المقدمة: موقع عفكرة مصر حسام مجدي.
ملك الكوميديا وصانع البسمة ( عبدالمنعم مدبولى ) اسرار وحكايات فى حياته ترويها ابنته الدكتورة امل مدبولى
فنان مصرى متعدد المواهب فى الكتابة والتأليف والاعداد والتمثيل والاخراج المسرحى والاذاعى . ساهمت أعماله فى تطور فن الكوميديا فى مصر . فهو ساحر الارتجال على خشبة المسرح ولم يستطع أحد منافسته حيث ظل متربعا على عرش الكوميديا حتى وفاته
من أهم الأدوار التى أبدع فيها وظلت عالقة بذاكرة السينما كانت الشخصيات التى لعبها فى أفلام ( الحفيد ) و (مولد يادنيا ) و ( احنا بتوع الأتوبيس ) وتخرج على يديه العديد من نجوم الكوميديا أمثال عادل امام وسعيد صالح ويونس شلبى ومحمد صبحى وغيرهم.
وحصل الفنان القدير على العديد من الجوائز أهمها وسام العلوم والفنون ثم توفى بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 85 عاما ويعد أعظم مضحك ومعلم كل المضحكين.
مدبولى شكل مدرسة كوميدية مستقلة فى الضحك الراقى، وأسس العديد من الفرق المسرحية
أمل هى البنت الوحيدة للفنان الراحل عبدالمنعم مدبولى التى أنجب معها اثنين من الذكور .. فى حوار من القلب تتحدث الدكتورة أمل مدبولى ل “موقع عفكرة” عن ذكريات أبيها وأزمات فى حياته.
بماذا تصفى لنا عبدالمنعم مدبولى الأب .. والانسان ؟؟
مدبولي الأب كان في غاية من الحنية والطيبة ولكن في نفس الوقت كان محافظا ويحب الالتزام .. ونظرا لظروف عمله بالمسرح أو السينما وعدم وجود أوقات ثابتة ومحددة لحياته العائلية كان يعطينا اهتمام وحنان ودلع زائد في أوقات وجوده بالمنزل …… كان يحب
الحياة بعيدا عن أجواء الفن والسهرات لذلك علاقتنا بالوسط الفني كانت محدودة .. كان عطوف وخدوم لكل من حوله
عبدالمنعم مدبولى صانع البسمة فى عالم الفن هل كان يصنعها أيضا فى منزله خصوصا بعد اتقانه الشديد لشخصية الأب فى فيلم الحفيد ؟
بالتأكيد شخصية الأب في فيلم الحفيد أو شخصية الأب في أبناءي الأعزاء شكرا .. إنما هي نماذج حقيقية للآب المصري لهذا مازالت عالقة في أذهان الناس لأنها حقيقية بلا مبالغة ، كل أب وجد جزء منه في الحفيد أو بابا عبده . وكان يصنع البسمة فى المنزل دائما لأنه بطبعه يحب الحياة والمرح
تميز عبدالمنعم مدبولى بأعماله السينيمائية والتليفزيونية والمسرحية . فأيهم كان الأقرب لقلبه ولماذا ؟
العمل المسرحي كان أكثر الأعمال قربا لقلبه .. كان يقول علي المسرح الفنان يري نتيجة عمله في نفس اللحظة ، العمل وجها لوجه مع الجمهور له طعم أخر وفي نفس الوقت الوقوف علي خشبه المسرح أصعب أنواع الفنون فلا مجال للإعادة أو التراجع اذا حدث أي خطء.
ماهى أكثر المواقف الصعبة التى مرت فى حياته ؟
من أصعب المواقف التي مرت عليه يوم وفاة والدته لقد قام بدفنها ولم يحضر العزاء مساء حيث كان مرتبطا بعرض مسرحي في احدي المحافظات أعتقد فى الإسماعيلية .. اضطر يومها أن يكتم أحزانه وآلامه ويقف علي خشبه المسرح ليضحك الناس .. لكنه يقول لقد التزمت بهذا العرض لأن الجمهور خرج من بيته ودفع ثمن التذكرة ليضحك وعلي الفنان أن يعطيهم ما جاءوا من أجله
كيف تلقيتى نبأ وفاته ؟
بالنسبه لأيامه الأخيرة لقد عاش معي في بيتي مايقرب من شهرين في أيامه الاخيرة وجاء كل أبناء بابا عبده ومعهم المخرج محمد فاضل وزوجته الفنانة فردوس عبد الحميد لزيارته وعندما ذهب للمستشفي كنت وأخواتي يوميا بجانبه وكنت هناك لحظة الوفاة … رحمه الله عليه ….
من كان دائم السؤال عنه من الفنانين خلال المرض؟
أخر ثلاثة شهور من حياة والدى لم يزوره الا فريق عمل مسلسل ( بابا عبده ) ومنهم فاروق الفيشاوى وصلاح السعدنى وأثار الحكيم ويحيي الفخرانى وفردوس عبدالحميد.
