أقام الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة– لبنان (أوسيب لبنان) حفل عشاءه السنوي الـ 18في مطعم Don Castillo – جونيه برعاية وزير الاعلام ملحم الرياشي ممثلاً بالمدير العام للاذاعة اللبنانية محمد إبراهيم، وحضور روجيه عازار ممثلا رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور ممثلا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، ممثل حركة الاستقلال ميشال معوض، العقيد عادل فرنسيس ممثلا مدير الجمارك بدري ضاهر، جورج أبو موسى ممثلا مدير الدفاع المدني العميد ريمون خطار، نقيب المحررين الياس عون، الرئيس العام للرهبنة الأنطونية المارونية الاباتي مارون أبو جودة، القيم الأبرشي الخوري فادي خوري ممثلا راعي أبرشية جبيل للطائفة المارونية المطران ميشال عون، سعيد الأخرس ممثلا المطران ميشال قصارجي، رئيس جامعة الحكمة الأب خليل شلفون، القيم العام الخوري داني سركيس، مطران الأرمن الكاثوليك جورج أسادوريان، رئيس نادي الصحافة بسام أبو زيد، ربى أبو جودة ممثلة رئيس كاريتاس لبنان الأب بول كرم، رؤساء بلديات، جامعات، شخصيات إعلامية ومخاتير وعدد من المرشحين الشباب على الانتخابات النيابية وحشد من الهيئات الروحية والإجتماعية.
خضره
إستهل الحفل الذي قدمته الإعلامية كارول أبو نصار بالنشيد الوطني ثم عرض لفيلم حول اتحاد “أورا” الذي يضمّ كل من الجمعيّات الآتية: أوسيب لبنان، لابورا، GroAct، وAulib)، وألقى رئيس الإتحاد الكاثوليكي الأب طوني خضره كلمة أمل فيها في “أن الوطن الصغير سينهض وينتصر”، لافتا إلى أنه “كما في كل عام نلتقي في عشاء إتحاد الصحافة الكاثوليكية رافعين شعار حرية الإعلام وحرية الإنسان وحرية الوطن لكن لكل لقاء نكهته ولكل لقاء همومه وهواجسه. تمر السنوات نكبر نحن وهموم الوطن تكبر معنا في كل مرة نحمل الآمال والأمنيات نتناسى الهموم التي تحيط بالوطن نتفاءل ونسعى علّنا نرسم مستقبلا أفضل غير أنه وفي كل مرة نستنتج كم أن الحمل يصبح أكثر ثقلا وكم أن المهام أكثر تعقيدا وأن الصعوبات المضافة اكبر من الحلول التي حملناها، لكننا نحن أبناء الرجاء نحن أبناء الأمل نحن أبناء القيامة لن نيأس ولن نتراجع نعرف وندرك كم أن الصعوبات والتحديات كبيرة، صعوبات على صعيد الوطن وتحديات على صعيد الوجود المسيحي الحر فيه ونعود في كل مرة إلى السؤال: من أين نبدأ؟ هل نبدأ من مشاكل وسائل الاعلام التي تعاني من الازمات المتلاحقة والتي تضعف دورها وتهدد وجودها؟ أم نبدأ من أزمة أهل الإعلام على تعدد مهنهم من صحافيين ومصورين ومخرجين وكتابا ومفكرين مع التصحر الذي يضرب بعض المؤسسات الإعلامية والفكرية؟ أم نبدأ من أزمة الأقساط المدرسية التي تضرب عائلاتنا وتهدد مستقبل أولادهم وباتت شبح رعب للعائلات، فبات الخوف من الولد وعليه بدلا من أن يكون مصدر فرح وسعادة؟ أم نبدأ من تشريعات وقوانين تسن ومنها في الأيام الماضية ما اعادنا إلى قوانين التجنيس السيئة الذكر والتي هي في مثابة مؤامرة على لبنان وعلى القضايا العربية بما فيها القضية الفلسطينية وما يحاك ويحكى اليوم عن قوانين الإقامة لا يقل خطورة عن التجنيس الحقيقي“.
