بعبدا في التاريخ:
إن كلمة بعبدا تعني باللغة الآرامية بيت العابد أي الناسك أو المتعبد لربه، تعد بعبدا من أهم المدن أو البلدات اللبنانية فهي تضم أهم المراكز الحكومية والإدارات العامة، والأهم أنها تضم بيت لبنان كله القصر الجمهوري رأس الهرم، وسرايا بعبدا المبنى الأثري الرائع حيث تحاكي جدرانه سنين وسنين من تاريخ لبنان، كذلك توجد في بعبدا وزارة الدفاع، مديريات الجيش اللبناني، قصر العدل في بعبدا، قيادة منطقة جبل لبنان، المالية وتوابعها، العقارية والمساحة، مركز بلدية بعبدا، مركز المحافظة والمحافظ، أمن عام المحافظة، غرفة عمليات سرية بعبدا، فصيلة درك بعبدا مخفر بعبدا – (الشرطة)، مخفر قصر العدل، سجن النساء، مفرزة بعبدا القضائية، مركز الأمن العام، جهاز أمن الدولة، مصلحة الصحة في جبل لبنان، المنطقة التربوية في جبل لبنان، قسم نفوس جبل لبنان، مأمور نفوس بعبدا، غرفة نقابة المحامين في بعبدا، منظمة الأغذية العالمية ومركز الاتحاد الأوروبي.
مستشغى بعبدا الحكومي وعمره سنين وسنين من ايام المتصرفية والى اليوم يستمر بالنجاح والنجاح يستقبل الزوار من كل لبنان ويعتبر من أهم وأقدم المستشفيات الحكومية في لبنان…
وأما الكنائس دير مار أنطونيوس للرهبان الأنطونيين ويعتبر من أقدم الأديرة الأثرية في المنطقة، كنيسة مارعبدا وفوقا، دير الوحدة للراهبات كاتدرائية الملاك روفائيل التابعة للمطرانية الكلدانية، كنيسة سيدة الزروع( في الجامعة الأنطونية).
وأما البيوت القديمة فمعظمها يحافظ على القرميد الأحمر في البناء. هي بعبدا الحلوة قطعة من سماء لبنان والى كل العالم بلدية بعبدا في التاريخ هي البلدية الثانية التي تم إنشائها بعد دير القمر وكان لموقعنا عفكرة هذا اللقاء مع رئيس بلديتها المحامي” أنطوان الياس الحلو” الذي سافر الى كندا طالباً للعلم وهو يرى أنّ الهجرة لأجل العمل ليست دائمة بالضرورة، أحبه أهل قريته لتواضعه ورصانته، واليكم مجريات الحديث.
كيف تعرف عن نفسك لمن لا يعرفك؟
إنسان مؤمن بالله شعاري التواضع والمحبة لأن الحياة تمضي بسرعة وبلمح البصر يمر العمر والساعات لذلك علينا دوماً ترك بصمة خير في رزنامة الأيام بصدق وحب، أحب بلدتي وأهلي وناسي وهدفي نشر الفرح في قلب العجائز في بعبدا والإهتمام بهم وان أكون قريباً من الجميع وللجميع صغاراً وكباراً وجاهز للمساعدة على الدوام في كل الميادين من تعليم وطبابة ومساعدات وثقافة الخ، أتطلع دوماً لما هو الأفضل لبعبدا الغالية الحلوة بشوارعها وطرقاتها وترائها ومناخها ونظافتها ليجتمع جميع أبناء هذه البلدة الراقية ويطيب لهم العيش والبقاء ونؤسس للأجيال القادمة أرضية متينة وبصمة غنية يشقون من خلالها الطريق على أفضل وجه بكل إخلاص ليستمر العمل البلدي بمعناه الجامع لللإنسان وليبقى تراثنا الذي نغتني به وورثناه في أيدي أمينة لتستمر الرسالة من جيل الى جيل..
