نظمت ” جمعية إنماء الدامور”، وبرعاية بلدية الدامور، في دير راهبات القلبين الأقدسين في الدامور، الإحتفال الصحافي الكبير تحت عنوان ” تاريخ الصحافة الدامورية”، وتخلله تكريم لعدد من الوجوه الإعلامية، بحضور النائب فريد البستاني، النائب السابق ايلي عون، الوزير السابق طارق الخطيب، والوزير غسان عطالله، اللواء ابراهيم بصبوص، نقيب المحررين جوزف قصيفي، مدير الإذاعة اللبنانية محمد غريب، رئيسة دير راهبات القلبين الأقدسين الأخت راغدة الأسمر ورهبان وراهبات وحشد من الاعلاميين ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.
استهل الحفل بالنشيد الوطني وكلمة ترحيبية لعريفة الحفل الأعلامية ميراي عيد، التي أشارت إلى “انه على مدى أكثر من مئة وخمسين عاما والصحافة اللبنانية متميزة،
متميزة، منذ العهد العثماني مروراً بالإنتداب الفرنسي وصولا الى عهد الإستقلال وما بعده”، ورأت “أنه لطالما شكلت الصحافة اللبنانية مصدرا للقلق وكابوسًا لأنظمة عربية حاكمة، قدم خلالها أهل الصحافة تضحيات كبيرة دفاعًا عن الوطن والإستقلال والعروبة، فمنهم من دخل السجن وواجه كل أنواع التعذيب والاضطهاد، ومنهم من قتل بأبشع الطرق”، ولفتت الى “أن الجسم الصحافي في الدامور لم يسلم من هذا، وقدموا خيرة الصحافيين قربانا على مذبح الوطن”، مؤكدة “انهم كانوا عباقرة الكلمة”. وفي كلمة للإعلامي منصور عون اعتبر “ان الصحافي لا يهرم، فهو ابن الكلمة والحق والحقيقة،” وتناول مسيرته الإعلامية التي امتدت لعشرات السنين الطويلة”، كما نوّه بدور الإعلاميين وتنوعهم من كل مناطق لبنان ومؤسسات مختلفة، يجمعكم شيء واحد هو محبة لبنان والعمل في سبيله”.
ثم جرى عرض فيلم وثائقي عن الدامور عبر التاريخ. من إعداد الزميلة ميراي عيد إخراج وتنفيذ
الأستاذ وائل خليل
ثم القى رئيس “جمعية إنماء الدامور” جو رزق الله كلمة شكر فيها البلدية على رعايتها الحفل، وقال:” في بلدة كالدامور وبتاريخها العريق والقديم، نحاول ونسعى ان نعطيها بعضا من حقها، وكيف لا ونحن جيل تربى بشوارعها وعاش بأزقتها وعايش مجدها وتألقها. نعم باستطاعتنا القيام بالكثير، ونحن نعلم الحاجات”.
وأكد “ان مستقبل الدامور لا يبنى الا بالمحبة والتعاون، والمستقبل لا يصنعه الا الأقوياء، فنحن كجمعية انماء الدامور وكنادي نصنع شيء للمستقبل”، ونتمنى “ان نكون وضعنا حجر الأساس للعمل، فتاريخنا حافل وغني وواجب علينا ان نتذكره وننقله الى الأجيال القادمة، فمن لا يفتخر بتاريخه وماضيه لا مستقبل له”. وفي كلمة لنقيب المحررين جوزف قصيفي قال: “الدامور تعني لي الكثير، فهي ضحية الجغرافيا، وضحية وظيفتها التاريخية كهمزة وصل بين بيروت والجبل والجنوب، وقد دفعت الثمن غاليا من دم أبنائها، كما دفعت عبر التاريخ أثمانا باهظة، عندما تقدم الشهيد الأول سعيد فاضل عقل برأسه المرفوع الى حبل المشنقة ولسان حاله يردد “يا مرحبا بالموت يأتي مرحبا ان يكن حب بلادي السبب”.
واشاد بكل ما يقوم به الأستاذ فيليب حتّي من اجل إحياء الذاكرة الدامورية، وخصوصًا إحياء ذكرى الصحافيين الداموريين، ولكن اعتذر من أغفل ذكرهم، استاذي في جريدة البيرق هذا الشهم الذي تعلمت على يديه الصحافة، ذاك المضحي الانسان النبيل الاستاذ ايلي فؤاد رزق الله، رحمه الله، وأتمنى ان ينقش اسمه يوما على صخر الدامور، لأنه يستحق ذلك، لأنني أعرفه جيدا، فهو ولد شهما وعاش كريما ومات فقيرًا، ولكنه دائما مرفوع الرأس وعالي الجبين كأرز لبنان. كما أذكر ايضا من عملت معه المرحوم انطوان شويري، رئيس تحرير جريدة الاحرار وصاحب وكالة الانباء المصورة، وابن شقيقه رفيق عمري ودربي ميشال شويري، الذي قضى وهو في ميعة العمر، وكان صحافيا في جريدة الانوار والبيرق والأحرار وفي وكالة الانباء المصورة”.
