Menu

محطات فى حياة الراحلة محسنة توفيق .. عاشت 80 عاما وابدعت فى 70 عملا

أعمال عديدة وهامة في تاريخ الدراما والسينما المصرية شهدت على أدوار أدتها “محسنة توفيق” عن الشارع ومن أجل الجمهور فقط وصلت لنحو 70 عملا، منها “الوداع يا بونابرت” و”قلب الليل” و”إسكندرية ليه” و”من عظماء الإسلام” وفي السنوات الأخيرة “أم كلثوم” و”المرسي والبحار” و”أهل إسكندرية” التي تعتقد أنه واحد من أفضل أدورها

كان أكثر أعمالها قربا لقلبى دورها فى مسلسل الوسية مع الفنان احمد عبدالعزيز وتمنيت لقائها وكانت المرة الوحيدة التى رأيتها فيها حينما صعدت الفنانة الراحلة محسنةتوفيق  ناحية المسرح من أجل التكريم، كانت السيدة الثمانينية تستند على عكاز، تتقدم ببطء ناحية المنصة، أمسكت بالجائزة وعيناها تفيض بالسعادة قبل أن تُطلق تعليقًا يُلخص مسيرتها المجيدة في الفن “تكريمي هو اعتراف بفضل الناس عليا، لأن لولا محبتهم واستقبالهم ليا من أول شغلي مكنتش بقيت موجودة ولا كبيرة ولا مهمة” رجفة سرت في قلوب من نَظر إلى عيناها وسمع كلماتها الصادقة في تلك اللحظة

كانت الفنانة الراحلة تؤمن الفنانة الكبيرة بأن الشارع هو المكون الأهم في حياة أي موهوب، منذ طفولتها عايشت ذلك، لم تكن بعيدة عن الناس وحكاياتهم “كنت أحب أنزل الشوارع، أروح الأماكن الشعبية، أو أركب التروماي عشان أتواصل معاهم” تسكن رفقة أسرتها في شارع الملكة ناظلي -رمسيس حاليًا- تقضي ساعات من يومها في الجلوس على النافذة “كنت أتفرج على الناس وهي رايحة جاية، أتأملهم واحكي معاهم وأشوف عيونهم بتقول إيه” هكذا تشّكل وعيها منذ الصغر وبات التعبير عن الشارع هو همها

فُرصتها الأولى في الفَن جاءت صدفة غير أنها سريعا ما أدركت أن تلك المهنة هي سبيلها للوصول إلى أكبر قدر من الناس والتواصل معهم بصورة مستمرة “معروف عني إني بغني كويس، مرة إدوني دور كبديلة عن طالبة في المدرسة، لما روحت البيت بتدرب لقتني مسحورة، حسيت بحاجة غريبة مفهمتهاش” في اليوم التالي حينما قامت بتأدية الدور تم اختيارها لتُصبح هي البطلة “ثم حصلت على جايزة مخصوص عشان الدور ده” فكانت إشارة واضحة للمسار الذي يجب عليها اتباعه

بعدما احترفت التمثيل، لم يكن الكيف هو ما يُشغلها، الأهم المضمون؛ ذهبت دائمًا للأدوار التي تُشبهها وتُحدث فارقًا مع الجمهور “عشان كده كانت أدواري أكتر في المسرح لأنها أحلى مع إني بحب السينما” على المسرح تُعطي بإخلاص، تتقمص شخصياتها ببراعة، تمنح الدور من روحها وإحساسها وثقافتها “بيحصل تفاعل مع الجمهور، بنبقى سوا، بنوَلد لحظة وبنتولد فيها” لذا أجادت في مسرحيات “طيور الحُب” و”منين أجيب ناس” و”المعجزة الكبرى” وغيرها من الأعمال، غير أن أقربهم إلى قلبها مسرحية مأساة جميلة “جيلي كان مبهور بثورة الجزائر وفرحت إني بقدم دور جميلة أبو عزة، رفيقة المناضلة جميلة بوحريد”

في أعمال المخرج الكبير يوسف شاهين، بات علامة مميزة في تاريخ الاثنين، يرى أن لديها موهبة بالغة العذوبة في التعبير عن الشخصيات التي تؤديها، وتعتقد هي أن سر تلك “الكيميا” بينهما “إن جو إحساسه بالناس عالي، اتملى من جواه مين الشعب ده وإزاي يتحكي عنه” شخصية “بهية” في فيلم العصفور كانت مثالا حيًا على ذلك، فتحول فيما بعد إلى أيقونة لدى صناع السينما  “فاكرة في مشهد المظاهرات، إني قررت يوم التصوير إن بهية متعيطش، إنها تسند وتصرخ وتهاجم بس متبكيش، لكن أول ما الكاميرا اطفيت، أنا كمحسنة بكيت بحرقة” كان لزاما أن تتماسك بهية كما وقف الشعب المصري حينها عقب النكسة

كانت الحياة وتخاف الموت، لكنها في الوقت نفسه ترفض أن تعيش وهي مريضة، حياتها مرتبطة بالشارع والتواصل مع خَلق الله “لو فارقت المشي في الشوارع والأماكن اللي بحبها هتبقى مسألة مرعبة أوي بالنسبالي” مؤخرًا عانت السيدة الجميلة من المرض، لم يطلّ الحال كثيرًا، فارقت الحياة عن عُمر يناهز الثمانين، لكنها باقية في قلوب الناس والشارع

فيديو اليوم