عميق جداً الأثر الذي تركه في جوفك البيت الخدماتي المفتوح لـ 22 وعشرين عاماً؟
البيت المفتوح والخدماتي لكل هذه الفترة من الزمن أصبح خبزي اليومي و جزء مني ومن روحي، أكسبني وعلمني رحابة الصدروأن أكون قريب من الناس في أحزانهم وأفراحهم ووجعهم، علمني حسن الإصغاء والإستماع الى كل المشاكل والعمل على حلها بعقلانية وإيمان للوصول الى الحلول المناسبة دون بنضوج كبير وجعل المساحات المشتركة واسعة جداً وتضييق الخلافات، علمني أن أكون جاهزاً في أي وقت من النهار أو الليل لللإستماع لأي شخص من أبناء بلدتي والعمل على مساعدته في حل مشكلته دون أي تأفف بكل محبة وإيمان وتواضع، لأن العمل في الشأن العام هو لأجل الناس وللناس ولتقدم البلدات ولخيرها وليس للمراكز لأن الإنسان بعقله وإيمانه القوي يصنع مركزه القوي وليس العكس أبداً…
بين لبنان وكندا الفرق؟
لكل بلد في العالم تاريخه وثقافته وصراعاته وهكذا هو الحال فلبلدي الحبيب لبنان تاريخه الكبير على صعيد الثقافة والفن و العلم والطب الخ. وبالنسبة لكندا فهي بلاد واسعة وكبيرة لها تاريخها نجاحاتها تضم عدد كبير من اللبناننين نجحوا في مختلف الميادين، ونأمل على الدوام أن تكون هذه الهجرة ظرفية إقتصادية مؤقتة، وأن نبقى على علاقة مع جزورنا وأن يبقى بيت الجد والجدة والعائلة دوماً مفتوحاً لإستقبال الأبناء. وحتى على صعيد الصراعات فكندا عرفت صراعات كبيرة بين اللغة الإنكليزية والفرنسية، وهنا في لبنان يخضنا صراع طائفي كبير في حين أن الله واحد والدين هو المعاملة الحسنة بين الأفراد إنطلاقاً من حرية الدين والمعتقد وعلينا بالمحبة والسلام وإحترام الأخر للنهوض بوطن سليم يحضن كل أبنائه من لبنان الى كل العالم.
الأهداف التي تحب وتعمل على تحقيقها لأجل بعبدا ؟
1وضعنا الأسس المهمة لإنشاء مجمع رياضي ثقافي إجتماعي سأقدم له الأرض وكل ما يلزم ليبصر النور هذا المشروع الذي يؤمن إلتقاء أهل بعبدا مع بعضهم البعض، ويخلق النشاطات الرياضية والثقافية، ويعزز التلاقي بين الناس ويجمعهم في بلدتهم..
2أسعى بكل جهد لإنشاء مكان لائق وحضاري وإنساني للمسنين لأنه من المهم جداً أن نحترم حقوق المسن كإنسان له الحق بمكان يحضنه بمحبة وإحترام، والإنسان المسن أو الذي يكبر في السنين لا يعني أنه بات ماضي وعليه عدم الخروج بل على العكس يجب أن يلتقي مع غيره من الرفاق ممارست النشاطات والتكلم والتعبير والشعور بالراحة والفرح.
3بلدة بعبدا تضم معظم دوائر الدولة وللتخلص من زحمة السير عملنا على شراء أرض مساحتها 2000متر مربع لإنشاء مبنى لمواقف السيارات، يتألف من 7 طوابق ويتسع لحوالي 800 سيارة، مما يسهل أمور المواطنين ويخفف من الإزدحام..
4 تم إنشاء البنى التحتية لبلدية بعبدا في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وهي اليوم باتت قديمة ولا تستوعب النمو البشري والسكني الجديد في المنطقة. ولمواكبة هذه التغيرات بدأت وزارة الطاقة بتحديث شبكة الصرف الصحي في المنطقة، بالتعاون مع البلدية حتى إذا كان هناك أي حاجة لتمديد خطوط للهاتف أو الألياف البصرية أو الكهرباء أو المياه أو سواها، يتم معالجتها ضمن خطة مسبقة كي لا نكرر أعمال الحفر من جديد ويكون كل شيء ضمن خطة ودراسة للحصول على افضل النتائج.