وأكد قصيفي “اننا نتوسم خيرا من العديد من ابناء الدامور، ومستقبل زاهرا من اجل انماء الصحافة والوطن ومن اجل تجديد الصحافة بدم ذكي ونقي كدم الشهداء”، شاكرا البلدية والجمعية لهذا الحفل”. وتحدث رئيس البلدية فشكر رئيسة الدير الأخت غادة الأسمر، ، كما شكر الاستاذ فيليب حتّي الداموري المتجذّر صاحب البصمات البيضاء على صفحات الصحافة اللبنانية والدامورية، والشكر الكبير لجمعية انماء الدامور رئيسا واعضاء التي نظمت هذا الحفل.
وشكر وسائل الإعلام وجميع الإعلاميين الذين خصّوا الدامور بحضورهم المشرف ليتعرفوا على تاريخها وحاضرها، لا سيّما من خلال من سبقهم من اهل الصحافة الداموريين الذين رفعوا اسم لبنان بقلمهم الحر، الشكر الجزيل للجميع وللحضور الذي واكبنا هذا النهار لنخلد اسلافنا في رجال الصحافة واعلام الفكر والمعرفة، ولنكرم نخبة من اهل الصحافة تستحق منا كل التقدير في ذكرى الصحافة اللبنانية”.
وقال:” تكريمنا هذا انما هو تكريم لجملة من القيم والرموز، وهو تكريم لأصحاب
الفكر والقلم الحر، المقاوم لعبودية الجهل والكراهية، وهو اولاً وأخيرا تكريم لحرية الرأي في مجتمعنا اللبناني الغني بالتعددية الثقافية والحضارية. وأما أقلامكم ايها الصحافيون فلا بد ان تنتصر بها الديموقراطية، ومعها ينتصر الوطن على كل التحديات، وما أكثرها “.
رسالة من رئيس الجمهورية تلتها الاعلامية ميراي عيد اثناء الاحتفال، كانت قد تلقتها الجمعية من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، موقعة بإسم مدير المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، وجاء فيها: “تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوتكم لحضور الإحتفال الصحافي الكبير تحت عنوان” تاريخ الصحافة الدامورية”، ويسرنا بهذه المناسبة ان ننقل اليكم شكر فخامة الرئيس على هذه الدعوة، وتقديره لجهودكم الهادفة الى احياء تاريخ الصحافة، وتمنياته لكم بدوام التوفيق والنجاح في نشاطاتكم”.
بعدها تم تكريم الصحافة الدامورية والاعلام المرئي لعدد من المؤسسات الاعلامية، فسلم رئيس البلدية ورئيس جمعية انماء الدامور المكرمين الدروع وهم: نقيب المحررين جوزف القصيفي، مدير عام وزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة ممثلا بمدير عام إذاعة لبنان محمد غريب، جلال عساف، نبيل حرب، الدكتور حسين عز الدين، عبد الرحمن عز الدين، محمد غريب، امل الحاضر فضول، جورج عيد، باسمة ابو سرحال، ماجد بو هدير، اندريه داغر، عماد مرمل، مرسيل حتي، علياء نمري، الياس صالح، منير نصر، جوزف المتني، سيزار عقل، مروان المتني، فرنسوا عقل ومنصور عون، ميشال الكيك، منير المتني، ليا معماري، جورج معلولي.
كما تمّ توزيع “بروشير” في الإحتفال أعدته جمعية انماء الدامور وحمل عنوان: الصحافة الدامورية أقلام لن ننساها”، وتضمن اسماء وصور صحافيي الدامور عبر التاريخ وحتى يومنا هذا، تحت عنوان ” من الدامور الى كل لبنان: صحافيون … بحجم وطن وأكثر.”
وفي الختام أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.
وكان سبق الاحتفال وضع أكاليل من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الصحافة في الحديقة العامة مقابل بلدية الدامور. كما كان جولة للصحفيين في الدامور منذ الصباح الباكر تعرفوا فيها على أبرز معالم بلدة الدامور