أطلقت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع اليونيسف والجمعية الأرثوذكسية المسيحية الدولية الحملة الوطنية لدعم الرضاعة الطبيعية، في لقاء خاص في فيلا ليندا سرسق – الأشرفية، هدف للتعريف بأهمية الرضاعة الطبيعية والتشديد على إرضاع الأطفال، تحت عنوان “الرضاعة مهمة، مهمتنا كلنا! واجباتنا ندعمك وحقك تطلبي الدعم” حضره المدير العام لوزارة الصحة العامة الدكتور وليد عمار وممثلة اليونيسف في لبنان تانيا شابويزا وممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان غابرييل ريدنر ونقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون ونقيب الصيادلة جورج صيلي ونقيبة الممرضات والممرضين نهاد ضومط ورئيسة جمعية لاكتيكا ألين أبي نادر وحشد من الإعلاميين المتخصصين في المجال الصحي والاجتماعي.
وقائع اللقاء
بداية كلمة ترحيب من مسؤولة دائرة صحة الأم والطفل والمدارس باميلا زغيب التي قالت إن وزارة الصحة العامة في لبنان ومنظمة الصحة العالمية توصيان الأمهات بإرضاع أطفالهنّ من الثدي حصرًاً طيلة الأشهر الستة الأولــى مــن عمرهــم، ومــن ثــم البــدء بإدخــال المــاء والأغذيــة المكمّلــة ومواصلــة الرضاعــة الطبيعيــة إلــى عمــر الســنتين وما فوق. وقالت زغيب إن شعار الحملة يذّكّــر بــدوره فــي تأميــن بيئــة تعمــل علــى تمكيــن المــرأة مــن الرضاعة الطبيعية، إذ أنها الوسيلة الطبيعية والمثلى لمنح الطفل بداية صحية تحمي الأم والطفل من أمراض عدة وتساهم في بناء مجتمع صحي. ثم تحدثت ممثلة الجمعية الأرثوذكسية المسيحية الدولية ربى خوري فشددت على أهمية زيادة الوعي حول الرضاعة الطبيعية وتشجيع كل من القطاعين العام والخاص لإعطاء تسهيلات للأم لتتمكن من الرضاعة.
شابويزا أما شابويزا فقالت:
إن آخر دراسة استقصائية في لبنان تظهر أن معدل الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى هو 14،8% فقط بين الأمهات اللبنانيات وهذا يعني أن عددًا كبيرًا من الرضع في هذا البلد محروم من أهم العناصر التي تسهم في صحتهم ونموهم. وقالت إنه لتغيير هذا الوضع، نحن بحاجة إلى العمل سويًا وتغيير المفاهيم والممارسات الإجتماعية والعمل أولا وقبل أي شيء مع المجتمعات المحلية والأسر لتشجيع المزيد من النساء على الرضاعة الطبيعية. فإن الرضاعة الطبيعية، بالنسبة لليونيسف، هي إحدى الأولويات الرئيسية. لذلك نحن سعداء للغاية من مشاركتنا في المناقشات والتخطيط مع وزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية والشركاء المحليين لتحسين الرضاعة الطبيعية الحصرية في لبنان. وتابعت شابويزا أن توسيع نطاق الرضاعة الطبيعية يمكنه أن يسهم في إنقاذ 823 ألف طفل دون الخامسة من العمر سنويًا. واليوم هو تذكير لنا أن هذا الأمر يعنينا جميعًا، وأن صحة أطفالنا هي مسؤولية كل واحد منا. يجب علينا استخدام كل وسيلة وطريقة وفرصة لاستعادة ثقة الأم وتشجيعها على الرضاعة الطبيعية حصرًا للأشهر الستة الأولى ومواصلة رحلة الرضاعة الطبيعية لمدة سنتين أو أكثر.
