي والنفسي والمعنوي للأطفال والأهل على حد سواء والذي هو من أهم عوامل النجاح في مواجهة المرض والانتصار عليه والذي ادى الى ارتفاع نسبة النجاح في العلاج والشفاء الى ٨٠ % وهي نسبة تقارب النسب في الدول المتقدمة”. وتابع: “سوف نستمر بدعم هذه الجمعيات لأنها عمود اساسي في المجتمع اللبناني، وادعو الجميع الى عدم الخلط بينها وبين الجمعيات الوهمية التي تشكل باباً للهدر. هذه الجمعيات لا تقوم الدولة والمجتمع من دونها”. ووجه الوزير حاصباني التحية للاهل على الصمود والوقوف الى جانب الأطفال المصابين قائلاً: ” من أهم الأدوار في مواجهة سرطان الاطفال دور الأهل. في الاساس الابوة والامومة من اصعب الادوار التي يمكن للانسان ان يلعبها فهي مسؤولية متواصلة 24 ساعة على 24 ، فما بالك اذا كان الطفل مريضا و يواجه اشرس الأمراض. فتحية للأهل على صمودكم”. وتوجه الى الأطفال بالقول:” اما انتم ايها الابطال الصغار، فامام شجاعتكم ننحني، فبرغم الالم والتعب فانتم تعطوننا الامل وحب الحياة والتفاؤل، فتحية من القلب لكم. ولكم كل الدعم من كل الموجودين وكل العالم لتتغلبوا على المرض وتنتصروا عليه متمنين لكم الشفاء والصحة والحياة الحلوة. واحببنا اليوم عبر هذا اللقاء ان نساهم برسم بسمة على وجوهكم فانتم اثمن كنز و اعظم سعادة. تحية لكم ملونة بالوان قوس قزح والوان الامل من جميع اطفال لبنان الذين اهدوكم هذه الرسومات والاعمال الفنية ليخبروكم انكم لستم وحدكم ومنكم نتعلم جميعا الشجاعة وبصمودكم سوف تعطونا معنى للحياة، فأنتم اطفال المستقبل، ومستقبلنا هو أنتم. معاً يداً بيد لمواجهة سرطان الأطفال”. وختم بالقول :” نتقدم بالشكر لكل من ساهم معنا في هذا اليوم من مدارس وجمعيات وشركات ومؤسسات انسانية فلكم جزيل الشكر والتقدير والاحترام”.
وكانت مفاجأة للحضور بمشاركة نجوم “voice kids ” جورج عاصي وجوان جبور وجاد عز الدين وأمير عموري، وقدموا باقة من الاغاني ادخلت الفرحة على قلوب الأطفال المصابين بالسرطان. وقد قدم الوزير حاصباني هدايا تذكارية لنجوم voice kids وتبادل الوزير حاصباني والسيدة جنبلاط الدروع التكريمية. كما قدمت دروع للمساهمين الذين ساعدوا في نجاح هذا الحفل وهم منظمة الصحة العالمية والملحن والموزع جان ماري رياشي وشركة ميم للانتاج الثقافي وشركة benta و broad med ومؤسسة eric abidal والسادة غابي تامر والسيد سمير شمخة. وكان الوزير حاصباني قد جال مع السيدة جنبلاط على معرض الصور والأعمال الفنية الذي شارك فيه اطفال من مدارس لبنانية عدة تحية للاطفال المرضى وقطعوا قالب الحلوى، وبعدها شاهد الاطفال فيلم” الفيل الملك” فيما انتقل اهلهم الى قاعة أخرى حيث شاركوا في جلسة الدعم المعنوي للأهالي من قبل د طوني صوما. وختم النشاط بتوزيع الهدايا للأطفال وغداء على شرفهم.