المحامي” جوزف ونيس” ليس إسماً عادياً لأنه شخص غير عادي في هذا الزمان الإستثنائي حيث بتنا نفقد القيم والمبادىء والثقافة والترابط والتلاحم ومعنى الصديق الصدوق، فكل ما تفقده قوائم المفردات في زماننا هذا من معاني الشهامة نجده في فكر رجل وإسمه جوزف ونيس. درس وتعلم وتخصص في المحاماة ودوماً يقول أن التخصص الأهم هو في عالم الحياة، هو عالم الحياة نفسه التي تضيع ملامحه في الشجع والطمع بالمناصب والكراسي وتكنيز الثروات وكأن هذا الإنسان على الأرض هو خالد، هي عبارات يرددها في كل حوار أو مقال ليقول: الفكر والثقافة والتربية المدنية والسياسية وحب الوطن بالإضافة الى الثقافة والأدب كل هذه الأمور تشغل بال ونيس وباتت أهداف تجمعنا سوياً لنعيد على الأقل من خلال الكلمة عالم الحياة الى الصواب.
الشباب اليوم ضائعون مشتتون بين مطرقة الدراسة و فرص العمل و الإنتماء السياسي،والأهم أنهم إن مارسوا السياسة فعن غير قناعة أو دراية وثقافة لأنهم لم يعاصروا أو يصافحوا تلك الشخصيات أو الأشخاص، بل لأن أهلهم هم من أتباع هذا الحزب أو ذلك، وبالتالي يتم نقل المنهاج التبعي الي عقل شباب الغد من قبل الأهل وهذا هو الخطأ الأكبر في التربية المدنية والسياسية بحسب ونيس، بنقل الكره والمعتقدات من الجد والأب الى الأبناء والأحفاد فيستمر ضياع الشباب في سطور البطالة والسياسة والتعصب ليكون ضياع الـ أنا الذاتية لكل شاب وشابة وبالتالي لا تولد نحن جديدة وغد جديد، بل تتبدل الأشخاص والتواريخ وكله مشتت ويلف حول بيكار التربية المدنية الخاطئة.
لذلك يجب علينا…..
أن نترك الحرية لكل إنسان وشاب في تقرير المصير والتعبير عن الرأي من خلال التثقيف السياسي عبر كتب تطلقها جهة مستقلة عن الأحزاب لتكون تاريخ وطن ومنبر تثقيفي للجيل الجديد ليتمكن من الوصول الى الخيار الصحيح، وحتى بالنسبة للدراسة والإختصاصات يجب أن نترك الحرية لكل شاب في دراسة ما يحب ويشاء من إختصاص وليس ما يريده الأهل. لنترك المجال لكل إنسان أن يصنع هويته.
خليط من المواضيع حملها ونيس حينما ترشح الى الإنتخابات النيابية ليكون صوت التغيير والأمل، الذي ينتظره شباب لبنان، ولبنان الذي يبكي نفسه على أدراج بعلبك، الوجع كبير فالثقافة والأدب في تراجع والفن والرقي في تراجع، لبنان الكتب والمؤلفات الأدبية بقي على سطور رفوف الغبار كوردة أرجوان منسية. الكل مشغول بقصص الشبكة العنكبوتية التي بدل من نستخدمها لخدمتنا اصبحنا كأننا عبيد لديها تستخدمنا وليس العكس لتكون المجالس في البيوت لكل فرد مع الهاتف لنترحم على الحوار ومائدة الطعام وطبعا لا نعمم بل هو حال الأغلب من البيوت..
لبنان التكرار والتعاد في ملفات الكهرباء والنفايات والعمل والمؤسسات، وحقوق الإنسان وضمان الشيخوخة، وحرية التعبير عن الرأي والمعتقد بحرية العقل فقط، كلها ملفات تحمل أحلام الشباب في وطن سليم يمنع هجرة الشباب وموت الكلمة والثقافة، وهذه هي رسالة جوزف ونيس في الحياة للوصول الى طن سليم قوي لكل أبنائه وكلنا للوطن..
والى اللقاء مع مقال جديد لأن الكلمة هي رسالة الحياة من البداية الى النهاية