كلمة حاصباني
ثم ألقى الوزير حاصباني كلمته فقال إنه أراد أن يرتدي إطلاق الحملة الوطنية للتشجيع على الرضاعة الطبيعية طابعًا خاصًا فلا يمر مرور الكرام بل يعكس الأهمية القصوى للرضاعة بالنسبة إلى المجتمع، خصوصا أن صحة الأطفال هي البداية للتأسيس لصحة قوية للمجتمع. وتابع حاصباني أن الرضاعة الطبيعية ليست مفيدة للأمهات والأطفال فحسب، بل إن لها أهمية بالغة في سبيل تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة؛ إذ إنها تحسن التغذية وتقي من وفيات الأطفال وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض غير السارية وتدعم النمو الإدراكي والتعليم. كما أن الرضاعة الطبيعية تمثل كذلك محفزًا على القضاء على الفقر وتعزيز النمو الإقتصادي والحد من عدم المساواة. وقال وزير الصحة العامة إن الرضاعة مفيدة أيضا للإقتصادات الوطنية حيث تساعد على تقليل تكاليف الرعاية الصحية وتحسّن التحصيل الدراسي وتزيد في نهاية المطاف من الإنتاجية. والرضاعة الطبيعية هي في الواقع أحد الإستثمارات المتاحة العالية المردود؛ حيث يدرّ كل دولار يُستثمر في دعم الرضاعة الطبيعية نحو 35 دولارًا في شكل عوائد اقتصادية في مختلف البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وعلى العكس من ذلك، يتجلى انخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية في مليارات الدولارات التي تمثل خسارة في الإنتاجية وتكاليف الرعاية الصحية الموجهة إلى علاج الأمراض التي يمكن توقيها والأمراض المزمنة. وأعلن الوزير حاصباني أنه اعترافًا بالدور الحاسم التي تؤديه الرضاعة الطبيعية، إلتزمت وزارة الصحة العامة بالعمل على تحسين معدل الرضاعة الطبيعية في لبنان من خلال خطة وطنية لدعم تعزيز وحماية الرضاعة الطبيعية وقد نفذت هذه السنة سلسلة خطوات تتمثل بالتالي: أولا- إدخال الخطوات العشر لمبادرة المستشفيات الصديقة للطفل ضمن معايير الإعتماد للمستشفيات في لبنان. ثانيًا- تطبيق المبادرة في 16 مستشفى حكوميا وخاصا ومواكبتهم حتى إتمام الخطوات العشر والوصول إلى مرحلة الإعتماد، وقد أتت هذه الخطوة بعدما تم تحليل الوضع الراهن لجميع المستشفيات وتم انتقاء المستشفيات الستة عشر بناء على النتائج. ثالثا- تنظيم ورشة عمل لتأهيل مدربين على شهادة “مدرب مقيم” من مختلف المنشآت الصحية بهدف تطبيق وتقييم المبادرة في المستشفيات. رابعا- تدريب المفتشين الصيادلة على تطبيق القانون 47 الذي يهدف إلى الإهتمام بتوفير التغذية المأمونة والصحية للرضّع والأطفال اليافعين عن طريق حماية وتشجيع ودعم الرضاعة الطبيعية، وضمان الإستعمال السليم لأغذية الرضّع والأطفال والأغذية التكميلية عندما تدعو الحاجة إليها إستنادًا للمعلومات المناسبة وتوفير المعلومات الملائمة والتثقيف للأهل والعمال الصحيين في مجال صحة وتغذية الرضّع والأطفال اليافعين وذلك من خلال تنظيم ممارسات التسويق ووالتوزيع بما يتلاءم مع ذلك الهدف. أما خامسًا فأتى إطلاق الحملة الوطنية لدعم الرضاعة الطبيعية تحت عنوان “الرضاعة مهمة، مهمتنا كلنا! واجباتنا ندعمك وحقك تطلبي الدعم” لأننا جميعًا – الحكومة ومتخذي القرارات والشركاء في التنمية والجهات المهنية والأوساط الأكاديمية والإعلام والدعاة وأصحاب المصلحة الآخرين – يجب أن نعمل معًا لتعزيز الشراكات القائمة واستحداث طرق جديدة للإستثمار في الرضاعة الطبيعية ودعمها من أجل مستقبل أكثر استدامة.
نادين حاصباني
ختامًا تحدثت السيدة نادين حاصباني كأم لثلاثة أولاد واختصاصية تغذية فشددت على اهمية الرضاعة الطبيعية وانعكاساتها الإيجابية سواء على نمو الطفل وتقوية مناعته ووقايته من الأمراض المزمنة عندما يكبر، أم على الأم التي تساعدها الرضاعة على حرق الدهون والسعرات الحرارية التي كدستها خلال فترة الحمل، كما أنها تقلص الرحم وتعيده إلى حجمه الطبيعي الذي كان عليه قبل فترة الحمل. وشجعت السيدة حاصباني الأمهات على الرضاعة التي تعزز العلاقة بين الأم والطفل، مضيفة أن الرضاعة مسؤولية اجتماعية وإنسانية ليكون عندنا مجتمع صحي قدر الإمكان.