5 قامت البلدية بوقف كافة تراخيص البناء الجديدة، وأطلقت دراسة لمسح عدد السكان، وعدد الوحدات السكنية، وإمكانيات الصرف الصحي والمياه والكهرباء والمواصلات والمساحات الخضراء، وعليها سوف نقرر عدد الوحدات السكنية التي يجب إضافتها في المستقبل.
6نحضر لإنشاء حديقة عامة تكون متنفساً لأهالي البلدة.
7العمل على الوصول الى الإكتفاء الذاتي بالنسبة للمياه.
وبالنسبة لسرايا بعبدا هل من روؤية معينة؟
سرايا بعبدا يعتبر من الأماكن التاريخية المهمة جداً يعود بنائه الى القرن الثامن عشر وتحديداً في عهد المتصرفية بشكل لوحة معمارية شرقية، ونعمل على نقل بعض الإدارات منه وتحويله الى مبنى سياحي مهم ففي الكثير من المناطق والبلدان يزور السياح ما تبقى من مباني أو تكاد تكون غير موجودة ويلتقتون الصور التذكارية ويتعرفون على معالمها فسراي بعبدا موجود وهو إرث تاريخي مهم جداً يستحق أن يتوافد السياح لزيارته وأن يكون معلماً سياحياً بإمتياز.
وهل تعيق اللامركزية الإدارية العمل البلدي؟
اللامركزية الإدارية لا تعيق العمل البلدي ونحن نستطيع العمل والإنتاج في ظل المركزية الحالية، ولكن هناك بعض البنود لو تتغير مما يحرك ديناميكية العمل البلدي ولا يعرقله، كتعديل قانون الرقابة المسبقة على المشاريع الى رقابة مؤخرة، كونه يحق لرئيس البلدية صرف 3 ملايين ليرة ومع المجلس 20 مليون بدون مناقصة، على سبيل المثال هناك بعض الأمور تتطلب التصرف السريع من قبل البلدية، والحل هو من خلال زيادة إمكانيات الصرف كونها متدنية..
ومن جهة أخرى يحق لرئيس البلدية أن يعطي رخصة لبناء مبنى من خمس أو ست أوسبع طبقات وعندما يأتي فقير يريد إنشاء” كيوسك” ليعتاش منه وعائلته يجب علينا الحصول على إذن من الوزارة…
تسهيل الأمور على البلديات في الأمور التالية:ً كشراء سيارة للبلدية، أو التعاقد مع أحد الموظفين كله يحتاج الرجوع الى وزارة الداخلية وتحريرنا قليلاً من قيود مجلس الخدمة المدنية لأنه ما ينطبق على موظف الدولة ما ينطبق على الموظف في البلدية…
وبالنسبة لملف النفايات والوعي لدى والحلول؟
الناس واعية بما فيه الكفاية لقضية النفايات ويتم الفرز المنزلي، ووضعنا مستوعبات خاصة للمواد الصلبة والعضوية ولكن عندما يتم تحميل النفايات من قبل الشركة المختصة تعود لتختلط بعشوائية، و الحديث المتداول عن إنشاء المحارق يتطلب دراسة كبيرة لأنها خطرة على البيئة والناس، وهي تحتاج لمساحات كبيرة، وبالحديث عن المساحات نحن في بعبدا ليس لدينا مشاعات وأراضي ولا حتى متر واحد لنخصصه لهذا الهدف وعليه إن الحل مرتبط بالدولة وعندما نتحدث عن الدولة لا نقصد مقام رئاسة الجمهورية لأن الرئيس عون لديه أصدق النوايا نحو الأفضل للبلد والوطن والمواطن، ولكن ما نمر به هو تراكمات من الفساد عمرها سنين وسنين.