هل فعلا منع أولاده من الاختلاط بالفنانين أو الاقتراب من عالم الفن ؟
العمل بالفن أيام هؤلاء العمالقة لم يكن سهلا بل كان شاقا جداً لهذا لم يشجعنا علي الدخول في المجال الفني وأنا علي وجه الخصوص ، كان يري أن التوفيق بين عمل الفنانه واستقرار حياتها مع زوج وأولاد شيء صعب جداً .. لم يكن فناني هذا الزمن الجميل يشجعون أولادهم علي التمثيل بعكس هذة الأيام الفن بالنسبة لهم شهرة ومال
هل تمنى أن يموت على خشبة المسرح ؟ مثلما تردد
هذا لم يكن الا كناية عن شدة حبه لعمله الفنى واعتزازه بالمسرح
كيف تقييمين تجربته السينيمائية الأخيرة فى فيلم عايز حقى مع الفنان هانى رمزى هل هو تشجيع للكوميديا الراقية والهادفة لجيل الشباب أم ليثبت أنه مازال قادرا على العطاء رغم تقدم عمره ؟
كل فنان يتمني أن يعطي لفنه لآخر لحظه في حياته وفعلا كان أبى يرفض فكرة الاعتزال وكان راغبا في العمل باستمرار وأتذكر أنه ضحك كثيرا عندما تم عامه الثمانين وسأله أحد الصحفيين هل تفكر
في الاعتزال هل قررت أن تستريح ؟؟ فضحك وقال له الفنان يعطي حتي يموت ….. وكان بالفعل مرتبط بعمل مسرحي في الشهور الأخيرة قبل الوفاة فقد كان يحضر البروفات بالرغم من عدم استقرار حالته الصحية الصعبة ولكن قدر الله وماشاء فعل
هل تحتفظين بسر يخص الراحل عبدالمنعم مدبولى تودين الافصاح عنه الأن ؟
ليس هناك أسرار ولكن هناك جانب إنساني رائع في شخصيه مدبولي .. لقد كان خجول وشديد الحساسية .. ذاق اليتم فلم يري أبوه وهذا جعله شديد التعاطف مع الأطفال أو أي شخص يتيم .. لدرجة تجعله قد يبكي اذا شعر أن هناك طفل محروم
أى افلامه تفضلين ولماذا ؟
جميع أفلامه كانت جيدة ومازلت أستمتع بها الى الان
يقول البعض أن نقطة التحول فى حياته كانت فى فيلم ( احنا بتوع الاتوبيس ) هل توافقين على هذا الرأى ؟
احنا بتوع الاوتوبيس يحكي واقع عاشه الناس في فترة من الزمن وقد حصل علي جائزة عن دوره في هذا الفيلم ولكن لا أعتقد أنه نقطة تحول في حياته الفنية
هل كانت هناك منافسة بينه وبين زملائه أمين الهنيدى أو فؤاد المهندس ؟؟
لم يكن هناك منافسة بالمعني المفهوم هذة الأيام بينه وبين كوميديانات عصره سواء الهنيدي أو المهندس أو محمد عوض . الحقيقة كانت بينهم محبة وصداقة وكان يعرف جيدا ميزة كل واحد
وكيف يظهر موهبة كل منهم .. فقد عمل مع كل منهم كمخرج في أكثر من عمل وكان يسعي لإبراز إمكانيات كل منهم وكان المهندس دائماً يقول أن مدبولي يعرف مفاتيحي
كيف تقييمين تجربته فى مسرحية ريا وسكينة ؟ ودوره فى اقناع شادية للوقوف أمام الجماهير على المسرح رغم خوفها من مواجهة الجمهور ؟
ريا وسكينة من أهم وأجمل مسرحياته التى قدمها خلال مشواره الفنى الطويل وبالفعل قام باقناع شادية للوقوف على المسرح أمام الجماهير الغفيرة التى جاءت خصيصا لتشاهدها كممثلة مسرحية
كيف كان يتعامل مع أحفاده ؟ وماذا كانت امنياته ؟
كان رقيق جداً مع الأحفاد وكان يتغاضى عن أشياء كثيرة معهم لم يكن مسموح لنا بها .. وكان لا يتحمل أن يري أحدهم مريض أو مجروح . كان يقضي وقت فراغه مع كل الأحفاد وخاصة يوم الجمعة حيث تجتمع العائلة .. عدد الأحفاد 8 .. وعندما توفي كان أكبرهم يبلغ من العمر 22 عاما
ماذا عن رئيه فى الأسماء التالية ( سعاد حسنى . سهير البابلى . شادية . عادل امام . فؤاد المهندس )
كان يري أن سعاد حسني فنانة شاملة قدوة ليس فقط لأنها ممثلة جيدة ولكن لأن لديها إمكانيات عالمية كالقدرة علي الرقص والغناء والاستعراض بجانب التمثيل ..
بالنسبه لسهير البابلي فهو أول من اكتشف أنها ممكن تعمل بالكوميديا لقد كانت ممثلة علي المسرح الحديث علي ما أتذكر وأول
عمل مسرحي كوميدي معه كانت مسرحية اسمها ( جنان وسلك ودكتور) مع الهنيدي وميمي جمال وحسن مصطفي ولكنها بمرور الوقت أصبحت متمكنه من الكوميديا ولديها قدر عالي من الحضور المسرحي. وكان يعتبرها ( غول ) علي المسرح
عادل امام كان حديث التخرج من الجامعة وبناء علي الأعمال التي مثلها علي مسرح الجامعة تصور أنه ممثل دراما ولم يتصور يوما أن يعمل بالكوميديا حتي أقنعه والدي بدور دسوقي أفندي ( بلد بتاعة شهادات صحيح ) في مسرحيه أنا وهو وهي
كان يري فؤاد المهندس ممثل ممتاز وتكوينه الجسماني يساعد كثيرا في الأداء الكوميدي.