وتابع: من اين نبدأ ؟ هل نبدأ من حملات إنتخابية حيث نرى غياب البرامج والمشاريع لرؤية مستقبلية للوطن وحيث بات هاجس الحاصل الإنتخابي يطغى على مصير الوطن والمواطن؟ فنرى لوائح مرشحين لا يلتقون على شيء إلا على مصلحتهم الشخصية وعلى زيادة عدد أصواتهم فهل هكذا تخاض الإنتخابات؟ وهل هكذا نؤسس لمجلس نيابي مؤتمن على الدستور؟ وهل هكذا نعيد بناء السلطة والمؤسسات؟ هل نبدأ من أزمة البطالة التي تضرب شبابنا والتي تزيد عن خمسين في المئة والتي تلقي بهم على أبواب السفارات وتشتتهم في بلاد الإغتراب وتحرمهم من حنان أهلهم وتضع الدموع في عيون أمهاتهم؟ هل نبدأ من أزماتنا المعيشية اليومية ومن منا لا يمضي ساعتين على الأقل يوميا في زحمة السير لقد كان عندنا خدمة قطارات منذ 100 عام وخدمة أوتوبيسات عامة منذ 60 عاما، وها نحن اليوم نترحم على الماضي ازماتنا المعيشية اليومية هي هي منذ أكثر من 40 عاما كانقطاع المياه والكهرباء وكأن لا حلول لها أو لا أحد يبحث عن حلول جدية لها، من أين نبدأ وكيف نبدأ؟ إنه سؤال نطرحه على أنفسنا كل يوم وكل لحظة منذ أن نذرنا أنفسنا في خدمة المصلحة العامة مع مجموعة أوسيب لبنان ولابورا ومجموعة أورا، نذرنا أنفسنا لخدمة الوطن والمواطن ولخدمة الحفاظ على التنوع في هذا الوطن حيث تتعايش كل الطوائف في إطار من الحرية واحترام الآخر، رغم الصعوبات ورغم الحواجز لم ولن نيأس إنها قضيتنا قضية وجودنا وتاريخنا ومستقبلنا. قضية أجيال تقع علينا مسؤولية ضمان أمنها ومستقبلها مسؤولية حماية الوطن والكيان“.
اضاف: “هذه الأزمات ليست في الأساس من مسؤوليتنا لا يجب أن تكون من إهتماماتنا هي مسؤولية الدولة ومؤسساتها، غير أن الدولة غائبة لا محاسبة ولا من يحاسب، في الأسبوع الماضي شاهدنا كيف أن رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية دخلت السجن بسبب قضايا الفساد وكذلك رئيس جمهورية البرازيل ورئيس حكومة إسرائيل يلاحقه القضاء بسبب قضايا الفساد وقياسا الى ما عندنا نرى تلك القضايا بسيطة لكن رغم ذلك هناك ملاحقات ومساءلة أما عندنا فتعج كل يوم وسائل الإعلام بقضايا الفساد ولا من يسأل أو يهتم. فكيف يمكن أن نبني وطنا إذا بقينا على هذه الحال؟ ماذا نترك لأجيالنا الجديدة مع دين عام طال 100 مليار دولار؟ ماذا نترك لهم حين باتوا يعجزون عن تملك شقة صغيرة وبات التملك مفتوحا على مصراعيه للأجانب؟ وكيف نبني وطنا يليق بنا وبأولادنا كيف نحافظ على الوطن والكيان ؟ كيف نوقف الهجرة وإنهيار الكيان“.
وأكد خضره “أن أوسيب لبنان مؤتمن على هذه المسؤوليات. ان للصحافة وللاعلاميين دورا مركزيا في بناء الوطن. لهم دور محوري في الدفاع عن الحقيقة مهما كانت صعبة دورهم أساسي في نشر قيم المصلحة العامة التي باتت شبه غائبة أمام تفشي المصالح الشخصية فلنتكاتف كاعلاميين لنرفع الصوت عاليا في وجه الفساد والمفسدين لنرفع صوت المحاسبة والمساءلة ولنبدأ كل منا حيث هو بأن يدرك بأننا على مسار إنحداري، واننا اذا استمررنا على ما نحن عليه سنخسر أولادنا وسنخسر وطننا انه التحدي الحقيقي والمصيري“.