وملف الكهرباء والعدادات؟
بحزن وإيمان كبير بالوطن وبمحبة كبيرة نحو ناسه وبلدته قال الريس : أتمنى أن تحل هذه المشكلة بين أصحاب الولدات والدولة دون دخول البلدية، ومن ناحية أخرى هو تشريع للمولدات بطريقة غير مباشرة والسنين تمر وملف الكهرباء لم ينتهي ، وفي حال تم تركيب العدادات هناك حق للبلدية أيضاً كون هؤلاء يستعملون الأملاك العامة وكلها مسائل قيد الدرس والمشاورة، على أن يكون الحل بيد الدولة وبنتيجة سلمية عقلانية ترضي الجميع مع حفظ كرامة وحق كل إنسان.
كيف هي العلاقة مع مستشفى بعبدا الحكومي؟
العلاقة جيدة جداً ونحن على تعاون معهم بالنسنة لموظفي البلدية. “والجدير ذكره أن مستشفى بعبدا يأتي اليه الناس من كل لبنان ومن كل الطوائف ويعتبر من المستشفيات المهمة التي تهتم بالمرضى تحت إشراف طاقم من أهم الأطباء”.
ماذا تقول الى الرئيس عون جارك في بعبدا ؟
لك كل الإحترام والتقدير يا “فخامة الرئيس العماد عون” نحن ندرك ونعرف مدى صدق نواياك ومحبتك تجاه الوطن والمواطن والإنسان في لبنان، ونقدر كل الإنجازات التي تسعى لتحقيقها والتي حقتتها منذ ترأسك، وكم أنت تحارب الفساد وتسعى الى دحره من كل الملفات والقضايا، وكلنا ثقة بأنك ستحقق الكثير والكثير خصوصاً مع قدوم الحكومة الجديدة، ونحك كلنا معك لأجل الوصول لغد ومستقبل أفضل.
والى بعبدا؟
“بعبدا هي الأم والأب”، هي مسقط رأس كل بعبداوي خارج الوطن أو داخله، وإبن بعبدا يشعر بالعز والفخر لأنه يولد في منطقة تحتضن القصر الجمهوري ” الذي يرمز الى كل لبنان، ومعظم الدوائر الرسمية وقصر العدل والأمن العام و غيرها و هي معالم تربط في جدران سطورها كل الناس، وأهل بعبدا هم أهل علم ومعرفة يتسلحون بالسلام الداخلي والإنفتاح على الآخرين دون أي تمييز وتفرقة، وخلال كل الأحداث لم تشهد بعبدا أي إقتتال بين أخ وأخيه، وأتمنى أن يكمل الجيل الجديد المسيرة لأجل بعبدا الحلوة الجامعة على الدوام.
نحن في زمن الأعياد والزينة وهل يتم رصد مبالغ لهذا الغرض؟
كلا بل بالمعقول والمقبول فالزينة في بعبدا لا تتعدى الـ 15 مليون ليرة لبنانية، وفي ظل هذه الظروف الإقتصادية الصعبة أفضل مساعدة الفقير والمحتاج بدل من صرف مبالغ على الزينة.
وهل يتم أحصاء العائلات الفقيرة في بعبدا والعمل على مساعدتهم؟
كنت مجتمعاً مع نائب الرئيس السيد ايلي خوري ونتكلم حول هذا الموضوع وتفعيله من خلال إنشاء مكتب للخدمة الإجتماعية لمعرفة حاجات الناس والعمل على مساعدنهم اكثر واكثر وبسرية تامة وليس لأغراض الدعاية لأنه واجب علينا تجاه اهلنا وناسنا في بعبدا.
كلمة أخيرة الى الناس بمناسبة وداع عام وإستقبال عام.؟
لتكن كل دقيقة في حياتكم مفعمة بالسلام الداخلي ومخافة ومحبة الرب، لأننا في هذه الحياة لمجرد زوار، وبين الحياة والموت نفس واحد فلنتحضر دوماً ونكن مستعدين لواجهة الخالق، لذلك يجب علينا زرع البصمة والفعل الصالح في الحياة كي تنستطيع مواجهة الله لأنه سيحاسب كل إنسان بحسب أعماله. وبمناسبة الأعياد أتمنى أن تكون ولادة المخلص خلاص للوطن والإنسان، ومع حلول العام الجديد أتمنى أن يحمل العام القادم كل الخير لبلدنا الغالي لبنان، وكل عام وأنتم بألف خير صحة.