كتب شربل كرم.
دمشق حلب فيلم تنحني له الأقلام والصالات فهو دريد لحام تاريخ في قلب تاريخ بصمة الى كل زمان ومكان في رحلة الأيام.
وفي بداية الفيلم نسمع صوت المذيع “عيسى” ينادي عظم الدول العربية التي عانت القهر والتشتت والظلم من خلال الحروب والقهر ،” هنا بغداد هنا القدس هنا سوريا هنا دمشق” ولعله عندما كان عيسى يرسل النداء الى كل هذه الناس والدول عبر أثير ميكروفونه وقلبه وروحه ودموعه لعله كان يرسل النداء الى ابنته في حلب فتكون رحلة الوالد الباحث عن إبنته من دمشق الى حلب.
الرحلة من دمشق الى حلب ومن خلال سطور هذه الرحلة يتم القاء الضوء على كل ما قد تغير من دمشق الى حلب على الإنسان والحجر والزمان والمكان والأهم على الإنسان…
كل ما قد جد من تغير ربما زرع التعلق في الأرض أكثر رغم الظلم الكبير ونرجو من الأيام أن تشفي الإنسان وتقويه معنوياُ ليعود العمران من جديد ويتم دحر الدمار وشبح الإنهيار لأن النفوس والأرواح اليوم كلها تعاني من الأزمات كما أن البلاد تعاني من الأزمات لأن الإنسان وأرضه روح ودم وعقل وأم وأب لأنه الوطن ومن كان بلا وطن كما اليتيم بلا أهل.
رحلة الوالد من دمشق الى حلب على متن حافلة لنقل الركاب، تجتمع على متنها مجموعة من الناس من مختلف التوجهات والأعمار والأهواء، ولا بد أن ينقل هذا الخليط صورة المجتمع السوري خلال الحرب والأزمة ، بما يحمله من تنوع وتعدد فى طيف بنيته الاجتماعية، وفى الحافلة يختلج مصير عيسى مع كل الركاب لتكون الحكاية والرواية في جسم رحلة من دمشق الى حلب تم تناولها في ايطار يصنف سينمائياً بالكوميديا السوداء.
والجدير ذكره أن الفيلم لاقى تفاعل الجمهور معه في لبنان وسوريا ومصر حيث نال الجوائز في مهرجان الإسكندرية. وفي إستطلاع مع الجمهور اللبناني الكل بكي وضحك وندم على افعال قد يقترفها والكل أحمع على فرحه في مشاهدة عمل للكبير دريد لحام ويشاركه في العمل مجموعة من الفنانين ك صباح الجزائري، سلمى المصري، عبد المنعم عمايري، كندا علوش، شكران مرتجى، وغيرهم من وجوه التلفزيون السوري والسينما السورية طبعاً من إخراج الإنسان الذي يؤمن بالسينما العربية وبعروبته المخرج باسل الخطيب.