Menu

بقلم الإعلامي :خليل مرداس اوعى خيك بالواتس اب

 

صعّد يا الياس عندما زحف الاعلام اللبناني والعربي الى المقر الرئيسي لقيادة القوات اللبنانية في معراب، وشخصت معه العيون والقلوب الى صفحة جديدة تفتح بين أكبر قوتين مسيحيتين. تاريخُ من الدم والدموع والاتفاقات الهشة جاء ما سيعرف لاحقاً بـ”إتفاق معراب” ليضع حداً لها، ويومها وقف النائب والجنرال ميشال عون ومعه الوزير جبران باسيل والنائب ابراهيم كنعان الى جانب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والى جانبه الإعلامي يومها ملحم رياشي، النائب ستريدا جعجع والنائب جورج عدوان مع حشد صغير من أهل البيت. لحظة تاريخية، بالمشهد والمضمون، اتفاق تاريخي بين الفريقين: تهدئة وتناغم وتوزيع حصص وزارية ونيابية وخدماتية وبدا الانسجام الى حدود بعيدة حتى بات الموقف أشبه بذوبان الفريقين في بوثقة واحدة، وذهبت بعض التوقعات الى حدود بعيدة في وصف سحر المصالحة. ولم يكن أي من المتابعين الأكثر تفاؤلاً أن يتوقع مثل هذا الاتفاق نظراً لحساسية الفريقين تجاه بعضيهما، ولكن الصحيح أيضاً أنه لم يتوقع أحد من الأكثر تشاؤماً ان تكون سرعة نهاية الاتفاق بهذه السرعة. وتحولت أساطير المصالحة في الاتفاق الى “بعبع” يومي يشي بما هو أسوأ وأفظع مما سبق، وتحولت الذكرى الى يوم مشؤوم بعد انتخابات رئاسة الجمهورية واستحقاق الانتخابات النيابية وما رافقها وما تبعها من “عنعنات” وأزمات في توزيع الحصص والتوظيفات وغيرها. أما عملية تشكيل الحكومة، فقد جاء الاستحقاق كورقة نعي لإتفاق معراب، وانفجرت كل الاحقاد المعبأة دفعة واحدة، وكانت حلقة “صار الوقت” مع الاعلامي مارسيل غانم وضيفيها النائب الياس بو صعب والوزير ملحم رياشي اكبر دليل على نهاية هذا الاتفاق. وتشير مصادر متابعة الى أن جو الحلقة قد بدا متشنجاً منذ بدايتها ولكن بعد الفاصل الاعلاني فتح بو صعب شاشة هاتفه ليقرأ رسالة “واتس اب” سريعة من نائب متني صديق تفيد بما معناه “صعدّ يا صديقي وارفع السقف”، وفهم أن خلف الرسالة ما هو أبعد من قضاء المتن ومن شخصه الكريم، بل هو قرار من “فوق”، لتكون دقائق ما بعد العودة الى الهواء لهجة النائب شديدة ويرد على الوزير رياشي بالقول “ما دعمتوا انتخاب الرئيس عون الا لخوفكم انو يجي سليمان فرنجية رئيس”. وساد الحلقة بعد ذلك جواً من التوتر الشديد حتى نهايتها، لتعود ادارة المحطة والبرنامج ليرتبوا عشاءً في مبنى المحطة لتلطيف الأجواء وينضم اليه لاحقاً النائب ابراهيم كنعان. كل اتفاق وانتم وانتن بخير، اتفاق معراب انتهى وعسى الا تعود تشنجات ما قبله على الارض ولكن يبقى الامل معقوداً على القليل من الحكمة والتروي تفادياً للمزيد من الخسائر الوطنية عامةً والبيئة الخاصة بكلا الحزبين

فيديو اليوم