Menu

اليونسكو وشركاؤها يطلقون مسابقة الوساطة بين الجامعات في لبنان

للسنة الثالثة على التوالي ، أطلق مكتب اليونسكو في بيروت، بالشراكة مع المركز المهني للوساطة في جامعة القديس يوسف والمديريّة الإقليميّة للوكالة الجامعية للفرنكفونية، وبالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، مسابقة الوساطة على مستوى الجامعات في لبنان، وذلك في 2 أيار 9201 في جامعة القديس يوسف، هوفلان. تضمّ هذه المسابقة 20 فريق من 9 جامعات في لبنان، دُرّبوا على الوساطة على يد 50 وسيط من المركز المهني للوساطة في جامعة القديس يوسف. يتبارى الطلاب على مدّة أربعة أيام على القيام بوساطة وذلك بناءً على دراسة لحالات نزاع أُعدّت خصّيصاً للمسابقة.

في كلمتها الإفتتاحية، أشارت مديرة المركز المهني للوساطة في جامعة القديس يوسف، السيدة جوانا هواري بو رجيلي، الى أن الوساطة تبثّ روح التضامن بين الأطراف المتنازعة وتدفعهم الى وبذل جهد تعاوني لتحقيق هدف مشترك. وذكّرت بو رجيلي أنّ مهمة المركز المهني للوساطة الذي تأسّس عام 2006 هو تعزيز و نشر ثقافة التعاون مع الآخر.

ثمّ كانت كلمة للسيدتين أورته لويتزن وجوستين أبي سعد، عن المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، أكّدتا فيها على التزام مؤسستهما بنشر ثقافة السلام وقيم الإنفتاح على الآخر واحترام التنوّع الثقافي. كما أشادتا بمسابقة الوساطة وقدرتها على تعزيز ثقافة الحوار والسلام عند الأجيال الناشئة.

ثمّ تحدّثت ممثّلة مدير مكتب اليونسكو في بيروت والمسؤولة عن برنامج التعليم الأساسي، السيدة ميسون شهاب، فأكّدت أنّ منظّمة اليونسكو تؤمن بأن العمل على تعزيز ثقافة التفاهم والحوار ومهارات حل النزاعات والوساطة هو مسألة محورية من أجل ضمان تحوّل إيجابي في المنطقة وإرساء السلام والاستقرار. وقالت شهاب: “غالباً ما نتحدث عن الوساطة كوسيلة لتحقيق السلام خلال الأوقات الحرجة و الصعبة للبشرية. اليوم يواجه عالمنا تحدّيات كبيرة: فالفقر يتزايد، و النزاعات تمزّق المجتمعات، متسبّبةً بمعاناة كبيرة للملايين من النساء والرجال، والتطرّف العنيف في تصاعدٍ، والشعوب تواجه أكبر أزمة نزوح ولجوء وتشرّد، والتراث الثقافي العالمي يتعرّض لهجوم غير مسبوق للقضاء على رسالة التسامح والحوار الذي يجسدها، وكوكبنا يواجه ضغوطًا متزايدة جرّاء التغير المناخي”. وأردفت شهاب: “إنّ هذه التحديات تضعف أسس السلام وتبرز الضرورة الحيوية للعمل الجماعي، مسترشداً بقيم ومبادئ الأمم المتحدة “. وأضافت: “بالرغم من هذه التحديات، نحن متفائلون إذ أنّ الغالبية العظمى من الشباب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في هذه المنطقة، يتوقون إلى السلام والأمن ويتمسّكون بحقوق الإنسان والحوار”.

ثمّ توجّهت شهاب الى الشباب في المنطقة العربية وفي لبنان، فقالت: ” في غالبية الدول الغربية، يبلغ متوسط العمر 40 عامًا. إلّا أنّه في العالم العربي، بما في ذلك لبنان، يبلغ متوسط العمر أقل من 30 عامًا. أنتم تشكّلون أكبر جيل من الشباب في التاريخ. أمثالكم من الشباب والشابات يبثّون طاقة إيجابية وروحاّ جديدة وإبداعًا وديناميكية في المدارس و الجامعات وأينما حللتم”.

وختمت شهاب بالقول: “في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بأسره بإعادة التفكير في أنظمة التعليم والمحتوى التعليمي، وفي الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن المهارات المطلوبة في القرن الحادي والعشرين، تكتسب مهارات الوساطة والحوار والتفكير النقدي والاتصال والتواصل أهمية قصوى. إنّ هذه المهارات تمكّن الشباب من مواجهة أبرز تحديات عصرنا كما من انتهاز الفرص. هي أيضاً

تساهم في مساعدتهم في الدفاع عن التنوع الثقافي وتعزيز ثقافة الحوار والسلام في مواجهة العنف والانقسام والكراهية. لهذه الأسباب نحن في اليونسكو نشجّع وندعم مسابقة الوساطة، إيماناً منّا بأهمية هذه المبادرة وأهدافها”.

وتحدّث المدير الإقليمي للوكالة الجامعية للفرنكفونية السيد هرفي سابوران عن دور الوكالة في نشر ثقافة الحوار وشدّد على أنّ من أولويات الوكالة دعم المبادرات التي ترمي الى تعزيز دور الجامعات كعامل سلام من خلال تعليم الطلاب الوساطة كسبيل لتسوية الأزمات والنزاعات.

بدوره، أكّد نائب رئيس جامعة القدّيس يوسف الأب ميشال شوير أنّ “الوساطة هي السبيل الأمثل لتعزيز التفاهم وبناء السلام”. كما شدّد على الدور الذي يلعبه المركز المهنيّ للوساطة في ما يتعلّق بنشر الوساطة وتقنيّاتها وتعلّمها في الجامعة لا بل أيضًا في المجال القانونيّ والأنظمة القانونيّة وصولاً إلى المدارس والمنظّمات والمؤسّسات الأكاديميّة الأخرى المعنيّة بتعزيز روح الوساطة كبديل وكرسالة لنشر السلام.

التُقطت صورة تذكارية للمتبارين قبل أن يبدأوا المسابقة. و سيتمّ الإعلان عن الفرق الرابحة في
أيار 2019 في حفل توزيع للجوائز.

فيديو اليوم