لم يخطىء السفير البلجيكي في لبنان حين كرّمها بوسام ملكي كأهم إعلامية في الوطن العربي كتقدير للأعمال الإنسانية والبيئية التي أنجزتها خلال مسيرتها علماً بأنها أيضاً دافعت عن حقوق النساء كما ساهمت في أعمال إنسانية خيرية عديدة أبرزها “جمعية دفى” التي واكبتنا في جولة ميدانية داخلها وأطلعتنا على مراحل التعبئة للمواد الغذائية ومواد تنظيفات وغيرها وكلها تتمتع بأقصى درجات التنظيم والنظافة المعتمدة عالمياً من منظمة الصحة العالمية ..كما أكد لنا المسؤولين عن المكان أن إحترازات وقائية إتخذت مع تعقيم بمستوى عال ..وعندما تقدمنا بطلب خاص لدعم عيني كان جوابها إيجابياً ولم تتردد .. وعلى وجه السرعة كانت تنتقل معنا إلى المكان المخصص لإنهاء الخطوات ومعالجتها ..لم ينته الأمر هنا .. إصطحبتنا إلى طابق آخر .. نقاشات وأجوبة على أسئلة ومواضيع إستفسارية تتعلق بمسيرتها السياسية .. شفافيتها أكدت لنا إنتماءاتها الوطنية دونما الرجوع أو الإنتماء لأي حزب كان .. وهنا كانت المفاجأة بالنسبة لنا .. الوطنية بالخيارات الإنسانية والخيرية هو هدفها والإنسان والمواطن اللبناني دونما تعرض لأي فئة انتمى .. تحضيرات على قدم وساق في حلول رمضان المبارك .. لا تقتصر فقط على المساعدات الغذائية بل على تحضير وجبات للصائمين في هذا الشهر الفضيل ..لم يتوقف الأمر هنا فكان إصرارها على دعوتنا ودعوة كل المتطوعين المتواجدين والحرس كما جرت العادة لتناول طعام الغداء على طاولة واحدة بوجود النجم يوري مرقدي الذي يعتبر داعماً أساسياً للجمعية منذ بداياتها ..
ما أثار إعجابي ليس تواضعها الذي عرفته عنها ولكن بقاءها عليه بعد دخولها المعترك السياسي ..رافقتنا في جولتنا وأصرت على وجودها بيننا وشرحت لنا ما يجري بشفافية منذ وصول المواد إلى وضعها في الأكياس وبعدها إلى وضعها في علب جاهزة ونقلها عبر وسائل النقل ثم إرسالها إلى مواطنين لا يربطها بهم سوى المواطنة ..لا تسأل عن هذا وذاك .. ولا يهمها لأي طائفة أو دين أو حزب إنتموا .. كل ما يهمها هو دعوة صادقة من قلب إنسان محتاج .. غدر به الزمن والمسؤولين فمسحت دمعته بكف من وفاء وحنان .. غادرتنا ولم تغادرنا .. أصرت على البقاء معنا حتى نستقل السيارة وفي طريقنا للمغادرة طرح موضوع عن امكانية زيارة الرئيس الفخري “للجنة النجوم من أجل لبنان أفضل” الإعلامي جورج قرداحي في هذا الشهر الفضيل مؤكدة تقديرها وإحترامها له .. وتمنت ذلك قريباً جداً .. غادرنا وفي خيالنا صورة مشرفّة تليق بإنسان من لبنان ..بعدها عدنا ادراجنا وأوصلت الرساله فتلقفها بصدر رحب وأبدى جهوزية تامة عند أول فك للحجر