أعلن عن نجاح أول عملية زرع رحم في لبنان والشرق الأوسط في مستشفى “بلفو”
اعتمدنا آلية وضعت للمرة الأولى في تاريخ لبنان على عكس ما كان يحصل في السابق من محاصصات واتفاقات تحت الطاولة حاصباني وصف الحملة المنظمة ضد وزارة الصحة بالإفتراءات السياسية الضيقة: وضعنا مجهودًا كبيرًا لإقرار خطوات إصلاحية وشفافة فيما كانت العادة إقرار منافع مناطقية وحزبية ومذهبية.
المقدمة .
تمت بنجاح أول عملية زرع رحم في لبنان والشرق الأوسط وشمال افريقيا، وذلك في مركز “بلفو” الطبي في لبنان، على يد فريق من الأطباء المتخصصين هم من أهم الخبراء في المجال، بالتعاون مع فريق طبي من السويد ترأسه البروفيسور ماتس برانستورم والطبيبة اللبنانية الأصل رندة عاقوري.
وكانت العملية قد أجريت في الشهر الماضي لريهام، وهي سيدة أردنية في سن 26 سنة، تبرعت لها والدتها التي في سن 50 سنة برحمها. وقد تمت عملية استئصال الرحم خلال 12 ساعة، فيما استغرق زرعه لريهام 6 ساعات.
وقد خضعت ريهام إلى مراقبة طوال شهر للتأكد من عدم تعرضها لمضاعفات ناتجة عن عملية الزرع. وسيكون على المتلقية أن تنتظر مدة 9 أشهر قبل أن تلجأ إلى عملية التلقيح الاصطناعي، بعد أن تم تجميد بويضاتها في المختبر وفق الإجراءات السليمة المطلوبة.
وتأتي هذه العملية لتعيد الأمل إلى نساء كثيرات كن فقدن الأمل بالإنجاب نتيجة إصابتهن باختلال أو مشكلة في الرحم. وتشير التقديرات إلى أن عددهن في المنطقة هو 100000 سيدة قد يكن بحاجة إلى إجراء عملية من هذا النوع.
وتجدر الإشارة إلى أن المرأة التي تخضع لهذه الجراحة تحتفظ بالرحم المزروع لديها حتى تنجب أطفالها، ثم يتم نزعه، لتتجنب بذلك إعطائها أدوية كابنة للمناعة للمدى الطويل.
وتضع هذه العملية لبنان في قائمة الدول العشر الأولى عالمياً التي تعيد إلى النساء الأمل بالإنجاب. إذ أن 10 مراكز في العالم فقط قامت حتى اليوم بعمليات زرع رحم، بحيث أصبح لبنان البلد الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يجري هذه العملية ويحقق إنجازاً من هذا النوع.
المؤتمر في مستشفى بلفو
برعاية وحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني نظم مستشفى ومركز “بلفو” الطبي مؤتمرًا صحافيًا تم خلاله الإعلان عن نجاح أول عملية زرع رحم في لبنان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك بمشاركة المدير الطبي ونائب الرئيس عن الشؤون الطبية في المستشفى البروفسور غسان معلوف والمدير التنفيذي نايف معلوف وبحضور نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون وعدد من مسؤولي المستشفى والأطباء العاملين فيها ومعنيين. وقد استهل نائب رئيس مجلس الوزراء كلمته مهنئًا لبنان على هذا الإنجاز الجديد للقطاع الصحي والفريد من نوعه الذي يجعله سباقًا، إذ إن عشرة مراكز فقط في العالم قادرة على القيام بعمليات زرع الرحم، ما يجعل لبنان أولا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويعطي الأمل للسيدات اللواتي يردن أن يصبحن أمهات بالإنجاب. أضاف وزير الصحة العامة أنه عندما استلم وزارة الصحة وضع خطة للعام 2025 هدفها أن يبقى لبنان سباقًا بالإبتكارات والإنجازات والإبداعات الصحية وأن تكون في لبنان سياحة إستشفائية متطورة. وبالفعل، فإن لبنان يلعب من خلال هكذا عمليات دورًا أساسيًا، مؤكدًا أنه تم وضع أطر تنظيمية واضحة جدا حول عملية زرع الرحم التي حصلت بمشاركة ومتابعة من قبل اللجنة الوطنية لوهب الأعضاء ووزارة الصحة العامة بهدف التأكد من أن كل الإجراءات المتعلقة بزرع الأعضاء في هذه العملية سليمة من الناحية الأخلاقية وتعتمد المعايير الدولية المتبعة في هذا الخصوص للمحافظة على سلامة المريض وحقوقه. ووجه الوزير غسان حاصباني التحية للفريق الطبي في مستشفى بلفو وقال: “إن هذا الفريق كان حريصًا على أن تجرى العملية ضمن الإطار الصحيح ما يسهم في إعطاء صورة