وختم خضره بالقول:” يسعدنا ويشرفنا في هذا العشاء ان نكرم وسائل إعلام لبنانية وإعلاميين فيها وقفوا معنا في كل نشاطاتنا وقضايانا والفضل الاكبر لهم لان حققنا الكثير وبخاصة في الفورم الاول 2018 فكانوا معنا لنصل معهم إلى كل اللبنانيين.”
ابراهيم
وألقى إبراهيم كلمة نقل في مستهلها تحيات راعي الإحتفال الوزير الرياشي، وأسفه لتعذر حضوره بسبب وجوده خارج لبنان، متوجها إلى الإتحاد والقيمين على إدارته لا سيما الأب خضره، وقال: “بغاية ودي ووافر محبتي، ذلك أن هذه المؤسسة لا تعنى بدعم حضور المسيحيين الإعلامي فحسب او الدفاع عن حقوق الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية ومهنة الإعلام فحسب وإنما بالدفاع عن حقوق الإنسان وخصوصا حرية رأيه والتعبير عنها، لأن الإنسان وكرامته هما أساس إنشاء هذا الإتحاد، وإني أرى بالتجربة الشخصية أن هذا الإتحاد ليس المؤسسة الكاثوليكية الوحيدة التي تتوجه إلى إنسانية الإنسان أو ربما تقدس إنسانية الإنسان، فكما خبرت فإن مثل هذه المؤسسة مثل سائر المؤسسات الكاثوليكية التي همها الأساس تماسك المجتمعات وإنفتاحها على بعضها البعض كالمدارس الكاثوليكية ودورها في تربية الأجيال من كل الطوائف ودأبها في عملها في لبنان وسوريا والعراق ومصر وغيرها، ما يثلج الصدر ويبقي الأمل مستمرا على رجاء الإصلاح وصولا إلى الصلاح أن نجد مؤسسات همها الإنسان، وهذا في مؤسستكم التي لا تستجدي بل تفرض الإحترام وتفرض النظر إليها بعين الإكبار والتجلي الرسولي فيها، فإن أعادوا النظر بتاريخ أوسيب الذي لم يمر عليه ربع قرن نجد أن أولى أولوياته ليس حرية الإعلام بعينها بل حرية الإنسان كقيمة حضارية وحق طبيعي للأفراد والشعوب في التعبير عن معتقداتهم وأفكارهم وإعتناق ما يرونه جديرا بالإعتناق وإن إتحادكم إلى ذلك يرى لبنان وطنا رساليا لا مجرد أرض وخليط من ثقافات أو أعراق متعددة تعيش ضمن ربوعه تأكل وتشرب وتنام وتستفيق. من صلب مبادىء أوسيب أن يعمل الإعلام على القيم المعرفية ومراكمتها عند اللبنانيين“.
أضاف: “ان تحصين الوطنية والإنسانية والوفاء لهذه الأرض الرسالة في ظل الواقع المرير الذي يحيط بلبنان هو نجاة لأجيالنا من الإنحراف في إتجاه القيم الإنسانية ولا يتوهمن أحد أن دور الإعلام هو دور ترويجي فحسب بل دوره الأسمى في البناء المعرفي والثقافي لهدم أركان التطرف، وقد تبين أن الفقر ليس سببا أساسيا في التطرف ورفض الآخر وصولا إلى اللجوء إلى الإرهاب بل التلقين هو الذي يفعل فعله فأما أن نسهم في بناء قاتل وإما أن نسهم في إنتاج صالح“.
وختم إبراهيم داعيا المسؤولين إلى “إيلاء عنايتهم القصوى للإعلام وتطويره وترك مساحات الحرية له، لأن لا حياة ولا ديمقراطية ولا عدالة من دون بيئة إعلامية حديثة مرفوعة اليد عنها حتى تبقى سليمة، فالإعلام السليم يعني حياة كريمة“.
وفي الختام، قدم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان شهادات تقديرية لعدد من وسائل الاعلام اللبنانية المرئية، المسموعة، المكتوبة والالكترونية، التي دعمت الاتحاد في معرض “فوروم الفرص والطاقات” 2018 وأخرى تقف دائماً إلى جانبه بكل النشاطات والقضايا.