مشرقة عن لبنان من ناحية الإنجازات رغما عن كل الذين يبذلون جهدهم من داخل لبنان أو من خارجه لتشويه صورة لبنان والتشويش على الذين يعملون بالأسلوب الصحيح. ونحن نقول لهؤلاء: غصبا عنكم، إن الذين يعملون بالشكل الصحيح سيجعلون من صورة لبنان صورة مشرقة وصحيحة! وتابع وزير الصحة العامة مضيفا: أنا شخصيًا وضعت مجهودًا كبيرًا جدا في وزارة الصحة العامة للإنطلاق قدمًا بخطوات عدة إصلاحية وواضحة وشفافة منها السياحة الإستشفائية وتطويرها وذلك بالرغم من الذين يحاولون تشويه صورة القطاع الإستشفائي لأغراض سياسية ضيقة ومنافع مناطقية أو مذهبية أو حزبية إعتادوا عليها في السنوات الماضية من دون أن يقوم أحد بخطوات إصلاحية. أضاف: “قمنا من جهتنا بإنصاف المستشفيات التي كانوا قد همشوها على حساب مستشفيات أخرى لسنوات عدة وذلك من خلال اعتمادنا آلية وضعت للمرة الأولى في تاريخ لبنان على عكس ما كان يحصل في السابق من محاصصات واتفاقات تحت الطاولة بين جهات معنية بهدف ترتيب أوضاع بعض المستشفيات وإهمال مستشفيات أخرى ما كان ينعكس إجحافًا بحق المرضى الذين يقصدون هذه المستشفيات التي لم تكن قادرة على تطوير نفسها طبيا. ولكن كثيرين لم يعجبهم هذا الأمر فبدأوا برمي الإفتراءات والأكاذيب بهدف تضليل الرأي العام ولكننا واثقون بأن الرأي العام اللبناني يعرف أين تكمن الإنجازات ومن يعمل لصالحه وللصالح العام، بهدف تطوير القطاع الطبي”. ولفت وزير الصحة العامة إلى أن الدليل في ذلك يتمثل بالتقارير الدولية الآنية والتي تقول إن لبنان يحتل المرتبة الأولى في العالم العربي والمرتبة الثانية والثلاثين على المستوى الدولي. وهذه المرتبة الأخيرة تعني أنه متقدم ببضع نقاط على الولايات المتحدة الأميركية من ناحية الخدمات الصحية. وهذا الواقع يدفع إلى توجيه التهنئة للبنان ولكل من يعملون بصدق لتطوير القطاع الصحي. وتابع الوزير حاصباني: ان لبنان لا يعمل فقط على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي ايضا لتحسين حياة الإنسان وقد كانت الدكتورة رندة عاقوري في طليعة القائمين بالأبحاث التي تحصل على المستوى الدولي في إطار عمليات زرع الرحم؛ وهذا ما يجب أن يبقى في مقدمة الإهتمام بعيدًا عن المنافسة والأكاذيب والإفتراءات السياسية لأن القطاع الصحي هو قطاع الإهتمام الإنسان وليس قطاعًا خاضعًا للتسييس والمناكفات بل هو قطاع أولويته حياة الإنسان وصحته”. وأكد وزير الصحة العامة أننا مستمرون في وضع حياة الإنسان وصحته أولوية لدينا بالرغم من كل ما يحدث ويقال لأن هذه أولوية وطنية ويجب على كل مسؤول في الدولة أن يكون مسؤولا حقيقيًا سواء كان سياسيًا أو إداريًا أو علميًا متخصصًا أو إعلاميًا. ولفت إلى أننا نعول على الإعلاميين الشرفاء الذين يعملون بالمنطق والتحليل الصحيح من أجل الوصول إلى الحقيقة ونقل الصورة الحقيقية للمواطنين فلا يخاف هؤلاء من الأكاذيب التي تهز ثقتهم بالقطاع الصحي، بل على العكس إنهم بأياد أمينة، مع جسم طبي صالح ونقابات ومستشفيات متطورة، ومع وزارة تقوم برعاية كل هذه الأمور بشكل شفاف وعادل بالرغم من كل المحاولات التي تحاك حولها. وقائع المؤتمر الصحافي وكان المؤتمر الصحافي قد استهل بالنشيد الوطني اللبناني وتحدث المدير الطبي ونائب الرئيس عن الشؤون الطبية في مستشفى ومركز بلفو الطبي البروفسور غسان معلوف قائلا: ” نحن فخورون جدا بأن يكون مستشفى ومركز بلفو الطبي بارقة أمل للبنان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا ومسرورون جدا بنجاح أول عملية زرع رحم تضع لبنان في قائمة البلدان العشر عالميا التي تعيد الأمل للنساء غير القادرات على الإنجاب. نشكر الثقة التي وضعتها وزارة الصحة بالمستشفى وثقة الفريق السويدي الذي نقدر جهوده إضافة إلى جهود الأطباء اللبنانيين والطاقم التمريضي والعاملين في المستشفى الذين أثبتوا جدارة ومهنية عالية“.